مع تألق أكثر من حارس مرمى في بطولة كأس العالم 2014 ، تأكد للجميع أن المونديال الحالي ليس قاصرا على مهارات البرازيلي نيمار دا سيلفا أو الأرجنتيني ليونيل ميسي أو الكولومبي جيمس رودريجيز. وجذب حراس المرمى إليهم أيضا كثيرا من الاهتمام ليس بسبب سقطاتهم فقط وإنما بسبب تألقهم غير المسبوق أيضا. وقدم الحارس الأمريكي تيم هاوارد عملا بطوليا في مباراة فريقه أمام المنتخب البلجيكي في دور الستة عشر وحافظ على السفينة من الغرق أمام مدفعجية المنتخب البلجيكي ليصل باللقاء إلى الوقت الإضافي لكن الحظ عانده واهتزت شباكه في الوقت الإضافي. وخلال هذه المباراة ، تصدى هاوارد /35 عاما/ لنحو 15 تسديدة قوية من لاعبي بلجيكا وهو أعلى عدد من التصديات في مباراة واحدة بكأس العالم طبقا لإحصائيات "أوبتا". وبعد الفوز الصعب 2/1 في الوقت الإضافي ، أبدى فينست كومباني قائد المنتخب البلجيكي إعجابه الشديد بالحارس الأمريكي المخضرم ، وكتب على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت "كلمتان : تيم هاوارد". كما نال هاوارد الإشادة من شخصيات عديدة حتى من خارج مجال اللعبة ومنهم المغني الأمريكي جاستين تيمبرليك كما اختاره المشجعون ، عبر الانترنت ، كأفضل لاعب في المباراة. كما سبق اختيار الحارس المكسيكي جييرمو أوتشوا والكوستاريكي كيلور نافاس والجزائري رايس مبولحي كأفضل لاعب في المباراة. وكانت هناك بعض السقطات لحراس المرمى أيضا في البطولة مثل الروسي إيجور أكينفيف الذي ارتكب خطأين فادحين أو النيجيري فينسنت إينياما الذي عانده الحظ في مباراة دور الستة عشر أمام المنتخب الفرنسي حيث فشل في إبعاد الكرة بقبضة يده اثر ضربة ركنية وهيأها إلى اللاعب الفرنسي بول بوجبا الذي وضعها داخل المرمى دون عناء. وعلى أي حال ، ذهبت عشر جوائز من 56 جائزة لأفضل لاعب في المباراة بالدورين الأول والثاني للمونديال البرازيلي إلى حراس المرمى وكان من بينهم أيضا الإيطالي جانلويجي بوفون والإكوادوري ألكسندر دومينيجيز والبرازيلي جوليو سيزار. وقدم أوتشوا درسا للحراس من خلال تألقه أمام المنتخب البرازيلي حيث تصدى لضربة رأس رائعة من نيمار ليدخل هذا التصدي للكرة في مقارنة مع أعظم التصديات في تاريخ اللعبة ومنها تصدي الحارس الإنجليزي لضربة رأس رائعة من الأسطورة البرازيلي بيليه في بطولة كأس العالم 1970 بالمكسيك. كما لعب الحارس الألماني مانويل نيوير دورا هائلا مع فريقه خاصة من خلال قيامه بدور الليبرو في مباراة الفريق أمام المنتخب الجزائري في دور الستة عشر للبطولة حيث استحوذ نيوير على الكرة 59 مرة منها 21 مرة خارج منطقة الجزاء بعدما لعب كمدافع أكثر منه كحارس. وذكرت صحيفة "سودويتشه تسايتونج الألمانية ، بعد هذه المباراة ، "مبولحي ساعد فريقه على الصمود. ونيوير كان عاملا جوهريا في بقاء الفريق بالبطولة". وأضافت "ألمانيا لعبت ب12 لاعبا لأن نيوير لعب دورا كلاعب عادي إلى جانب دوره كحارس". وقارنت الصحيفة وبعض الصحف الأخرى بين نيوير وأسطورة كرة القدم فرانز بيكنباور أبرز مدافع في تاريخ الكرة الألمانية. ولكن نيوير قلص من أهمية ما قدمه وقال بتواضع شديد "أعتقد أن هذا هو ما أنا مكلف به... لم أغير أدائي. ألعب دائما بهذا الشكل في بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني". وقد يكون نيوير أكثر حراس المرمى تماشيا مع الكرة الحديثة والتي يلعب فيها الحراس دورا في نقل الكرة من وضع الدفاع إلى انطلاقة الهجوم. وكانت ضربة المرمى التي لعبها لتعبر 60 مترا وتصل إلى زميله أندري شورله مثالا آخر على هذا. ويرى الفرنسي جيرار هوييه المدير الفني السابق لليفربول الإنجليزي عضو لجنة الدراسات الفنية بالاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بكأس العالم الحالية أن العروض الجيدة من حراس المرمى في البطولة ليست مفاجأة حقيقية في بطولة يمنح فيها الأداء الهجومي حراس المرمى فرصة أفضل للظهور عما كانوا من قبل. كما قال هوييه "تدريب حراس المرمى ربما يكون أكثر التدريبات التي شهدت تطورا وتحسنا على مدار العشرين عاما الأخيرة.. الحراس يؤدون الآن تدريبات مختلفة. لست مندهشا من إمكانيات حراس المرمى بالبطولة". واختص هوييه بالإشادة الهولندي فرانز هويك الذي درب حراس المرمى في أياكس الهولندي وبرشلونة الأسباني وبايرن ميونيخ الألماني كما سيرحل مع مواطنه لويس فان جال من تدريب المنتخب الهولندي إلى تدريب مانشستر يونايتد بعد المونديال البرازيلي. كما يعتمد المنتخب الألماني في تدريب حراسه حاليا على حارس مرماه العملاق السابق أندرياس كوبكه. وربما كان كوبكه خلال فترة لعبه من أبناء المدرسة القديمة ولكنه دافع عن نيوير وأسلوب لعبه مفضلا إياه على الحارس السابق أوليفر كان الذي انتقد نيوير لمجازفته كثيرا وتعريض نفسه لخطر الطرد. وقال كوبكه "لا أعتقد أن نيوير كان على وشك الطرد. كنت هادئا دائما خارج خط الملعب. نيوير يستمتع دائما بهذه الطريقة في اللعب".