شهدت الساحة السورية عددا من الأزمات التي قد تغير المعادلة في الفترة المقبلة علي حد وصف الصحف العالمية إذ جاء إعلان طالبان باكستان بإقامة معسكرات تدريب علي الأراضي السورية. والزج بمئات من مقاتليها إلي البلاد للقتال بجوار مقاتلي المعارضة المتشددين الذين يحاربون لاسقاط الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من30 شهرا, لينذر بحرب طائفية شرسة أوشكت أن تندلع بين هؤلاء المقاتلين السنة الذين ينتمون الي تنظيم القاعدة وبين العلويين الطائفة التي ينتمي اليها الاسد والتي من المنتظر ان يفتك بها عقب سقوطه. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ارسال طالبان باكستان لهذا العدد من مقاتليها قد يزيد من تأزم الوضع لأن زيادة نفوذ القاعدة في سوريا قد يجبر الدول الاوروبية علي وقف مساعداتها للمعارضة خشية وقوع تلك الأسلحة بأيدي تلك الجماعات المتشددة التي قد تستغلها بعد ذلك في تنفيذ هجمات إرهابية في البلدان الأوروبية وهو ما يعقد الأمور اكثر فاكثر بين الجيش الحر وبين الاسلاميين المتشددين الذين يسعون بشكل أو بآخر الاستيلاء علي الحكم وسرقة النصيب الأكبر في الكعكة السورية عقب الاطاحة ببشار وهو الأمر الذي أدركه الثوار المعتدلون وأبرزهم الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب الذي وصف القاعدة وجبهة النصرة في سوريا بالعصابات الاجرامية عقب مقتلها للقائد الميداني للجيش الحر كمال حمامي دون وجه حق وهو ما وجه لطمة قوية للمعارضة المعتدلة في سوريا والتي اعلنت انها سترد علي خروقات القاعدة بعد مقتل احد كبار قادتها, وهو الأمر الذي يؤكد أن الحرب بين المعارضة المعتدلة وعناصر القاعدة ستندلع قريبا وهو ما يخدم الاسد ومصالحه في المقام الأول لأنه بذلك سينجح بشكل او باخر في تشتيت اعدائه و تفريق صفوفهم وتمزيق قوامهم وهو ما يهدد بانزلاق البلاد في فوضي عارمة وحرب مذهبية طاحنة بين الثوار وقوات الاسد من ناحية وبينهم والقاعدة من ناحية أخري وهو ما لن ينجحوا في انجازه خاصة في ظل التردد الغربي في تسليحهم. و أضافت الصحيفة أنه ليس بالأمر الغريب علي طالبان باكستان التي تسعي منذ عام2010 ان تلعب دورا بارزا علي الصعيد الدولي اذ ارسلت بالشاب الباكستاني فيصل شاهزاد الذي حاول تفجير ساحة تايمز سكوير وتم إحباط المحاولة كما تعهدوا بارسال مقاتليهم للانتقام للاقلية المسلمة في ميانمار وكذلك كشمير. ويري محللون انه علي الرغم من محاولات ومساعي المعارضة التنصل من الاسلاميين المتشددين إلا أنهم باتوا واقعا مفروضا عليهم خاصة وأن الولاياتالمتحدة منذ زمن طويل وهي تستخدم تلك الجماعات المتشددة لتنفيذ اجندتها في المنطقة إلا أن هذا قد يضر بمصالحها تلك المرة لأن زيادة نفوذ تلك الجماعات أجبر عددا كبيرا من السوريين علي التمسك بالأسد ونظامه خشية استيلاء القاعدة علي حكم البلاد وهو ما قد يحول دمشق الي بؤرة من الجحيم, مؤكدين ان الشعب قد يكون حلا للغز تلك المعركة الدائرة منذ اشهر طويلة وقد يقول الكلمة الفصل وستكون في صالح الاسد لانه ووفق التقديرات التي نشرتها صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية فإن الاسد زادت شعبيته بنسبة كبيرة وصلت إلي70% تقريبا خلال الفترة الأخيرة لان الشعب لجأ الي خيار الديكتاتورية افضل من خيار الارهاب والتشدد الذي يسلكه هؤلاء الاسلاميين الذين حزموا امتعتهم الي رحلة الجهاد في سوريا. واكدت الصحيفة انه بالفعل هناك هدف واحد يجمع هؤلاء الثوار والاسلاميين وهو الاطاحة ببشار ونظامه الا ان اطماع الاسلاميين في الحكم التي ظهرت جليا بعد سعيهم لاقامة الدولة الاسلامية, ايقظت الثوار الذين يعلمون جيدا ان تدخل طالبان علي خط الحرب السورية سيؤدي بدوره الي تدخل المزيد من الوكلاء الخارجيين امثال روسيا والصين وايران الحليف الاول لنظام الاسد بدعوي استعادة الأمن, وهو الامر الذي سيحول سوريا الي حلبة صراع للجماعات والانظمة المختلفة وهو السيناريو الكارثي الذي يهدد وحدة سوريا. رابط دائم :