كتب الحديث النبوي

سنن ابن ماجة جامع الأبواب والغرائب

يعد كتاب سنن ابن ماجة الذي وضعه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني واحدا من كتب الأصول: الصحيحين وسنن أبي داوود, والترمذي, والنسائي, ثم ألحق بها سنن ابن ماجة لما فيه من الفقه وحسن الترتيب.
‏ ولما فيه من الزوائد علي الكتب الخمسة الأصول‏,‏ واستقر الأمر علي ذلك في كتب الأطراف والرجال‏.‏ ومن العلماء من جعل سادس الأصول الستة‏:‏ موطأ الإمام مالك لقوة أحاديثه‏,‏ بينما يري ابن حجر أن الأولي بذلك سنن الدارمي لقلة الرجال الضعفاء فيه ولندرة الأحاديث الشاذة والمنكرة
ويمتاز سنن ابن ماجة بدقة الترتيب وكثرة الأبواب‏,‏ وتناسبها مع ما اشتملت عليه من الفقه‏,‏ وعدد كتبه‏(37)‏ كتابا‏,‏ وعدد أبوابه‏(1500)‏ باب كما أن سنن ابن ماجة أنزل الكتب الستة مكانة لاحتوائه علي نسبة غير كبيرة من الأحاديث الضعيفة تقارب السبعة‏,‏ بالاضافة إلي وجود بعض المناكير والموضوعات القليلة ويبلغ عدد أحاديثه‏(4341)‏ حديثا‏,‏ منها‏(3002)‏ حيث وردت في الكتب الخمسة أو بعضها‏,‏ أما زياداته علي الخمسة فهي‏(1339)‏ حديثا‏,‏ منها‏(428)‏ حديثا صحيحا‏,‏ و‏(613)‏ حديثا ضعيفا‏,‏ و‏(99)‏ حديثا ما بين واهية الإسناد أو منكرة موضوعة‏.‏ ويحوي‏38‏ كتابا تبدأ بالطهارة وسننها وتنتهي بكتاب الزهد‏.‏
واعتبر علماء الحديث كتاب ابن ماجة من أجل كتبه‏,‏ وأعظمها وأبقاها علي مر الزمان‏,‏ وبها عرف واشتهر‏,‏ وقد رتب الأحاديث علي الكتب والأبواب‏,‏ واختلف العلماء حول منزلته من كتب السنة‏.‏ وسنن ابن ماجة منها‏:‏ الصحيح‏,‏ والحسن‏,‏ والضعيف‏,‏ بل والمنكر والموضوع علي قلته‏,‏
ومهما يكن من شيء‏,‏ فالأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلي جملة أحاديث الكتاب‏,‏ التي تزيد علي‏4000‏ حديث‏.‏ ويحتل الكتاب مكانة متميزة بين كتب بن ماجة ووصفه ابن كثير بأنه تفسير حافل للقرآن الكريم وتاريخ ممتاز أرخ فيه من عصر الصحابة إلي عصره‏.‏
وتضمنت أحاديث سنن ابن ماجة‏(428)‏ حديثا رجالها ثقات صحيحة الإسناد‏,‏ و‏(199)‏ حديثا حسنة الإسناد‏,‏ و‏613‏ حديثا ضعيفة الإسناد‏,‏ و‏99‏ حديثا واهية الإسناد أو منكرة أو مكذوبة‏,‏ وكان لكتابه العديد من الشروح منها الديباجة بشرح سنن ابن ماجة‏,‏ للشيخ كمال الدين محمد بن موسي الدميري الشافعي المتوفي سنة‏(808‏ ه‏),‏ وجاء هذا الشرح في خمس مجلدات‏,‏ لكنه مات قبل أن يستكمل تحريره‏,‏ و مصباح الزجاجة علي سنن ابن ماجة للحفاظ جلال الدين السيوطي‏,‏ المتوفي سنة‏(911‏ ه‏),‏ وقد شرح قطعة منه في خمس مجلدات‏,‏ وكذلك ما تمس إليه الحاجة علي سنن ابن ماجة للعلامة ابن الملقن الشافعي‏,‏ شرح فيه زوائد ابن ماجة علي الكتب الخمسة‏,‏ وقد ضبط فيه مشكلة من الأسماء والكني وما يحتاج إليه من الغرائب وجاء شرحه في ثمان مجلدات‏,‏ بالاضافة إلي شرح سنن ابن ماجة للحافظ علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحنفي التركي المصري المتوفي سنة‏(762‏ ه‏),‏ لكنه لم يتمه حتي وفاته‏.‏
رابط دائم :