من اللافت لانتباه أي مراقب أو متابع للأوضاع والتطورات السائدة علي الساحة الداخلية، وما يجري فيها من وقائع وأحداث خلال الأيام القليلة الماضية وحتي الآن، ان هناك انحرافاً أو خللا واضحاً في سلوك وتصرف جماعة الإخوان المسلمين، يخرج بها من دائرة الدعوة ومهمة الارشاد التي قامت عليها، واعتبرتها هدفا ودستورا لها منذ نشأتها، ليدخل بها في دائرة الصراع السياسي الحاد والضيق علي مواقع السلطة وكرسي الحكم. ومن المؤكد بالنسبة لكل مراقب او متابع، ان جماعة الإخوان قد تعرضت لصدمة كبيرة، نتيجة ما جري من إقصاء أو عزل لممثلها وعضو مكتب إرشادها، عن منصب رئيس الجمهورية، وهو ما لم تكن تتوقعه علي الإطلاق، بل لم يخطر علي بالها حتي عبر أشد الافكار تشاؤما مرت عليها أو طرأت لها. ومن الواضح ان الجماعة تعاني الآن من أعراض هذه الصدمة، التي لم تستطع ان تستوعبها بأي صورة من الصور، وبالتالي فإنها لا تستطيع الفكاك منها أو تجاوزها، او الخلاص من حالة الارتجاج والاهتزاز التي اصابت الرؤوس الكبيرة وقيادات الجماعة، وهو ما انعكس علي سلوك ومنهج الجماعة في مواجهة الازمة، وظهر ذلك واضحاً في ردود أفعالها الغاضبة والضيقة، والخارجة عن نطاق الحكمة التي صدرت عنها وخالفت كل الحسابات العاقلة والمتزنة. ولقد ظهر منذ بداية أزمة الرئيس المعزول، أن هناك استخفافا من جانب الجماعة في التعامل بجدية مع حالة الاستياء الشعبي المتصاعدة، تجاه سوء الأداء الواضح للمؤسسة الرئاسية، وأن هناك إنكارا وتجاهلاً متواصلاً ومستمراً من جانب الجماعة تجاه ما تقول به قوي المعارضة من فشل مؤكد وواضح لمؤسسة الرئاسة الخاضعة للجماعة في إدارة شئون البلاد،..، وهو ما يتطلب الحاجة لانتخابات رئاسية مبكرة، بعد أن ثبت عجز الرئيس عن تولي مهام منصبه، وفشله الكامل في الوفاء بمسئولياته. ورغم تعدد واستمرار المحاولات المطالبة بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، نظراً للفشل الرئاسي في إدارة شئون البلاد والعباد وخطورة استمرار ذلك ثلاث سنوات اخري إلا أن الجماعة والرئيس قابلا هذا كله بالتجاهل والانكار، وهو ما أدي الي هبة الشعب وخروجه الكبير وغير المسبوق مطالبا بالتغيير ورحيل الرئيس،...، وتوالت الاحداث. (وللحديث بقية)