من المؤكد ان احدا لديه ذرة وطنية يمكن ان يقبل ان تراق الدماء, في الشوارع بهذا الشكل, ولا يمكن لاحد ان يقبل ايضا ان تدفع البلاد إلي هذا الجنون, وجر الوطن إلي هذا المنزلق الخطير. وفي ذات الوقت, ومن الحكمة لا بد من التعاطي مع هذه الامور بعقلانية, ووضع النقاط فوق الحروف حتي يمكن انقاذ ارواح الابرياء وعدم الدفع بهم الي الهاوية تحت دعاوي كاذبة, وتحت نوازع الاستحواذ ودوافع التمسك بالسلطة. الحقيقة التي لا يجب تجاهلها ان هناك حالة انكار كاملة من الإخوان لما حدث في الثلاثين من يونيو, ومن هذا المنطلق يتخذون كل الوسائل ويستخدمون جميع الأسلحة, حتي لا يصلوا الي محطة النهاية التي يحاسبون فيها علي ما ارتكبوا من جرائم سياسية وجنائية في حق الوطن, ومن ثم اعتمدوا في خطتهم للمواجهة علي عدة محاور في مقدمتها استغلال بعض المواطنين البسطاء وتجييشهم في مركز الاعتصام الرئيسي للجماعة رابعة العدوية واقناعهم بانهم يؤدون عملا دينيا يصل الي درجة الفرائض ويتجاوز حدود الفضائل بل ويستحق الا ستشهاد من أجله وانهم يخوضون من أجله معركة أو غزوة من أجل نصرة الإسلام, في مواجهة جماعات كافرة تريد القضاء علي الإسلام ونشر الفساد في مصر, فيما اعتمدوا ايضا علي حشد شريحة اخري من المواطنين الذين يعانون الفقر والعوز ووجدوا في هذا التجمع مجالا للحصول علي الطعام والأموال نظير الاحتشاد والهتاف بحياة الاخوان وعودة الرئيس المعزول, وبالتالي تلاقت المصالح وتداخلت الاهداف والمقاصد في الاعتصام الذي يتم الرهان علية في تحقيق اهداف يعلم قادة هذا التجمع ان المستحيل ان تتحقق كما من المستحيل ان تعود عقارب الساعة للوراء.. ولكن هل من سبيل لوقف هذا النزيف في دماء الأبرياء الذين يتساقطون في الشوارع والساحات ؟ والاجابة من المؤكد ان مصير الجميع ان يجلس الي طاولة الحوار, الذي لا بديل عنه للخروج من هذا المأزق ولكن نجاح هذه المصالحة في يد جماعة الإخوان التي يجب ان تتوقف فورا عن حالة الانكار, وتعترف بثورة الثلاثين من يونيو, وبخارطة الطريق وان يمتثل قادتها وكوادرها للمحاكمة في الجرائم التي ارتكبوها واولها التورط في قتل الشباب المعتصمين في رابعة من خلال دفعهم للمواجهة, وخداعهم وتضليلهم فيما يقومون من اعمال تتعارض مع القانون وتهدد الامن القومي المصري بينما يعتقدون انهم يحسنون صنعا. ان الذين قتلوا في احداث المنصة, وفي الإسكندرية واولئك الذين يستشهدون يوميا في سيناء من الجيش والشرطة ذنبهم جميعا في رقبة الإخوان. [email protected] رابط دائم :