ثريا درويش جرعة أمل حصنتني هذا الاسبوع ضد العكننة والأزمات وألاعيب الشطار والشياطين ومهاترات الدستور أولا أم الرئيس؟! اصبحنا جميعا اساتذة في اشعال الفتن.. وتصيد الاخطاء واصطناع المشاكل والمليونيات.. أما البحث عن مخرج وطاقة نور ونجاح يزرع التفاؤل والطمأنينة فبات في عداد المحظور خاصة لو هبت بوادره من صعيد مصر الغارق في التهميش والإهمال، من لا يعرف قدره ويبجل أهله لا يستحق أن يكون مصريا.. فمن هنا منبع الحضارة والشهامة والمجدعة وتقديس العمل للعمل وخدمة البيئة والمجتمع. ابن اسيوط الفنان سعد زغلول نموذج للرجل الصعيدي الاصيل.. بدأ حياته من الصفر.. أخذ علي عاتقه احياء التراث الشعبي والعادات والتقاليد الصعيدية.. طاف بأعماله العالم وزاعت شهرته في الداخل والخارج وبقي حلمه الأكبر إحياء فن »التَلْلِي« بإعتباره تراثا وحرفة يدوية عريقة تعتمد علي التطريز بخيوط من الذهب والفضة والمعادن. البداية بيت صغير »للتلي« في حي شعبي بسيط وبدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية ساهم في توفير فرص عمل للمرأة الاسيوطية العائلة وفتيات الصم والبكم وغيرهم.. والآن تحول المشروع الصغير الي مؤسسة أهلية وثقافية للفنون والتنمية يتسع دورها ليشمل كل المجالات المعرفية والثقافية من معارض وامسيات وندوات وحلقات نقاشية الي تقديم المواهب وطبع ونشر أعمال الادباء والشعراء والمبدعين. ان ما يحدث علي ارض محافظة اسيوط هو نموذج لما يجب ان تكون عليه الجمعيات الاهلية ودورها في خدمة المجتمع وليس للطعن في الوطن وتقديمه هدية لمن يدفع ويمول أكثر.. فشكرا لسعد زغلول واسرته التي اعطتنا جرعة أمل مكثفة تؤكد ان الفرج قريب وان الحب والعمل المخلص الجاد هو الحل وأولي قطرات جني ثمار ثورة 52 يناير.