خمسون سنة مضت وريشته تتحدي القبح وترفض التغريب وتتمسك بإحياء التراث والعادات والتقاليد الراسخة في اعماق اهل الجنوب.. وهو مايميز اعماله عبر مراحل مشواره الفني منذ بداياته الاولي في 6691 وحتي اليوم. لم ينس الفنان »سعد زغلول« -لحظة- انه ابن حي الابراهيمية الشعبي بمحافظة اسيوط حيث عاش اجمل ايام طفولته وتكحلت عيونه وتغذي عقله وفكره بكنز من المخزون الحضاري الثري بالمفردات والصور والموتيفات والمشاهد والقيم الأصيلة التي بتنا نفتقدها من حياتنا ومعارضنا.. بينما يتأكد ايمانه وحرصه علي تأكيدها وابرازها في كل لوحاته وان يجعل من المرأة والطفل نجوما لأعماله. من هنا توالت نجاحاته وانتشرت معارضه بين القاهرة والسعودية وعمان ومنها الي سويسرا والنمسا وايطاليا والمانيا ولندن وسيدني وغيرها من البلدان حيث اقتنيت اعماله وتوج بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير. لكنه لم يكتف بالمسطح الفني والرؤية البصرية فاتجه لاحياء الحرف اليدوية ودعم المجتمع المدني والمرأة الاسيوطية ولم يهنأ له بال حتي أعلن عن تأسيس بيت لاحياء فن »التللي« احد الفنون البدوية الاصيلة التي اشتهر بها الصعيد.. وتعتمد علي التطوير اليدوي بخيوط وشرائط من الفضة والذهب أو النحاس المطلي الغالية الثمن وهو سر اندثارها وتراجعها. وفي اعقاب ثورة 52 يناير اشهر مؤسسة باسمه لاحياء للفنون والحرف التقليدية وادارة حوارات واقامة انشطة ومهرجانات ثقافية وفنية علي ارض اسيوط.. ومنذ ايام اختتمت فعاليات مهرجانها الثالث الذي نظمته علي مدي ثلاثة ايام بحضور كوكبة من اشهر الشخصيات والمشاهير وحظي فيها الفن التشكيلي باهتمام مكثف من خلال معرض كبير ضم اعمال اكثر من عشرين فنانا من القاهرة والاسكندرية واسيوط بينهم احمد الجنايني، حسن صابر، زكريا سليمان، عبدالفتاح البدري، منصور المنسي وغيرهم من اصحاب الرؤي والاتجاهات المختلفة في مجال النحت والتصوير. وفي هذا العام تم اختيار الناقد والفنان عادل ثابت ضيف شرف هذا اللقاء.. وعرض سبعة من اهم اعماله التي تتبني ابراز المناخ الشعبي والموروث الحضاري دعما بباليته لونية ساخنة وخطوط قوية واثقة. هذه ملامح عريضة لمشوار فنان مصري حتي النخاع عاشق متيم بتراث بلاده.. حريص علي احياء الحرف اليدوية.. وهو يستعد لنشر كتاب عن تجاربه ومشواره الفني في كتاب يصدره بعنوان »العمر وسنينه« واقامة معرض شامل لأعمال فناننا »سعد زغلول« اتمني ان يتواكب موعد افتتاحه مع احتفائنا بميلاده ال37 في يوليو القادم.