لا زالت الأحداث الساخنة في مصر تسيطر علي العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام والصحافة العالمية وخاصة بعد الحرب التي اعلنتها جماعة الاخوان ضد الجيش لاعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلي سدة الحكم, اذ اشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مذبحة الحرس الجمهوري كشفت الستار عن الوجه القبيح للاخوان الذين لجأوا إلي خيار الحرب والعنف مع الجيش خوفا من العودة الي الجحور مرة أخري, وهو ما اكدته ايضا صحيفة جلوبال بوست التي نشرت تقريرا بعنوان من الرئاسة الي الفشل.. الإخوان يحاربون للبقاء وأشار فيه إلي أن الاخوان استشعروا بأن وجودهم في المشهد السياسي بات مستحيلا بعدما فشلت ثورتهم المضادة في إعادة مرسي لذا لجأوا الي خيار الحرب النفسية التي اعتمدت علي الاستقواء بالخارج لاجبار الجيش علي الرضوخ لمطالبهم وبعدما فشلوا لجأوا الي الخيار الاخر وهو حرب الشوارع التي خاضوها ضد الشرطة والجيش لارباك الرأي العام وكسب تعاطف المصريين. واكدت واشنطن بوست أن الإخوان المسلمين باتوا في ازمة حقيقية لان انهيار الإسلام السياسي في مصر يعني انهيار فكرة الخلافة الاسلامية التي يحلمون بها منذ زمن طويل. واكد المحللون ان الإخوان لجأوا الي سيناريو الحرس الجمهوري لعدة أسباب أولها أن نجاحهم في اقتحام مثل هذا المكان الاستراتيجي بالنسبة للجيش يبعث برسالة طمأنينة للتنظيم الدولي للاخوان بأن اتباعهم في مصر لا يزالون موجودين وبقوة وقادرين علي تجاوز الأزمة ورسالة أيضا إلي الداخل اي إلي المصريين الذين احتموا في احضان الجيش الذي تمكنت الجماعة و مليشياتها بإرباكه والانتصار عليه في تلك المعركة الميدانية الا أن الغباء السياسي للجماعة افقدها الكثير من التعاطف في الشارع الذي استوعب ألاعيبها. وأضافوا أن الإخوان لن يقبلوا بالانسحاب من المعترك السياسي بسهولة لانهم يعلمون جيدا ان ذلك يعني عودتهم الي نقطة الصفر لذا يحاولون تصدير صورة الضحية للعالم وخاصة الولاياتالمتحدة الخاسر الاكبر في تلك الازمة لانها شعرت بالطمأنينة في عهد مرسي الذي سعي الي تلبية طلباتها اما العودة الي التعامل مع العسكر مرة اخري فهو يقلقها الي حد كبير خاصة وانها تسعي الي اقامة علاقات وطيدة بالأنظمة الإسلامية التي بزغ فجرها بشكل كبير في الفترة الاخيرة سواء تونس او ليبيا وغيرهم. واكدوا ان الوضع معقد للغاية بالنسبة للولايات المتحدة التي تأكدت وبشكل قاطع ان القطبين الحاكمين في مصر سواء الجيش او الاسلاميين لا يتمتعان بالديمقراطية الكافية التي يسعي اليها المصريين انما المصريين دائما من لهم الكلمة لانهم يستطيعون في ثوان معدودة حشد الملايين للنزول والاطاحة باي نظام استبدادي لكن للاسف ليس لديهم حتي الان معارضة قادرة علي ادارة البلاد. واكدت الصحيفة انه بالرغم من محاولات الاخوان منذ اكثر من85 عاما الاستيلاء علي الحكم وانهم غير راغبين في تركه ولو بالدم الا ان الجيش سينهي تلك الازمة في القريب العاجل خاصة وان مؤسسة الرئاسة تسعي الان الي المصالحة الوطنية مع عقلاء الإخوان, أما عن سيناريو الحرب الاهلية والمشهد الجزائري, فقالت انه مستحيل لان الجيش الجزائري انقلب علي الاسلاميين فور فوزهم في الانتخابات انما الجيش المصري منح الاخوان فرصتهم ولم يتدخل الا بعدما استنجد به الشعب. ومن جانبها اشادت صحيفة ايكونومك تايمز بالإعلان الدستوري مؤكدة انه نقطة تحول في المرحلة الانتقالية وفي طريق التحول الديمقراطي, مؤكدة ان اجراء انتخابات رئاسية بعد6 اشهر قد يعجل بخروج مصر من مأزقها الحالي.