تواجه مقابر الأنفوشي الأثرية بمحافظة الإسكندرية التي يزيد عمرها علي2300 سنة العديد من المشكلات بسبب تزايد مستوي المياه الجوفية التي تتآكل بسببها جدرانها وأرضياتها التاريخية, وهو ما يعرضها للانهيار أو الاختفاء خاصة بعد توقف عمليات الترميم بعد ثورة25 يناير بسبب ضعف الإمكانيات بعد أن طالت يد الاهمال مقابر الانفوشي بالرغم من روعة تصميماتها المعمارية وتميزها بزخارف المرمر والفرسكو او الرخام وتضم اثنين من اهم المقابر في الاسكندرية. يقول احمد عبد الفتاح مستشار الآثار إن المخاوف تزداد خلال الفترة الأخيرة من اندثار معالم مقابر الأنفوشي وتدمير زخارفها والأشكال الجمالية التي تتميز بها بفعل عوامل النحر والرطوبة, نتيجة عدم القدرة علي التحكم في منسوب المياه بصورة تشكل خطورة علي زائريها وتؤثر علي عمر المقبرة الأمر الذي أجبر السلطات علي غلق عدد منها. واضاف عبد الفتاح ان مقابر الانفوشي تعود إلي أواخر العصر البطلمي وأوائل الروماني, وتحديدا منتصف القرن الثالث قبل الميلاد, وتم اكتشافها عام1901, وهي مكونة من خمسة مبان جنائزية بكل منها مقابر منحوتة بالصخر بالإضافة إلي مبني سادس مندثر, تتميز جميعها بزخارف ونقوش عتيقة تمزج بين الحضارة الفرعونية واليونانية وتعكس تصور القدماء لحياة العالم الآخر. واشار عبد الفتاح الي ضرورة حماية هذه المقابر من الاندثار والانهيار وذلك عن طريق اقامة جدران عازلة حول الاثر او عن طريق شفط المياه الجوفية بطريقة وتقنية علميه عالية وكذلك معالجة الرسوم والزخارف الموجوده علي الحوائط وعلي الجانب الآخر هناك مقابر ليس لها تسويق علي الخريطة السياحية مثل مقبرة مصطفي كامل واللاتين وأكد الاثري اسامه الصياد أن اسكندرية مهملة بالكامل في كل المشاريع السياحية فالعاصمة الثانية في مصر والاثار الموجودة سواء الظاهرة او التي ما زالت باطنة في اعماق الارض هي اهم اثار مصر التي ترجع للعصرين اليوناني والروماني وهي فترة استمرت الف عام من تاريخ البلاد وهي ثقافة حوض البحر الابيض المتوسط. كما قال الدكتور حسين فوزي هي نافذة مصر علي البحر الابيض والذي يمثل بحر الحضارات وهو صالون دول أوروبا وآسيا وأفريقيا وملتقي أفكارهم وحضاراتهم, ومصر تتصدر هذا الصالون وسيدة هذا الصالون الذي يجمع فرنسا وإسبانيا وتركيا وسوريا وفلسطين ودول شمال إفريقيا وإيطاليا واليونان, فآثار الاسكندرية تمثل خلاصة هذه الحضارات. ويقول أحمد عبد الفتاح مستشار الآثار الأسبق: إن المناطق الاثرية السياحية بالمدينة لايوجد لها تسويق جيد مثل مقبرة اللاتين وهي أندر أثر موجود في بقاع المدينة من الالباستر المصري وهي موجودة في اجمل منطقة بالمدينة وهي منطقة حدائق الشلالات وباب شرق, وأيضا منطقة مصطفي كامل الاثرية والتي يتوسطها أثر علي شكل مسرح قديم وهي عبارة عن مقبرة تقع في أجمل نقطة بحرية علي الكورنيش حيث الفنادق الجميلة ذات الطابع الاوروبي والمطاعم والملاهي ولا يعرف السياح عنها شيئا ولا يرتادونها وليست علي الخريطة السياحية. وتضيف الاثرية آمال المصري ان منطقة الانفوشي منطقة سياحية من الدرجة الاولي وللأسف الشديد حتي أبناؤنا بمدارس بحري لايتم تنظيم رحلات لها أي ان المسئولية تبدأ من وزارة التربية والتعليم وانتهاء بالسياحة ومرورا بالآثار وأضافت المصري ان هذه المناطق في حاجة الي اعداد سياحي جيد من مقاصف ومكتبات أثرية وسياحية ومواقع للاستراحة وحلقات شرح للزوار وكذلك تنشيط الآلة الانسانية في هذه المناطق, هذه الثلاث مناطق مقبرة اللاتين, الانفوشي ومقبرة مصطفي كامل من بين مجموعة من المناطق الرئيسية وجميعها تشترك في ضرورة تغيير منظومة العمل بها لتنشيط السياحة العالمية والمحلية.