من عادتي كل يوم .. أن أمضي بعض الوقت في البحث عبر شبكة الإنترنت في خدمة أخبار جوجل باللغة الفرنسية عن مقالات وتقارير صحفية حول مصر .. وفي كل مرة أجد نفسي أمام سيل من الكتابات التي يقدمها مراسلون وباحثون وكتاب في صحف ووسائل إعلام غربية مختلفة حول الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر . النتيجة الأساسية التي أصل إليها بعد هذه القراءات .. هي الحسرة بسبب إنتشار كل هذا الكم من القراءات الخاطئة والمغلوطة عن مصر في الإعلام الغربي !. يأتي لنا مراسل من الدرجة العاشرة .. فيشعر أنه ملك متوج وتفتح له كل الأبواب وكل أصناف المسؤولين يكونون جاهزين لاستقباله ولقائه .. وحتي السهر معه ودعوته علي العشاء والحديث عن مصر بكل انفتاح وصراحة تصل إلي درجة غير مقبولة في بعض الأحيان .. وفي النهاية .. تنتهي العملية بتقرير هابط يفتقر إلي الموضوعية والمهنية ينشر في الصحف الأجنبية ويقرأه الملايين من الناس .. ويسئ إلي البلد وأهله . في كل تقرير من مراسل أجنبي حول مصر.. نقرأ عبارة تقول "وذكر مسؤول رفيع المستوي رفض الكشف عن اسمه" .. من أجل أن يعطي تقريره بعض المصداقية .. وبعد ذلك يأتي هذا المسؤول باستنتاج قطعي حاد وخطير يحتاج إلي الكثير من التحليل والمنطق .. يبني عليه المراسل كل تحليله غير المنصف وغير الصحيح ثم يستشهد بجملة صغيرة خارج السياق من مقال لكاتب مصري أو مقابلة صغيرة أخري مع إعلامي وسياسي مصري يمكن معها استخلاص جملة تفيد المعني الذي يريده المراسل مسبقا. وفي كل التقارير الإعلامية الغربية عن مصر وخاصة وكالات الأنباء والصحف .. هناك عدة عناصر دائما حاضرة ولا يمكن أن تغيب عنها وجميعها لا تتسم فقط بالسذاجة بل بالإساءة المتعمدة إلي واقع الحياة السياسية والإجتماعية. العنصر الأول هو أن مصر دولة فقيرة مرتبطة بالمساعدات الخارجية الأجنبية وهشة الاستقرار. وهو ما لا ينطبق علي مصر .. لأننا دولة مؤسسات مستقرة وتملك تنمية إقتصادية وبشرية متطورة ولدينا تقدم كبير في مجالات الاستثمار والتجارة والخدمات وتكنولوجيا المعلومات. وعنصر آخر يركز علي "الوجود المتطرف للتنظيمات الإرهابية" فبزيارة واحدة من الصحفي الأجنبي إلي المواقع المعروفة التي تتكاثر فيها أفكار الأسلمة السياسية أن يجعل القارئ العالمي يعتقد أن مصر بؤرة للإرهاب مثل تورا بورا .. في تجاهل كامل لما تشهده مصر من أمان ونجاح الأمن في تجفيف منابع الإرهاب . مصر بلد كبيرة صاحبة حضارة عظيمة .. ونحن نفخر بذلك ولا يوجد لدينا ما نخفيه أو نخجل منه .. ولكن من الأفضل أن يرتقي بعض المسؤولين أو الخبراء الذين يتحدثون للإعلام الغربي إلي مستوي المصداقية والإنصاف لعرض صورة مصر الحقيقية .. والتي لاتخلو من الأمور التي يجب تحسينها .. ولكن من العيب والمخجل التركيز علي السلبيات وتعظيمها والمبالغة في توصيفها فهذا لا يخدم أية مصلحة وطنية !.