منذ أحداث كارثة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 قتيلا, نحتسبهم شهداء عند الله, واصابة أكثر من ثلاثمائة شخص, والمزايدون علي الحادث لا يتوقفون.. الكل يزايد علي الكل من أجل مصالحه وأهدافه الشخصية والسياسية, وكأننا لم نتعلم من الدرس, أو كما يقول المثل القديم عاوزين جنازة ويشبعوا فيها لطم!! لم يتوقف المزايدون عند المطالبة بالقصاص وتعقب الجناة الحقيقيين لكل من شارك وخطط ودبر لهذه الجريمة الانسانية الدنيئة, والقاء الاتهامات بالتآمر جزافا بل هناك من يحاول استغلالها لكسب أرضية جماهيرية علي حساب المجلس العسكري, واحراج الحكومة لتحقيق أهدافهم السياسية, كما يحدث من بعض أعضاء مجلس الشعب!! بل امتدت المزايدة حتي علي تقرير لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب, التي قدمت تقريرا مبدئيا ووضعت ايديها من خلاله علي الخطوط العريضة لأسباب الكارثة, ومن وراءها سواء كان الأمن أو جماهير الالتراس أو الإعلام الفضائي الرياضي! فإذا كنا لا نختلف علي الادانة الكاملة للأمن في بورسعيد ونحمله المسئولية من اهمال وتقصير وتقاعس وتخازل وغيرها, مازال الإعلام الرياضي الفضائي المدان في التقرير, مطلق الصراح يمارس دوره وكأنه لم يتغير شئ, بل من البجاحة بالبعض انهم يواصلوان الأداء ويتحدثون بنفس نبرة التحريض والتفرقة بين الجماهير, وكأنهم أبرياء مما يحدث وحدث في بورسعيد! ولكن أبعد ما كنت أتصوره هو دخول إدارة الأهلي علي خط المزايدة, كما جاء في الأهرام أمس, وان كنت أقدر الضغوط التي يتعرض لها المجلس سواء من الجماهير واللاعبين, يجب أن يكون المسئولين علي قدر المسئولية ولا ينساقوا وراء المتعصبين ومن لا يحسنون عواقب الأمور! وأكاد أجزم بأنني مصدوم من اقدام الأهلي علي تصعيد الأمور بهذا الشكل لمقاضاة النادي المصري كونه المنظم للمباراة!, وإدارة الأهلي تعلم قبل غيرها بأن تأمين المباريات مسئولية الأمن قبل الأندية, علي الأقل في مصر!! وربما هذه الخطوة تدخل الأهلي في أزمة مع الفيفا, التي تمنع اللجوء للقضاء العادي في القضايا الرياضية, بل انها ستزيد من الفجوة وتقطع أواصر العلاقة بين الناديين لن يمحوها التاريخ, في الوقت الذي يحاول فيه الشرفاء والمطلعين علي الأمور احتواء الموقف لقطع الطريق علي المتربصين بوحدة شعب مصر.. واتركوا التحقيقات القضائية تأخذ مجراها من فضلكم أوقفوا هذا العبث بالوطن!