مبروك لمصر عودة جنودنا السبعة المختطفين من سيناء الي حضن الوطن سالمين دون اراقة دماء.. هذه العودة التي جاءت بردا وسلاما علي كل المصريين وأكدت لنا ثقتنا في ابناء الوطن عندما يقفون يدا واحدة في مواجهة الشدائد فقد عزفت الدولة بالفعل خلال هذه الازمة بدءا من مؤسسات الرئاسة والقوات المسلحة والشرطة والمخابرات العسكرية والسياسيين الي مشايخ وعواقل وشباب سيناء.. سيمفونية حب للتنسيق لاستعادة الجنود والحفاظ علي هيبة مصر وكرامتها. واذا كانت هذه الازمة قد انتهت بسلام فإننا لم ولن ننسي استشهاد 16 من جنود القوات المسلحة وقتلهم بدم بارد علي ارض سيناء خلال شهر رمضان الماضي وخطف اربعة من ضباط وجنود الامن المركزي منذ نحو العامين والذين لم يعودوا حتي الان وان ما ادي الي هذا المشهد المأساوي في سيناء لم ينشأ بين يوم وليلة ولكنه جاء نتيجة للاهمال والتهميش خلال عقود طويلة لهذه البقعة الغالية من ارض الوطن مما هيأ الفرصة للخارجين علي القانون والجماعات الجهادية من مصر ودول اخري للاستيطان فيها واستغل هؤلاء الانفلات الامني عقب ثورة 25 يناير لتصبح هذه المساحات الشاسعة من الاراضي بسيناء مرتعا للبلطجة والابتزاز وأوكارا للمجرمين. كل ما أتمناه ان تكون هذه الازمة حافزا لجهود القوات المسلحة ورجال الشرطة للضرب بيد من حديد لازالة البؤر الاجرامية وتطهير ارض الفيروز من سيطرة الخارجين علي القانون والاستمرار في عملية »الكرامة«.. وان نبدأ مرحلة جديدة من التنمية الفعلية والاستثمار التي طالما نادينا بها للاستفادة من كنوز سيناء ومواردها الطبيعية والبشرية المتعطلة.. ولنسرع بتنفيذ مشروعنا القومي لتنمية محور قناة السويس الذي سيكون القاعدة الاساسية لانطلاق التنمية في سيناء.. ومدن القناة كصمام أمان حقيقي لبوابة مصر الشرقية.