ماحدث امس في سيناء من اعتداء ارهابي آثم علي اتوبيس يقل عمالا وراح ضحيته العشرات من القتلي والجرحي لا يمكن فصله من فوضي سببها أنصار الرئيس المخلوع في القاهرة والمحافظات. فكل هذه الأفعال الإجرامية لا تمت بصلة الي إبداء الرأي, ولا ترتبط من قريب أو بعيد بحق التظاهر, والاحتجاج, فقد تحولت العاصمة الليلة الماضية الي اختناق كامل, وشلل مروري تام جراء قيام أنصار المخلوع بقطع الطريق وإغلاق ميادين رمسيس, والنهضة ورابعة العدوية وصلاح سالم, في مشهد مؤسف, وصورة لا يمكن وصفها إلا بالبربرية وتكشف عن مخطط خبيث لنشر الفوضي في البلاد, وبث روح الإحباط لدي العباد. ان هذا المخطط الفوضوي يجب مواجهته بكل حسم, وتقديم من يقفون وراءه للمحاكمة العاجلة لأن الامر يتعلق بالامن القومي الذي يعد خطا احمر لن يقبل الشعب الذي انتفض في الثلاثين من يونيو لاحد ان يتجاوزه تحت ذرائع واهية, ودوافع زائفة. ولعل من يرصد تلك الاحداث المتلاحقة سواء في سيناء, او القاهرة والمحافظات سوف يتأكد ان كل الخيوط تتلاقي وتتقاطع عند هدف واحد هو ارباك الاوضاع السياسية في مصر وارسال رسائل الي العالم توحي ان هناك صراعا سياسيا علي الحكم وان الرئيس المخلوع له انصاره وجمهوره, وربما كان المقصود امس بهذه الرسالة نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز الذي يزور القاهرة حيث اراد الاخوان ان يبعثوا اليه رسالة مفادها ان الاخوان موجودون في الساحة وان لديهم القدرة علي احداث الفوضي في البلاد إذا لم يعودوا الي الحكم. لكنهم للاسف تجاهلوا حقيقة ان الشعب هو صاحب القرار, وهو الذي قرر خلع الرئيس بعد فشله الذريع خلال عام شهدت فيه مصرانقسامات, واستقطابات حادة, ومن ثم فان الساعة لن تعود الي الوراء, مهما حاولوا عبثا دفع البلاد إلي الفوضي من خلال إستئجار بعض المواطنين البسطاء الذين ضاق بهم الحال ليكونوا وقودا لمعركة خاسرة. ولن يغفر التاريخ للإخوان تلك العمليات التي يقومون بها والتي تستهدف الجيش المصري في سيناء, وسوف يأتي اليوم الذي تقام فيه العدالة علي كل من تورط في دماء المصريين.ولعله آت لا ريب فيه. [email protected] رابط دائم :