××............ تمر علينا الأسبوع المقبل ذكرى رحيل واحد من أساطير الكرة المصرية والعربية والإفريقية وهو المايسترو خالد الذكر صالح سليم لاعب وكابتن النادي الأهلى والمنتخب الوطني فى الخمسينيات والستينيات وأحد أشهر من تولى إدارة الكرة ورئاسة نادٍ في تاريخ الكرة المصرية على مر العصور.. ومهما سردنا عن هذا الرجل فلن نوفيه حقه ليس لكونه قدم الكثير للرياضة المصرية وحسب لكن لأنه أرسى مبادئ وقيما ثابتة منذ كان لاعبا حتى وفاته وهى أهم مميزاته.. وللمصادفة كان يوم وفاة المايسترو مشهودا فما زلت أتذكره حتى الآن حيث كان فى 6 مايو 2002 ويشاء القدر أن تمر الذكرى ال 11 لتواكب 6 مايو 2013 واليومان يحتفل بهما الإخوة المسيحيون وكل المصريين بأعياد شم النسيم.. رحم الله صالح سليم الذي كان يدافع عن ناديه وقيمه ضد كل من تسول له نفسه التلاعب بالقلعة الحمراء فلا ننسى أن الأسطورة مانويل جوزيه عندما جاء للأهلى فى المرة الاولى وقرر فى رحلة العودة باحدى المباريات الافريقية فى السودان وصرح للصحفيين بأنه لن يجدد للأهلى لأسباب يراها متعلقة بالادارة واللاعبين وكان ذلك قبل وفاة المايسترو بأشهر قليلة وكان يعالج فى لندن وما إن علم بذلك من شقيقه طارق عفاه الله وشفاه حتى وصاه وحسن حمدي بعدم التجديد للبرتغالى لأنه من وجهة نظره لا يوجد مدرب فى مصر أو حتى العالم يتكبر على الأهلى وهو ما تم بعد ذلك في نهاية الموسم رغم أن الرجل قدم بعدها مباريات تاريخية أفضلها الفوز على الزمالك بأقصى نتيجة رسمية فى تاريخ الدورى 6-1 وحاول جوزيه بتأثير من اللاهبين الكبار أن يبقى فى الاهلى لكن دون جدوى.. ورغم تسليم طارق سليم وحمدي والخطيب بقدرة وكفاءة جوزيه وقتها الا ان مبادؤ الأهلى وقفت حائلا أمامه بروح المايسترو الغائب بجسده- الحاضر بمبادئه التى ورثها عن كبار الاهلى وعلى رأسهم ملهمه الأول مختار التتش.. هذا هو المايسترو الذى لن تنساه جماهير الكرة المصرية والعربية والافريقية مهما مر الزمان. ××........... للمرة الثانية والتى ستكون الأخيرة يفلت الأهلى من المطبات الخطيرة والتى قد تودي بتاريخه الإفريقي والتى توقعه فيها جماهير الألتراس، فقد استعمل الاتحاد الافريقي للمرة الثانية على التوالى الرأفة البالغة مع نادى القرن وصاحب الارقام القياسية في بطولات افريقيا واكتفى بتوقيع غرامة مالية و4 مباريات بدون جماهير وهو المتبع للأحمر أصلا في ظل الظروف الأمنية المصرية.. صحيح أن "كاف" يقدر ويثمن مكانة الأحمر في القارة السمراء لكنه شدد على أنه لو تكرر ذلك فستكون العقوبة أغلظ ونحن نعلمها وهى الاستبعاد من البطولة التى يصرف منها الأهلى ويستقى منها موارده فى ظل الفلس المحلي.. فنصيحة لجماهير الأهلى الحقيقية أن تتكاتف مع الإدارة من أجل ابعاد المشاغبين عن المدرجات لانهم لا يريدون الا سوءا بناديهم العريق. ××............ أشد ما أدهشني فى انتخابات الاتحاد الآسيوى التى انتهت بفوز البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة هو التناحر العربي على هذا المنصب لأنه كان من المفترض ما دام الأمر اقتصر على العرب فكان لا بد أن يكون هناك توافق وتحالف على مرشح واحد بدلا من تكريس المبدأ القديم وهو الاختلاف العربي وعدم الاتفاق بينهم.. لكن الأشد عجبا هو أن النمور الآسيوية الكبيرة ارتضت أن تقف موقف المتفرج وهى ترى رئاسة الاتحاد الآسيوى وعضوية فيفا تذهب للعرب، لكنه على ما يبدو فهو اتفاق بينهم –الآسيويون والعرب- فهذا هو المعروف عنا نحن العرب، ولا ننسى ما حدث فى اختيارات الفيفا لدول تنظيم المونديال وكيف وقف العرب ضد مصر تارة والمغرب تارة أخرى.. لكن على كل حال نتمنى أن يكون سلمان خير خلف لخير سلف وهو المغدور به محمد بن همام الذى كانت جريرته الوحيدة هى التجرؤ على سيب بلاتر الرجل القوى ونيته الترشح ضده فى الانتخابات الرئاسية لدولة الفيفا.. وعلى سلمان أن يتقى شر بلاتر لو أراد العيش فى سلام مع رجالات الفيفا.. وأمجاد