في أعقاب هزيمة يونيو1967 صدرت الأوامر للقوات المسلحة بالانسحاب من سيناء, غير أن المواجهة لم تنته, و تطورت باستبدال عناصر مقاتلة أكثر دراية بطبيعة الموانع الجغرافية, ولا تثير قلق وشكوك العدو الصهيوني, وكانت منظمة سيناء العربية هي البديل الشعبي للجيش في هذا الموقع, وقام عدد من ضباط الجيش والمخابرات المصرية بتدريب عناصر المنظمة علي اختراق صفوف العدو وتكبيده الخسائر, وظل هؤلاء المجاهدون يقاومون العدو طوال فترة الاحتلال الصهيوني لسيناء لمدة13 عاما, وفي عام1968 استطاعوا أن يفشلوا م وفي زيارة أخيرة لي إلي الشيخ زويد في شمال سيناء التقيت ببعض هؤلاء المجاهدين, مازالت قصصهم البطولية حاضرة في أذهانهم وملأني إحساسهم بوطنهم و ارتباطهم بهذا الوطن حاضر فيهم الحضور الروح في الجسد. هؤلاء المجاهدون عددهم أكثر من700 مجاهد وهم حاصلون علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي من رئيس الجمهورية تضمهم جمعية تحت اسم' جمعية مجاهدي سيناء' ومقرها مدينة العريش, باقي حوالي نصفهم علي قيد الحياة, السؤال الآن ما هو مصير هؤلاء الذين قهروا إسرائيل ؟ وما هي مكافآتهم عن مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ؟ و منهم من استشهد ومنهم من فقد ومنهم من تلقي أبشع أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية, ماذا فعلنا لهم ؟ فاجأوني عندما قالوا إن الدولة قررت صرف مبلغ13 جنيها فقط لا غير شهريا لكل مجاهد بناء علي كتاب من وزارة المالية وتصرف سنويا عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية وقد بدأ صرف هذه المكافأة منذ عام2000 بعد اشهار الجمعية. لن أتحدث هنا عن مشكلات صرف هذا المبلغ, ولا عن معاناة الصرف, ولا عن مشكلات توريثه لأبنائهم من بعدهم, ولن أتحدث هنا عن المسمي الذي يوضع تحته هذا المسمي, وهل يجوز تسميته إعانة, ولكن أنا أتساءل كيف يمكن لنا أن نقبل أن يكون هذا هو جزاء هؤلاء, ثلاثة عشر جنيها مقابل الجهاد ؟