مقبرة الشاطبي الأثرية من أقدم المقابر بالإسكندرية وقد اكتشفت عن طريق الصدفة عام 1904 وهي ترجع الي العصر البطلمي. كما تعتبر من أقدم الجبانات "المقابر" البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة. أكدت "عليا محمد" مديرة المقبرة الأثرية أن معظم الزوار من الدارسين المهتمين بتاريخ العصر البلطمي ويرجع سبب انخفاض الاقبال السياحي عليها الي أنها خارج الخريطة السياحية لبرنامج زيارة مدينة الإسكندرية. قالت إن المقبرة تتكون من حجرة الدفن حيث يوجد سريران منحوتان في الصخر وصممت علي نمط البيت اليوناني والذي كان يتكون عادة من مدخل وحجرة أمامية وحجرة داخلية. ويرجع تاريخ هذا الجزء الي النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد حيث كانت كمقبرة خاصة لأسرة غنية ثم ازداد اتساعها لتصبح مقبرة عامة. أشارت إلي أنه تم اكتشاف مجموعة من القدور بداخلها رماد جثث الموتي بعد حرقها يرجع تاريخها الي القرن الثالث قبل الميلاد. أوضحت عليا محمد أن عمليات الدفن استخدمت بأكثر من طريقة وزينت المقبرة الأساسية بزخرفة معمارية عبارة عن أنصاف أعمدة علي الطراز اليوناني ويسود علي عمارة وزخرفة هذه المقبرة الروح اليونانية فتبدو وكأنها بيت يوناني مزخرف ويدل طراز المقبرة وما عثر عليه فيها من أواني وأدوات جنائزية علي أنها اقيمت عام 260 ق.م لتكون مقبرة لإحدي الأسر الغنية ثم تحولت بعد ذلك الي مدفن عام في آواخر القرن الثالث قبل الميلاد. أكدت علي أن المجلس الأعلي للآثار يعمل جاهداً للحفاظ علي هذه المقبرة التي يرجع عمرها الي أكثر من ألفي عام بترميمها المستمر مرتين كل عام نظراً لتعرض المقبرة للمياه الجوفية التي قضت علي جزء كبير منها مما أدي الي اندثار بعض الأجزاء لأنها ليست علي عمق كبير من الأرض وقريبة من السطح فضلاً عن نقل الآثار المكتشفة الي المتحف اليوناني الروماني بدلاً من عرضها بالمقبرة وتأثير عوامل التعرية علي جدرانها نتيجة لقربها من البحر.