فى حواره مع جريدة الشروق الجزائرية، فتح أبو تريكة نجم النادى الأهلى ملف ثورة 25 يناير، الذى رفض الحديث عنه طوال الفترة الماضية.. وكشف أنه منذ الوهلة الأولى اتخذ موقفا مؤيدا لها ونزل إلى ميدان التحرير، وتحمل ضغوطا شديدة لتأييد نظام مبارك ولكنه قابلها بالرفض.. كما تحدث عن سبب خروج الأهلى من رابطة أبطال إفريقيا، وعن مستقبله الرياضى، وأمور أخرىفى هذا الحوار.. - أولا نبدأ حوارنا من خروج فريقك النادى الأهلى من رابطة أبطال إفريقيا، فى رأيك ماسبب الإقصاء؟ دعنى أؤكد أن أى انطلاقة خاطئة تصعّب كثيرا من النجاح عند النهاية، إن لم تقض على حظوظ النجاح نهائيا، ونحن دفعنا ثمن انطلاقتنا الخاطئة فى البطولة، بالتعادل فى القاهرة مع الوداد البيضاوى 3-3 وعموما قدرالله وما شاء فعل.. و"خيرها فى غيرها" كما يقولون. - بعد الخروج من المنافسة الإفريقية، هل سيلعب الأهلى على الفوز ببطولة الدورى مثل كل موسم؟ بالتأكيد.. وإذا لم يلعب الأهلى وهو حامل اللقب فى آخر سبعة مواسم على ماذ اسيلعب إذن، مع الاعتراف والتأكيد على أن مهمة الأهلى تزداد صعوبة من موسم لآخر مع التطور المذهل والرائع لكل الأندية المصرية. - اتحاد الكرة المصرى فضل عدم اعتماده على اللاعبين المخضرمين وتعويضهم بالمنتخب الأوليمبى فى التصفيات الإفريقية، ماتعليقك؟ لاتعليق. - أبوتريكة لاعب كبير، ولم يشارك فى نهائيات كأس العالم، ماذا يعنى لك؟ باختصار، أنا لم أحقق كامل أحلامى وطموحاتى كلاعب كرة، لأن اللعب فى كأس العالم هو قمة المجد لأى لاعب عربي أو إفريقى، لأننا لسنا مؤهلين لأكثر من أن يكون اللعب في المونديال هو منتهى الآمال وليس الفوز به والبطولات التى حققتها مع الأهلى والمنتخب أشبه بالسيمفونية الناقصة، أنا حتى الآن مثل بيتوفهن صاحب السيمفونية الناقصة. - هل يحلم أبوتريكة بتدريب المنتخب المصرى مثل زميله حسام حسن؟ حتي الآن لم أرسم خريطة حياتى بعد الاعتزال. - متى يقرر أبوتريكة الاعتزال؟ عندما أشعر أننى غير قادر على العطاء. - لاحظ كل من شاهد مباراة الأهلى مع مولودية الجزائر، تجاوب أنصار عميد الأندية الجزائرية معك، أثناءالمباراة؟ دعونى اعترف أن للجزائر مكانة خاصة فى قلبى، ويكفي أن أول وأكبر وأجمل تكريم إعلامي وشعبي حظيت به خارج وطني كان من قبل جريدة الهداف الجزائرية وخشيت أن تتأثر علاقة الحب بينى وبين شعب الجزائر سلبا بما خلفته أزمة مباراة أم درمان فى تصفيات كأس العالم من توتر وحالات احتقان بين الشعبين، صدقونى عشت "أياما سوداء"، وأنا أتابع الأزمة وتعمدت أن أخرج في عز اشتعالها لأعلن أننى سأكون أول مصرى سيشجع الجزائر فى مونديال 2010، وحاولت من خلال هذا الحوار أن أبعث برسالة إلى إعلام البلدين أن ما بيننا من علاقات وتاريخ كتب بدم الشهداء من أجل الحرية أكبر من أن تلوثه أقلام أو أصوات غير عاقلة. - ما رأيك فى تدهور مستوى الكرة فى البلدين هذا العام؟ أراه أمرا طبيعيا، فعندما يصعد المؤشرللقمة، لا بد له أن يهبط، ومؤشر الكرة المصرية والجزائرية وصل بالفعل إلى القمة من خلال فوز مصرب3 بطولات أمم إفريقيا، والجزائر بالتأهل للمونديال. - بعد مرور سنتين على مباراة أم درمان، ما الذكرى العالقة فى ذهن أبوتريكة؟ لا أريد أن أتذكر شيئا، إنها مباراة للنسيان. - نعود للثورة المصرية، كيف عاش النجم أبوتريكة الثورة؟ عشتها مثل 85 مليون مواطن مصرى، فى البداية تفرغت لمتابعة كل ما يدور حولى من أحداث متلاحقة وعصيبة من خلال وسائل الإعلام.. كنت أحاول أن أفهم حقيقة الأمور وأعى ما يدور حولى، وكنت أتعمد متابعة ومشاهدة المحطات الفضائية لأعرف حقيقة الأمر. - تساءل الكثيرون عن سبب عدم ظهورك منذ بداية الثورة، هل تعرضت لمضايقات جعلتك تتأخر فى إظهار رأيك؟ منذ الوهلة الأولى اتخذت موقفا مؤيدا للثورة، وكل المقربين لى كانوا يعلمون بذلك، وكنت انتظر اللحظة المناسبة لأعلن تأييدى، واللحظة حانت مع الخطاب الثالث للرئيس السابق مبارك والذى جاء مخيبا للجميع، وقتها قررت أن أنزل لميدان التحرير، والحمد لله كان نزولى يوم 11 فبراير فألا حسنا، حيث أنه فى مساء نفس اليوم أعلن مبارك تنحيه عن السلطة. كما أنني رفضت فى الفترة من 25 يناير وحتى 11 فبراير الكثير من الضغوط للظهور مؤيدا للنظام السابق عبر شاشات التليفزيون، كما كنت أرفض الظهور فى وسائل إعلامية أخرى لأعلن تأييدي للثورة وقررت أن أعلن موقفى من قلب الحدث، ودون سابق إخطار لأي جهة. كنت أعلم أن الثوار غاضبون منى في بداية الأمر، لأننى تأخرت فى إعلان تأييدى لهم، ولكنى كنت أرفض الظهور معهم حتى لا أسرق الأضواء، وأن أتحول بطلا قوميا بدون وجه حق، لأننى لم أنم ليلة واحدة فى الشوارع مثلما فعلوا، ولم أواجه شبح الموت كل لحظة كما واجهوا. - مارأيك فى الوضع الحالى لمصر ما بعد الثورة، هل هو نتيجة طبيعية لما شهدته مصر؟ اعتقد أن ما يحدث الآن أمرطبيعى، وهى مرحلة ما بعد الثورات، ومايحدث فى مصر يكا ديتطابق مع ما يحدث فى تونس على سبيل المثال لا الحصر .. ولكننى متفائل جدا بالمستقبل القريب. - مارأيك فى المرشحين لرئاسة مصر، ومن هو مرشحك المفضل أو الذى تراه الأقرب للرئاسة؟ حتى هذه اللحظة، لم تتضح لى الرؤيا الكاملة بشأن المرشحين، الوضع الآن ضبابى للغاية، وبالتالى لم أستقر بعد على مرشح. - ما المشهد الذى بقى عالقا فى ذهنك من ميدان التحرير؟ كثيرة هى المشاهد التي علقت بذهنى، ولكن المشهد الأهم والأجمل هو رؤية شباب مسيحيين يساعدون أشقاءهم من الشباب المسلم على الوضوء وحمايتهم أثناء أداء الصلوات داخل الميدان المفتوح، ومشهد طفل صغير جاء من مدينة المنصورة ليشارك فى الثورة فى اليوم التالى لاستشهاد شقيقه الأكبر فى ميدان التحرير. - ماهي الرسالة التى توجهها لمحبيك فى الجزائر ؟ لاشىء أكثر من كلمة واحدة "ربنا يقدرنى على رد جمايلكم".