استشعرت القوي الاسلامية انها علي وشك الابتعاد علي المشهد السياسي بعد ما اتخذته القوات المسلحة من قرارت ، وظهرت اصواتهم في تصريحاتهم للاخبار مهزوزة وبها مرارة بسبب خيب ظنهم بعد الاستجابة لمطالب الشعب بعزل الرئيس مرسي ، واجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، حيث طالب كل من حزب الوطن السلفي والبناء والتنمية التابع للجماعة الاسلامية بضرورة مشاركتهم في التنسيق لحكومة جديدة واستكمال التحول الديمقراطي كما طالبوا بعدم اقصائهم من المشهد ، في الوقت الذي طالبت فيه بعض القوي الليبرالية بتشكيل حكومة تكنوقراط يتصدرها شخصيات مستقلة ، واقترح بعضهم اسم د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء الاسبق لتولي منصب رئيس الحكومة . في البداية أكد خالد الشريف المنسق الاعلامي لحزب البناء والتنمية الذر اع السياسي للجماعة الاسلامية ان الحزب يدرس الان البدء في التنسيق مع القوي الوطنية علي تشكيل الحكومة الجديدة والتعديلات الدستورية من خلال تشكيل اللجنة التي ستتولي التعديلات . وقال الشريف ان الحزب شدد علي انصاره علي ضرورة السلمية في الدفاع عن الشرعية وحقوق الانسان لانقاذ مصر من حالة الاحتراب وايجاد حلول سلمية مع القائمين علي الحكم الان سواء القوات المسلحة او الرئيس المؤقت مطالب بالتحقيق في احداث القتل التي وقعت في المنيا والاسكندرية . وقال الحزب في بيان له " ان تردي الاوضاع السياسية في مصر بقوة يتطلب بالضرورة ان يتحرك الساسة العقلاء لمنع تدهور الاوضاع المصرية اكثر من ذلك , ونظرا لان الامر الواقع يضعنا امام مرحلة جديدة فلابد وان تكون علي اساس من الشرعية الدستورية وهو ما يوجب ان يكون انتقال السلطة من خلال الاليات الدستورية كما نري ان تجاوز الازمة يحتاج الي مزيد من الوقت كي تستطيع الاحزاب والقوي السياسية الوصول لاتفاق كامل للخروج من الازمة الحالية بما في ذلك وضع خارطة طريق علما بان الجماعة تبذل قصاري جهدها لتقريب وجهات النظر بين الرئيس والقوات المسلحة. اكد فريد زهران نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي ان الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها ستكون حكومة تكنوقراط محايدة وليست حكومة ائتلافية يشارك فيها حزبيون او سياسيون مشيرا ان هذه الحكومة ستقوم بادارة المرحلة الانتقالية لتوفير اجواء مناسبة للبلاد لحين اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. و اوضح عبدالعزيز النحاس الامين العام المساعد لحزب الوفد ان الحكومة في هذه اللحظة و بعد ان وصلت مصر الي مرحلة شديدة الخطورة اجد انه لا بديل عن تشكيل حكومة تكنوقراط تعتمد علي الكفاءات و الخبرات الاقتصادية بالدرجة الاولي حتي تستطيع مواجهة كم المشاكل الهائلة التي تواجه الدولة و شعبها و اوضح انه يجب ان يراس الحكومة اقتصادي لكي يستطيع ايقاف نزيف الاقتصاد المصري ثم تبدأ في انهاء المشاكل الجوهرية لبناء الاقتصاد المصري . وقال امين العمل الجماهيري انه من الافضل ان تبتعد الحكومة الانتقالية عن الحزبية حتي تتفرغ للعمل علي ما يهم المصريين في معيشتهم. ومن جانبه طالب حزب الوطن السلفي بضرورة توضيح ملامح الحياة السياسية والدستورية في الفترة المقبلة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة والتي منوط بها حفظ الأمن و ضمان التحول الديموقراطي في الفترة القادمة مع التأكيد علي نبذ كل أشكال الإقصاء و الإسستهداف من أي طرف سياسي تجاه الآخر محافظين علي مكتسبات ثورة 25 يناير المباركة مع ضمان عدم الارتداد إلي الوراء والعودة لممارسات العهد السابق. ودعا حزب الوطن جميع أطياف الشعب المصري إلي إصطفاف وطني حقيقي و للتكاتف جنبا إلي جنب لنعبر بمصر جميعا هذا المنعطف التاريخي , مشيرا الي أن الحزب كان و مازال مؤمنا بأن يكون الصوت المعبر عن طوائف الشعب المصري و أنه لم و لن يكون أبدا طرفا في أي خلافات تهدم و لا تبني تدمر و لا تعمر. اكد حزب مصر علي وجوب الانتهاء من الفترة الانتقالية في مدة معقولة لا تتجاوز عاما واحدا تتم خلالها الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وأن تأتي الحكومة المؤقتة في إطار توافقي وعلي قدر عال من الكفاءة والخبرة.. وقال المستشار نبيل عزمي عضو الهيئة العليا للحزب ان الحزب سيرشح عددا من اعضاء للحكومة الانتقالية وستتمثل ترشيحاته في عدد من الحقائب الوزارية هي التربية والتعليم والبحث العلمي والرياضة والاسكان والسياحة. واكد عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر علي ضرورة ان تكون الحكومة توافقية محل توافق القوي السياسية والموافقة عليها والاستعانة بعناصر الخبرة والكفاءة ، علي ان تهتم في المقام الاول بالملف الاقتصادي والامني. واكد انور السادات رئيس حزب الاصلاح و التنمية علي اهمية اعطاء الوقت للقائمين بتسيير اعمال البلاد لوضع الاسس والمعايير التي سوف تقام علي اساسها تشكيل حكومة وطنية متفق عليها، وعدم العجلة في ذلك حتي تكون لدينا حكومة قادرة علي مواجهة الازمات. من ناحية أخري طالبت الدعوة السلفية من ابناء الحركة الاسلامية بان ينصرفوا من الميادين إلي مساجدهم وبيوتهم وان يقدروا الموقف حق قدره ويعرفوا حقيقة ما جري من تغيير في الوضع السياسي ، وأن يتحلوا بالصبر والاحتمال ، وألا يلقوا بأيديهم ودعوتهم إلي التهلكة. واكدت الدعوة في بيان لها حول الاحداث التي تشهدها البلاد حاليا انه مازال أمامنا عمل طويل ولابد لنا من مصالحة مع المجتمع بطوائفه ومؤسساته ، نعتذر فيها عما صدر من البعض منا أخطأ طريقه في التعبير والتصرف ، لكننا نظن أنه أراد الخير والرفعة للدين والوطن وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه ليس هذا خذلانا للمسلمين ولا لولي الأمر المسلم ، بل تقليل لخسائر الدين والدنيا وجلب لأعظم المصلحتين ودفعاً لأكبر المفسدتين بعد أن وصلت البلاد إلي حافة الهاوية ،