تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد يبدو ان المخاوف الدولية من اتساع نطاق القتال و الحرب الاهلية فى سوريا اصبح على المحك ، فقد كشفت وكالة رويترز للانباء ان حركة طالبان الباكستانية قامت مؤخرا بارسال مئات من الجهاديين الى سوريا للقتال فى صفوف المتمردين المعارضين للرئيس بشار الاسد ، ونقلت الوكالة عن نشطاء سوريين ان وحددت طالبان الباكستانية بدات فى تجهيز المعسكرات و المشاركة فى القتال اليومى الدائر فى سوريا فيما يعد اشارة على لجوء المتمردين لاستراتيجية جديدة تهدف الى تدعيم العلاقات مع تنظيم القاعدة لمساعدتها على قتال قوات الاسد النظامية . فبعد أكثر من عامين منذ بدء الثورة المعارضة لنظام بشار الأسد، أصبحت سوريا نقطة جذب للمقاتلين السنة الاجانب الذين توافدوا لداخل سوريا للانضمام الى ما يعتبرونه حربا مقدسة ضد الظالمين الشيعة و رفقائهم من العلويين ، ليقاتلوا جنبا الى جنب مع جماعات متشددة مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة .. و كان اخر المنضمين هم طالبان باكستان التى اعلن قادتها يوم الاحد انهم قرروا أيضا الانضمام إلى القضية، و ان مئات من المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال الى جانب ماوصفوهم "بالاصدقاء المجاهدين" العرب. وقال مسئول رفيع المستوى فى طالبان لوكالة رويترز " إخواننا هناك فى حاجة إلى مساعدتنا، ونحن أرسلنا مئات من المقاتلين لأصدقائنا العرب" مؤكدا انه سيتم قريبا إصدار أشرطة فيديو لما وصفه بانتصاراتهم في سوريا. مشاركة طالبان للقتال فى سوريا ، يزيد الصورة تعقيدا على أرض الواقع في سوريا، التى تغلى بالفعل وسط المنافسات بين الجيش السوري الحر والإسلاميين. و على الرغم من قلة عدد الإسلاميين الا انهم ذو قوة أكثر فعالية ويسيطرون الان على معظم الأجزاء التي يسيطر عليها المتمردون في شمال سوريا. وقد اندلعت التوترات مرة أخرى يوم الخميس الماضى بين الجانبين عندما قامت جماعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة باغتيال أحد كبار قادة الجيش السوري الحر بعد خلاف في ميناء مدينة اللاذقية.. من ناحيه اخرى يأتي هذا في الوقت الذى تحقق فيه قوات الأسد، بدعم من مقاتلين شيعة من حزب الله وإيران، مكاسب على أرض المعركة فى مناطق مختلفة خاصة بالقرب من دمشق فيما دخلت الحملة العسكرية الشرسة ضد الاحياء القديمة المحاصرة في مدينة حمص يومها الثامن عشر ،دون ان تتمكن القوات السورية النظامية من تحقيق تقدم ميداني يذكر؛ فعمدت تلك القوات الى شن حملة مماثلة استهدفت الاحياء الجنوبية لمدينة دمشق وقرى ريفها وخاصة ضاحية القلمون التي تخضع هي الاخرى لحصار قاس تفرضه القوات النظامية منذ أشهر. هذا ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المسؤول في حركة طالبان الباكستانية محمد أمين قوله إن " مجموعة من الحركة زارت سوريا لإقامة مقر لها وتقييم متطلبات الجهاد وتنفيذ عمليات مشتركة مع أصدقائنا السوريين"، موضحاً أن "المقر أقيم بإشراف المقاتلين من أصول شرق أوسطية الذين قاتلوا في السابق في أفغانستان، والذين انتقلوا إلى سوريا". مشيرا الى ان 12 مقاتلا على الأقل من الخبراء بالحروب والمعلومات ذهبوا إلى سوريا في الشهرين الماضيين. وعلى جانب اخر أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، في تصريح لوكالة انباء "نوفوستي"، أن "الأجهزة الخاصة الروسية والسورية تتبادلان معلومات حول انضمام أجانب و خاصة حاملي الجنسية الروسية ، إلى مقاتلي المعارضة السورية ، و ان هناك مئات المرتزقة من أبناء البلدان المختلفة، بما فيها البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا ينتسبون إلى مجموعات مسلحة غير شرعية ترتبط بالحركة الإرهابية وتنظيم القاعدة". من المعروف ان حركة طالبان الباكستانية تعمل بشكل رئيسي من مناطق البشتون العرقية التي تشهد تمردا فى باكستان على طول الحدود الأفغانية وهي معقل طويل الأمد للمتشددين بما في ذلك طالبان وحلفائهم من تنظيم القاعدة. ومسلحو طالبان في باكستان، الذين يرتبطون بنظرائهم الأفغان، يقاتلون أساسا للاطاحة بالحكومة الباكستانية وفرض نسختهم من الإسلام الراديكالي، عبر استهداف القوات العسكرية والأمنية والمدنيين.