من يرصد الخطاب الاعلامي لجماعة الاخوان في التعاطي مع الازمة الحالية سوف يكتشف دون عناء في الرصد, أو مشقة في التحليل استقواء بالخارج واستدعاء للاجانب في قضية هي بالدرجة الاولي شأن مصري وملف وطني يحل بالحوار الداخلي وبالنقاش المباشر بين ابناء الوطن الواحد. وعار ان يتم الدفع باسرة الرئيس المخلوع للتهديد باللجوء الي المحكمة الجنائية الدولية في قضية وضع الرئيس المخلوع تحت الاقامة الجبرية, وخزي ان تتم التجارة والمزايدة في قضية الرئيس الذي خلعه الشعب من خلال الاستقواء بالجهات الاجنبية التي لن تفيد في شيء طالما ان كل الاجراءات التي اتخذت مع المخلوع تمت وفق القانون بالمعاملة الكريمة. ولعل هذا التصرف المخزي لم يكن مفاجئا للكثيرين من المتابعين للتعاطي الاخواني في الفترة الماضية إذ انهم لم يتركوا طريقا للخارج الا سلكوه, ولا بابا إلا طرقوه ابتداء من باب السفيرة الامريكية ومرورا بالاتصال بالسفراء الاوروبيين والاتراك ثم بالمؤسسات والمنظمات الدولية في مشهد اقل ما يوصف به انه مشهد الخزي والعار وربما هذا الاستقواء تجلي ايضا في شعارات الاخوان في المظاهرات التي اصبحت تكتب باللغة الانجليزية وكذا عقد المؤتمرات مترجمة بعدة لغات وكأنهم أرادوا توجيو رسائل التدخل الخارجي عبر ما يروجونه من شائعات وأقاويل مكذوبة مثل الزعم بحدوث انتهاكات واعتداءات علي المتظاهرين السلميين في حين الحقيقة تكون قيام الاخوان بالاعتداء علي المواطنين والمعتصمين كما حدث امس بالتحرير اثناء محاولتهم اقتحام ميدان التحرير والاعتداء علي المعتصمين. ومن المفارقات الغريبة ان ياتي الاستقواء الاخواني متناقضا مع موقف الجماعة السابق عندما تحدث المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاةعن لجوء النادي للمحكمة الجنائية الدولية للتصدي لهجمة نظام الرئيس المعزول علي المؤسسات القضائيةحيث صدرت تصريحات عن عدد من قيادات الإخوان آنذاك تؤكد ان حديث الزند عن اللجوء للجنائية الدولية خيانة عظمي تستوجب المحاكمة الفورية. هذه المواقف المتناقضة والتصريحات المخزية تكشف الوجه الحقيقي للجماعة التي تنتهج السرية في نشاطها والازدواجية في تحركاتها والخداع في اقوالها وأفعالها. [email protected] رابط دائم :