رحب عدد من خبراء الاقتصاد بوزراء المجموعة الاقتصادية الجدد في حكومة الببلاوي, وسادت حالة من التفاؤل نتيجة هذه الاختيارات الجيدة والمتوازنة- علي حد قولهم-, واصفين هذه الحكومة بحكومة المهام الصعبة لأنها لا تملك ترف الوقت لبدء التعاطي مع التحديات الاقتصادية الصعبة التي تفرض ذاتها علي اجندتها وبقوة. وقال الدكتور فرج عبد الفتاح استاذ الاقتصاد بمعهد الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة ان المجموعة الاقتصادية الجديدة جاءت متوازنة الي حد كبير وتضمنت مجموعة من الوزراء نستطيع ان نقول عليهم بان وجوههم محببة لدي الشارع المصري, مشيرا إلي أن هناك تحديات كبري تواجه الحكومة الجديدة وهذه التحديات التي ادت الي قيام ثورة25 يناير ولم تتحقق بعد حيث جاءت فتره المجلس العسكري وكان الامن في هذه الفترة غير مستقر, الامر الذي ترتب عليه تراجع الاداء الاقتصادي, ثم جاءت فترة حكم الاخوان المسلمين وشهد الاقتصاد خلالها تدهورا حادا فاق كل الحدود- حسب قوله. واوضح ان ابرز التحديات التي تواجه الحكومة تتمثل في تعثر الاف المشروعات لأسباب عديدة وعدم قدرتها علي البقاء في الاسواق, بالاضافة الي تزايد معدلات البطالة وارتفاع الدين الخارجي بمقدار11 مليار دولار, فضلا عن ذلك لم تكن هناك نية جادة لتطبيق الحدين الادني والأقصي للإجور او ضم الصناديق الخاصة, إلي جانب الارتفاع الكبير في الاسعار نتيجة انخفاض قيمة العملة المحلية, مشيرا إلي أن كل هذه الاسباب وضعت الاقتصاد المصري في وضع لا يحسد عليه حاليا. واضاف أن كل هذه الصعوبات التي تواجهها الحكومة الجديدة, الا ان تلك الصعوبات يمكن ان تزول بإرادة الشعب, الأمر الذي يتطلب ضرورة المصارحة والشفافية والوضوح من قبل الحكومة باعتبارها مفتاح النجاح. من جانبه رحب الدكتور اسامة عبد الخالق الخبير الاقتصادي بجامعة الدول العربية باختيار المجموعة الاقتصادية الجديدة واصفا إياها بحكومة المهام الصعبة, مشيرا إلي أن هذه الحكومة لا تملك ترف الوقت لبدء التعاطي مع التحديات الاقتصادية الصعبة التي تفرض ذاتها علي اجندتها وبقوة, فبعد مرور نحو عامين ونصف علي ثورة, ما زال الاقتصاد المصري يمر في فترة تباطؤ شديد, واذا استمرت المؤشرات الاقتصادية تتبع النمط ذاته, سيؤدي ذلك إلي استمرا الأزمة. واضاف انه من الاولويات لهذه الحكومة والتي يمكن ان تساهم في استعادة جانب من زخم النمو, الاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي توظف العدد الاكبر من العاملين في مصر لمواجهة شبح البطالة, فهذه المشاريع تعاني صعوبات كبيرة في التمويل والوصول إلي الأسواق.