سافرت كثيرا مع عصام الحضري، وآخرها إلى مالى مع فريق نادى وادى دجلة للقاء بطلها في كأس الكونفيدرالية. ومن الصدف الغريبة أنه كان يجلس بجوارى في الطائرة أكثر من خمس أو ست مرات، وقد أطلعنى على الكثير من أسراره الخاصة بعيدا عن النشر. ودائما ما كنت أحترم رغبته مما أكسبنى ثقته، وأتاح لى خلفيات كثيرة ساعدتنى على توجيه الأسئلة الكثيرة المتعاقبة إليه في هذا الحوار، الذى جرى فوق السحاب خلال رحلة العودة من أديس أبابا إلى القاهرة، إذ كان الوقت ضيقا ولم تكن هناك فرصة لإجراء حوار صحفي إلا في هذا التوقيت الميت لكل منا. - ما الذى تريده من اللعب حتى الآن؟ مازلت ألعب لأننى مازلت أحب الكرة التى أعطتنى كل شئ، وفكرة اعتزالى غير واردة الان. - وهل المال لا يزال هدفك؟ لا تصدق الشعارات التى يطلقها البعض من أن المال لا يعنيهم. هذا غير صحيح، والإنسان ينبغى أن يكون صريحا أمام نفسه على الأقل لكى يحترمه الناس. - هل كنت تتابع فصول الخلاف بين الوزير السابق طاهر أبوزيد ومجلس إدارة النادى الأهلى السابق؟ طبعا. وكنت على يقين أن طاهر أبوزيد على صواب وأنه هو الذى سوف ينتصر في النهاية، كما حدث بالفعل. - وهل حددت وجهتك بعد الاعتزال؟ لا أحد يعرف ماذا يحدث غدا، وبرغم عشقى لكرة القدم إلا أنه من الوارد ألا أعمل في هذا المجال بعد الاعتزال، لأن الجو صار ملوثا ومليئا بالحروب والكراهية من كل اتجاه. - نادى وادى دجلة. تراه محطتك الأخيرة كلاعب؟ ما زال عقدى ممتدا لمدة شهرين، وأنا لاعب محترف ووارد الانتقال لناد آخر لكننى حتى الآن سعيد بتجربتى في وادى دجلة، وبتعاملى مع الإدارة المحترمة بالنادى والتى أراها اقوى إدارة كروية في منظومة الاحتراف بمصر. - هل تشعر أن جماهير الأهلى قد نسيت - وتجاوزت - واقعة هروبك لسويسرا؟ مؤكد. باستثناء بعض المتعصبين، والدليل حالة الحب التى أعيشها مع الجمهور في أى مكان أذهب إليه في مصر، بل في كل العالم، ولعلك لاحظت احتفاء الجماهير بى في كل بلد ألعب به والجميع يتعامل معى باحترام ويستأذننى في التقاط صور فوتوغرافية معهم. - ممكن أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه مدربا لحراس مرمى النادى الأهلي؟ كل شئ وارد، لكن طموحى الأكبر أن أخدم بلدى في أى مجال يحقق الفائدة لمصر. - وهل تشعر بأنك حققت للمنتخب الوطنى كل ما كنت تحلم به ولم يعد باقيا شئ تقدمه؟ اسم مصر غال جدا لدي، وعندى طموح أن أظل بالمنتخب لآخر لحظة في حياتى كلاعب. - من تراه حارس المستقبل في مصر؟ يوجد حراس مرمى ممتازون بكثرة مثل عبدالواحد السيد وشريف اكرامى ومحمد صبحى والشناوي. ولكن لا يستطيع أحد أن يقول إن الأمل معقود على واحد من بينهم فقط. - لماذا لم يظهر سواك لحراسة مرمى الأهلى على مدى 20 عاما متصلة؟ ممكن يكون في كثير مثلى لكنى كنت أتميز بامتلاك الطموح ووجود الهدف أمامي. - تتذكر أول أربعمائة ألف جنيه دخلت جيبك في حياتك؟ طبعا أتذكر. فقد جئت من دمياط معدما فقيرا عام 1995، وكان هذا المبلغ نظير انتقالى لصفوف النادى الأهلي. وقد فعلت شيئين، الأول أننى أتممت زواجى على أم أولادى العظيمة، والثانى اننى استثمرته في إنشاء مصنع لأقفاص الخضر والفاكهة. - منذ تركك الأهلى وأنت لا تستمر في ناد واحد لأكثر من موسم. فهل العيب فيك أم في الأندية التى لعبت لها؟! غير صحيح، فقد لعبت في سويسرا موسمين وفي السودان ثلاثة مواسم، وانتقلت للزمالك الذى استفاد ببيعى للمريخ ونجحت مع الإسماعيلى ولم يكتمل الموسم مع الاتحاد، وأخيرا أستقر مع دجلة. ولكن الناس تشعر بهذا لأننى لعبت للأهلى 14 عاما متصلة. - لو عرضت عليك الإدارة الجديدة للأهلى العودة. ماذا سيكون موقفك؟ مؤكد سأوافق لانى كنت قد أخذت عهدا على نفسى ألا أدخل بوابة النادى الأهلى إلا بعد رحيل مجلس الإدارة السابق. - ستوافق على العرض حتى لو كان العرض لمدة موسم واحد فقط تعلن بعده اعتزالك اللعب نهائيا؟ حتى لو كان الاعتزال بعد مباراة واحدة أمثل فيها النادى الأهلي. - ولماذا لم تستمر في الزمالك تحديدا؟ أسأل في هذا كل اللاعبين الذين تركوا الزمالك بعد انضمامهم من أندية أخري. بل اسأل أولاد النادى الذين يتركونه. - لماذا تصر على اقامة المشروعات التجارية العديدة ولا تنتظر الاعتزال كى تركز في الكرة؟ أشعر بالفعل أنى تاجرت مع الناس وقد جاء الوقت الذى أتاجر فيه مع الله، حيث استعد حاليا للإعلان عن افتتاح مستوصف خيرى بقريتى في كفر البطيخ في دمياط يكون بداية لإشهار مؤسسة عصام الحضرى الخيرية، كما سيكون لى دور مهم في جمعية رعاية لاعبى الكرة القدامى التى يترأسها اللواء عبدالمنعم الحاج والكابتن محمود أبورجيلة. - تتوقع لشوقى غريب النجاح في مهمته مع المنتخب؟ نعم. أتوقع له النجاح لأنه يعرف كل شئ عن اللاعبين بحكم وجوده معنا سنين طويلة، وميزته أنه يعرف ما يريد ويتجه سريعا لهدفه، وأتوقع أن يبنى فريقا جديدا لمصر. - هل توقعت أن ينتهى الحال بحسن شحاتة في تدريب المنتخب بما انتهى إليه؟ طبيعى ألا يفوز أى مدرب مدى الحياة. تلك هى سنة الكون. والكابتن حسن تاريخ يمشى على قدمين كلاعب ومدرب وبطولات، وهذا التاريخ لن ينتهى أبدا لأن شحاتة باختصار ظاهرة غير قابلة للتكرار. - الآن وبعد كل هذا العمر والتجربة. هل تعترف بأخطائك التى وقعت فيها؟ ليس عيبا أن أخطئ لأننى لو لم أخطئ فلن ينصلح حالي. أما عن الخطأ الأكبر اننى تركت الأهلي. - لك رأى في استغلال بعض لاعبى الكرة للملعب في التعبير عن اتجاهاتهم السياسية؟ الملعب مجال المتعة والترويح عن النفس. وينبغى أن يحترم اللاعب عمله ولا يخلط السياسة بالرياضة، وأنا عن نفسى ليس لى سوى اتجاه واحد فقط هو حب مصر. - ما سر انهيار فريق الأهلى من وجهة نظرك؟ يسأل في هذا مجلس الإدارة السابق. - هل لا تزال على اتصال بزملاء الملعب أبوتريكة وبركات ووائل جمعة؟ علاقتى بهم جميعا ممتدة وطيبة للغاية وأزيد عليهم في المحبة عماد متعب وسيد معوض. - عصام الحضري: - من مواليد كفر البطيخ بدمياط في 15 يناير 1973. - حاصل على دبلوم المدارس الزراعية. - صديق للصراحة، وعدو للكذب. - يكره النفاق، ويحب مصر وأسرته والمال جدا. - كثيرا ما تتساقط دموعه عند سماع النشيد الوطني. - لا يتحمس للمشروعات التجارية التقليدية. - والد شاهندة (16 سنة)، وشدوى (13 سنة)، وشهد (10 سنوات) وياسين (7 سنوات) وأخيرا شيان (شهران). - أبوه أسمه: الصبر. وأمه اسمها: الإرادة.