وانتصرت الإرادة الشعبية بإسقاط نظام جائر متسلط أرجع هذا الوطن إلي الوراء عشرات السنين. الملايين التي ملأت ميادين القاهرة والإسكندرية وكل عواصم ومدن المحافظات من الجنوب إلي الشمال ومن الشرق إلي الغرب تلاقت مع الجيش علي إنقاذ الوطن.. قال الشعب كلمته دون خوف أو وجل من إرهاب أو ترويع أو تخويف. لم يكن أمام قواتنا المسلحة سوي الالتزام بقرار الشعب. بهذا الانتصار تكون كلمة الشعب هي العليا وإنه هو حقا مصدر الشرعية ومنبع كل السلطات. استطاع أن يقهر بحشوده واصراره كل وسائل الحرب النفسية التي تعرض لها وحملات التشكيك والكذب والتضليل. لقد عكست سلوكيات هذا الشعب دوما التمسك بكل القيم الدينية التي هي جزء من طبيعته وشخصيته بعيدا عن المزايدة والمتاجرة التي استهدفت وسطية مصر الأزهر وحضارة 7 آلاف عام مسجلة وقائعها في التاريخ الإنساني. لا يعيب شعب هذا البلد أن يشذ عنه بعض أبنائه بتأثير عمليات التضليل والترويج لأفكار وسلوكيات دخيلة علي الدين الإسلامي. لم يكن من هدف لهذه الممارسات سوي تحقيق مكاسب دنيوية. في ظل توجس التطلعات وسقوط الاقنعة الضلالية وتعاظم الاطماع بعد إتمام السطو علي ثورة 52 يناير ومبادئها. إن ما يجب ان نسعي إليه جميعا الآن أن نعيش أخوة وطن واحد في وفاق ووئام بعيدا عن الاقصاء والتهميش. يمكن القول بأنه لم يعد هناك مجال بعد هذه الثورة التصحيحية لأن يسيطر فصيل واحد -لا يمثل سوي فئة قليلة من جموع الشعب- علي مقدرات هذا الوطن العظيم. إن تحرك الجيش لنصرة هذا المد الشعبي جاء باعتباره جزءا أصيلا من نسيجه. لم يكن أمامه سوي الاستجابة للشعب الذي تعرض لكل أنواع المهانة والتنكيل وإهدار الحقوق. لايمكن إغفال القول بأنه قد سبقت الاقدام علي هذه الخطوة ضغوط شديدة ومساحات عريضة من التفكير. كان الايمان بمصر وراء تحديد خطوات التحرك وهو كان بمثابة العقيدة لقواتنا المسلحة. إن تأخير الاستجابة للنداءات الشعبية الملحة بالتدخل لإنقاذ مصر إنما يعود إلي تجربة المجلس العسكري السابق المريرة والفاشلة بعد الثورة. هذا الامر جعل القيادات العسكرية الحالية تنأي بقواتنا المسلحة ورجالها عن التورط في المعترك السياسي. في النهاية فقد كان من المستحيل في ظل المسئوليات الوطنية التي تحتم حماية امن الوطن داخليا وخارجيا أن يقف أي شيء عائقا أمام رجال قواتنا المسلحة الأبطال من أجل تحقيق هدف انقاذ مصر.. شكرا وتقديرا لقواتنا المسلحة.