واصلت وسائل الإعلام الأمريكية اهتمامها بالأحداث التي تشهدها مصر والتي تنذر بانزلاق البلاد نحو حرب أهلية قد تؤثر علي دول المنطقة لما تتمتع به مصر من مكانة ونفوذ إقليمي. قد ينحسر بعد انشغالها بتلك الأحداث التي بدأت تتبلور بشكل كبير بين الإخوان والجيش. وتحت عنوان مذبحة الحرس الجمهوري تعمق الانقسامات نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا أكدت فيه أن المذبحة تعمق الانقسامات في الشارع المصري, مشيرة إلي أن الأحداث العنيفة التي اندلعت فجر أمس قرب دار الحرس الجمهوري والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من51 شخصا من بينهم ضابط وجندي بالجيش وأدت إلي إصابة300 آخرين وأعقبها اختطاف جنديين, لا تبشر بالخير بل وتعد الأعنف والأشرس منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وأكدت الصحيفة أن الصدام بين الجيش والإخوان احتدم بشدة خاصة بعد سقوط قتلي في صفوفه, وما يزيد من حالة الاحتقان هو إعلان الإخوان عن انتفاضة جديدة ضد الجيش الذي سرق ثورتهم بالدبابات والمجنزرات, حسب قولهم, حتي لو كان ذلك علي حساب جثث الشعب ليتمكنوا من إحباط ما يسمونه ب الانقلاب العسكري وإعادة مرسي إلي الحكم, وهو الأمر الذي لن يسمح به الجيش ولا قوي المعارضة والشباب المصري الذي نزل بالملايين إلي الشوارع لتصحيح مسار ثورته التي سرقها الإخوان لتحقيق أطماعهم. ويري محللون أنه رغم تأكيد الإخوان أنهم ضحية تلك المذبحة التي دبرها وخطط لها الجيش ونفذها بدقة وإتقان بعد استعانته بمجموعة من البلطجية إلا أن الجيش أكد أنها أكاذيب وأن المجموعات الإرهابية أثارت الفوضي وحاولت اقتحام نادي الحرس الجمهوري, مشيرين إلي أنه ليس بالأمر الجديد علي تلك الجماعة أن تستعين بتلك الميليشيات لإثارة بلبلة داخل المجتمع وتشتيت قوي المعارضة وتقليب الرأي العام ضد الجيش. وفي واقع الأمر فإنه ليس من مصلحة الجيش في تلك الفترة تحديدا القيام بمثل هذه الأمور لأنه سيزيد من الانقسام الموجود بالفعل في الشارع إنما للإخوان مصلحة كبيرة ألا وهي إحباط جهود المعارضة في تشكيل حكومة توافقية, وللأسف لقد نجحوا في تحقيق أهدافهم لأن الحزب الإسلامي الوحيد حزب النور السلفي- أعلن انسحابه من جميع المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة ردا علي مذبحة الحرس الجمهوري. ومن جانبها حذرت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية من أن أحداث الحرس الجمهوري قد تكون شرارة الحرب الأهلية التي تهدد ببحور من الدماء في الشوارع. وتحت عنوان حزب النور يتأرجح قال موقع بلومبرج الأمريكي إن حزب النور أمامه فرصة تاريخية انتظرها طويلا لأن وجوده علي الساحة السياسية في الوقت الحالي له أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبله السياسي وكذلك بالنسبة للمعارضة التي تعلم جيدا أن حزب النور لديه حق الفيتو علي أي قرارات مهمة كما أن النظام الجديد يحتاج إلي حزب إسلامي رئيسي يضفي صبغة إسلامية علي ثورتهم التي يسعي الإخوان إلي تصويرها علي أنها ليبرالية علمانية لذا سعوا خلال الأيام الماضية لاختيار شخصية توافقية لرئاسة الوزراء بعد رفض السلفيين لشخصية الدكتور محمد البرادعي, أما عن موقفهم تجاه تلك المذبحة فقد قلب الأمور رأسا علي عقب لأنهم بذلك يتأرجحون علي حد وصف الموقع بين المعارضة تارة والإخوان تارة أخري. رابط دائم :