يا عرب أمجاد. ××........... أعترف بأنني أخطأت عندما أكدت أكثر من مرة أن جورفان فييرا المدير الفنى (البرازيلي- البرتغالى) للزمالك لن يفيد الأبيض ولن يقدم بصمة جديدة له ولن يختلف عن سابقيه في السنوات العشر الأخيرة.. فقد أثبت أبوياسين هذا الرجل المسلم (قولا وفعلا) جدارته بقيادة القلعة البيضاء وطور من أداء لاعبي الزمالك وبث فهم روح النصر التى رأيناها في لقاءات الدورى الأخيرة وحتى فى افريقيا والتى أعادت لمدرسة الفن والهندسة فنانيها القدامى بعد أن أغلقت أبوابها منذ 2003، فمنذ ذلك التاريخ لم نر لاعبي الزمالك يمتلكون ارادة النصر حتى الدقائق الأخيرة للمباراة ولم نرهم أيضا حريصين على اللعب الجماعي وانكار الذات من أجل الفريق ككل، حدث هذا فقط مع فييرا، فمن يرى أحمد عيد عبد الملك وهو جالس بديلا وينزل فى وقت متأخر من اللقاءات دون أن يثير مشكلة أو يغضب كعادته فى حرس الحدود أو المنتخب الوطني.. ولم يكتف الرجل البرازيلي ذو الجنسية البرتغالية بذلك بل أعاد اكتشاف لاعبين كانوا سيذهبون هدرا مثل فتح الله ورحيل وسمير والصقر وغيرهم.. وحتى لو لم يحالف الحظ فييرا فى تخطى العقبة الاثيوبية المتمثلة فى سان جورج ببطولة افريقيا فيكفيه أنه أعد جيلا للزمالك سيكون له شأن كبير فى السنوات القادم شريطة ان يحافظ المجلس الزمالكاوى على فييرا وأبنائه.. فتحية تقدير ممزوجة باعتذار واجب لهذا الرجل فييرا. ××.............. لم أكن أقصد من الحديث فى الأسبوع الماضى عن مانويل جوزيه أن أقلل من مكانة وانجازات الرجل مع القلعة الحمراء، لكنني كنت أبغي أن يعى حسام البدرى المدير الفني للأهلى قيمة المكانة التى وصل اليها فى عالم التدريب المصري والعربي والافريقي كله وذلك بفضل تفانيه واجتهاده منذ تولى قيادة الأهلى من المرة الأولى فى 2009 وحتى عندما ترك الأهلى وذهب للمريخ السوداني وحقق معه انجازا فريدا فى الدورى السوداني ومن بعده إنبي وتفوقه على غول التدريب الإفريقي المعلم حسن شحاتة إبان توليه مسئولية الزمالك وعند عودته للاهلى تحدثنا هنا من هذا المكان عن أن البدرى نضج و"تقل فنيا" بلغة الكرة وأصبح جديرا بقيادة المارد الأحمر وبكل أمانة لم يقصر البدرى وأعاد الاتزان للكرة الحمراء وفاز ب 3 بطولات من أصل 4 هى التى شارك فيها بنسبة نجاح تخطت ال 80 % في ظروف صعبة لا تساعد على النجاح.. لكن يبدو أن البدرى لم يتفطن لذلك بل وضع نفسه بكل سهولة فى وش المدفع بحديثه فى هذا التوقيت البالغ الحساسية من الموسم عن العروض والاغراءات التى تنهال عليه ولا ننكر أو تستكثر هذا عليه فهو كما قلت جدير بها بعدما حقق مع الأهلى، لكن البدرى بذلك فتح الباب على مصراعيه للحديث عن خليفة له في تدريب الأهلى.. بل لم يكتف بذلك بل ان مجيء رئيس الأهلى الليبي أكثر من مرة للقاهرة واعلانه بكل صراحة أنه جاء للتوقيع مع البدرى وتحديد معاونيه.. ومع الاحترام الكامل لصدق البدرى فى أنه لم يوقع أو يتفق أو يتقاضى مقدما فإنني مؤمن بقاعدة "مفيش دخان من غير نار".. وأقولها أخيرة للخلوق حسام البدرى "اياك أن تترك فرصة العمر لمدرب آخر فلا بد لك أن تجني ثمار ما زرعت من شباب أهلاوى سيكون فى غضون سنوات قليلة هو عماد المنتخب الوطنى".. ودعك من بعض من يحاولون أن يبعدوك عن الأهلى لمصالح ومآرب أخرى.. ولتجعل مباراة البنزرتي الحاسمة بداية لعلاقة أكبر مع جماهير الأهلى الحقيقية التى تساند النادي حتى من أمام شاشات التليفزيون واعلنها صراحة بالبقاء مع الأهلى.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد. ××............. ولا أجد أفضل من هذه الأبيات الشعرية لأختم بها حديثي: وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعاً وعند العالمين وضيعُ تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيعُ ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيعُ والسلام ختام.....................................................................