في كل زمان ومكان وبقدر إمكانيات ذلك الزمان علمياً وحضارياً يظل الإعلام آلة جبارة مع أو ضد حكام ذلك الزمان، لكن يبقي سجل الانجازات في كتاب التاريخ وحده الفيصل في الحكم علي هذا الحاكم أو ذاك.. ولا ينسي التاريخ ضمن أبرز من اختلطت بسيرتهم معالم التشويش والتشويه شخصية »قراقوش« صاحب المثل السائر بين الأجيال »حكم قراقوش« تدليلاً علي السيطرة والتحكم والديكتاتورية وسفك الدماء حسب أعراف القصص الشعبي واستناداً إلي رسالة خطية صغيرة منسوبة الي الاسعد بن مماتي ناظر الديوان في عهد صلاح الدين بعنوان »الفاشوش في أحكام قراقوش« يصف فيها قراقوش بالطغيان والغفلة. لكن التاريخ يدمغ هذه الاكاذيب بانجازات الرجل الذي كان وزيراً نابهاً للسلطان الأعظم صلاح الدين، فكيف يكون حال مثل هذا الرجل هكذا وهو منجز قلعة صلاح الدين الموجودة حتي الآن منذ بناها عام 965 ه - 4711م ببئرها العجيبة كما بني قناطر الجيزة العظيمة علي النيل علي مقربة من الأهرامات وقام بهدم عدد من الأهرامات الصغيرة واستعان بأحجارها في بناء القلعة والقناطر وقام بترميم عكا وأسوارها وقلاعها، لترد منجزاته علي من ظلموه. أذواق في عصر مثلث الأخلاق المقلوب رأسا علي عقب وضمن »تيتر« برنامج علي قناة كوميدية مع فنانة ظنت أنه من باب الكوميديا ان تهين نفسها، حيث تسألها مقدمة البرنامج: بينادوكي في الشارع ويقولولك إيه؟ فتجيب الفنانة في لهجة »أنتصار« للكوميديا وقد انفرجت وجنتاها واتسع شدقاها وهي تقول: بيقولولي يا سافلة! وفي نفس »التيتر« تسأل فنانة أخري: لو أصدقاؤك في الوسط الفني أطلقوا عليك لقب تحبي يكون إيه؟ فتفتش الفنانة الشابة الصاعدة الواعدة في ذاكرتها وتنبش في مخزون الوعي واللا وعي بحثا عن رد مبتكر يثير الآهات، ثم تخرج علينا بقولها: »مزة« السينما العربية! هكذا تتندر الأولي بلقب »سافلة« وتفتخر به، وتحلم الأخري بمسمي »مزة« وقد تعلم هي ولا يعلم كثيرون أن هذا المسمي هو مفردة من مفردات جلسات السكر والشراب، ومعناها أطباق المخللات والحوادق التي تلازم السكاري ليغيروا بها خبث طعم الخمرة من حلوقهم. وإذا كان من حق إحداهن ان تستمتع بلقب »سافلة« وأن تتمني الاخري مسمي »مزة«، فليس من حق التليفزيون أن يشارك في إفساد الاذواق والأخلاق بألفاظ تفسد ذائقة الصغار وتثير اشمئزاز الكبار.. وعلي رأي المثل الشعبي »المشرحة مش ناقصة قتلي«! تأملات من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة لطول الأمل ويقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين. إن اعطي منها لم يشبع وإن منع لم يقنع يعجز عن شكر ما أوتي ويتمني الزيادة فيما بقي.