لم يكن الانجاز الرائع الذي حققه المنتخب الإسباني بتتويجه بلقب اليورو2012 للمرة الثانية علي التوالي انتصارا عاديا لمنتخب يولي اهتماما كبيرا بالكرة الهجومية بقدر ما هي قائمة علي المتعة والاستمتاع بفضل أصحاب المهارات الرفيعة.، بل هو انجاز لأصحاب الكرة الجميلة والمهارات العالية او بمعني أدق كرة التيك تاك. لقد اعاد هذا الانجاز إنصاف أصحاب عشاق الكرة الجميلة في العالم لما قدمه اللاعبون اصحاب المتعة واللمسة السحرية والمهارة الفنية في عودة لزمن الأجيال الذهبية في كرة القدم, التي عرفت طريقها الي الشهرة وإن لم تتوج بالقاب عالمية في السابق ويأتي في مقدمة جيل المتعة والفنون الكروية الجيل الذهبي لمنتخب المجر في الخمسينيات مرورا بجيل الكرة الشاملة لأصحاب الزي البرتقالي كرويف ونسكنز وكرول في السبعينيات مرور بجيل السامبا سقراط وزيكو وفلكاو وايدر وجيل فرنسا بقيادة بلاتيني وجريس وتيجانا. وربما لم يكسر هذه القاعدة في السنوات الماضية سوي جيل بيلية وريفلينو وكارلوس البيرتو الذي توج بطلا لكأس العالم1970 علي حساب ايطاليا بالفوز4/.1 ومنذ أن تفتحت العيون علي لعبة كرة القدم سيظل هناك نجوم واجيال لاتبرح الذاكرة بما قدموه فوق المستطيل الأخضر, وإن كانوا لم يستطيعوا حفر أسمائهم في سجل البطولات والألقاب في مقدمتهم جيل المجر الذهبي عام54 الذي فشل في التتويج باللقب بعد خسارته امام المانيا في النهائي بالرغم من النتيجة الساحقة التي حققها هذا الجيل من اللاعبين علي المنتخبين الالماني والانجليزي في الأدوار الأولي1/7,2/8 علي التوالي. ولم يكن جيل كرويف ونسكنز74 أسعد حالا وحظا من جيل بوشكاشي وهيدوكوتي الذي خسر اللقب امام المانيا بقيادة بكنباور والثعلب موللر1/2 في النهائي. ومرت الأيام ونحن نتابع روليت الكرة العالمية وهي تتنقل بين الخطط والطرق العالمية الحديثة وسط تنامي قوة وسطوة الكرة الدفاعية علي حساب أصحاب المهارة والمتعة حتي جاء جيل من كوكب وعالم آخر وهو جيل راقصي السامبا البرازيلية جيل سقراط وزيكو والذي كان الأجدر والأحق باللقب..82 ومن منا ينسي ذلك اليوم الرمضاني الذي ظل فيه المصريون أمام شاشات التليفزيون متناسين الافطار يتابعون لقاء البرازيل وإيطاليا, الذي انتهي بصدمة للعالم اجمع بخروج منتخب الاحلام البرازيل ووصول ايطاليا الي النهائي لتفوز علي المانيا1/3 وكان إلي جانب هذا الجيل جيل آخر من اللاعبين أطلق عليهم برازيل أوروبا, إنه المنتخب الفرنسي بقيادة الجنرال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي حاليا ومعه كتيبة من أصحاب المهارات ولكنه لم يستطع أن يتوج باللقب بعد الاصطدام بالماكينات الألمانية في المربع الذهبي لتصل إيطاليا وألمانيا للمباراة النهائية لتخرج كرة السامبا وراقصو الشانزليزيه.. وإن نجح جيل بلاتيني في التتويج باللقب الأوروبي بعدها بعامين لتختفي من علي الساحة الكرة الجميلة, وتقفز إلي السطح كرة المدارس الكروية التي تعتمد علي اللياقة البدنية والطرق الدفاعية التي افتقدت معها المدرسة البرازيلية أهم مقوماتها, ولكنها أتت ثمارها بتتويجها باللقب العالمي مرتين ولكن دون طعم وعلي حساب المتعة, والمهارة وجماليات الفنون الكروية إلي أن جاء من الأفق البعيد جيل فرنسا بقيادة زيدان وتيزيجيه وبلان وتوران2000/98 ليكسر هذه القاعدة مؤقتا ويتوج بطلا للعالم وأمم أوروبا حتي جاء الماتادور الإسباني منتخب لافوريا روخا الذي أنسانا وبخاصة في اللقاء النهائي امام إيطاليا ما كنا نعتقد معه بأن الكرة الجميلة وكرة المتعة قد انتهت الي لا رجعة, الا أن انيستا وتشافي الونسو وهيرنانديز وتوريس وبيكيه قدموا فاصلا موسيقيا وتابلوه فنيا أشبه براقصي الباليه ليعانقوا المجد الكروي, ويعيدوا من جديد إحياء بل عودة زمن الكرة الجميلة, بعد أن أكمل هذا الجيل من اللاعبين اصحاب المهارات الفنية والكرة الاستمتاعية بالثلاثية الرائعة بعد تتويجهم بلقب العالم في جنوب افريقيا0102 والاحتفاظ باللقب الأوروبي للمرة الثانية علي التوالي8002 و2102 فهل تستمر وتشهد مع الألفية الثالثة المحافظة علي أسلوب الكرة الجميلة فوق المستطيل الأخضر كرة المتعة والاستمتاع بالفنون الراقية ام نعود من جديد الي المدارس الكروية العقيمة بالطرق الدفاعية والاهتمام باللياقة البدنية علي حساب المهارة الفنية؟! وهل ينحاز مونديال4102 بالبرازيل بلد السامبا للكرة الجميلة ام الكرة التقليدية.. تلك هي الحرب القادمة بين المدارس الكروية في العالم وما ستكشف عنه الأيام المقبلة.. المهم يكفي أننا استمتعنا بوجبة كروية دسمة تشبعنا فنيا وكرويا حتي مونديال السامبا.4102 وكل يورو والكرة الجميلة في المقدمة وألف خير.