سلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء علي خمسة أيام من أعمال العنف التي شهدتها مصر, وركزت علي تصريحات عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع التي حذر فيها من انهيار الدولة بسبب عدم اتفاق قوي المعارضة علي الحوار. في واشنطن, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الفوضي في مصر أشعلت التحذير من الانهيار, وأن مدن القناة تحدت محاولة الرئيس محمد مرسي احتواء العنف. وأشارت إلي ان مرسي لم يستطع وقف العنف, بالرغم من أنه منح الشرطة والجيش سلطات إضافية لفرض حظر التجول, وأن حلفاءه من الإخوان المسلمين والمعارضة أظهرا عدم تأثيرهما علي الشارع, وأن كلا منهما يتعامل مع مخاوفه ويلقي اللوم علي الأخر. ومن جانبها, أكدت صحيفة واشنطن بوست أن تصريحات السيسي تشير إلي تدخل الجيش قريبا لوقف العنف, موضحة أنه من غير الواضح لمن سيصب تدخل الجنرالات في صالحه, وأن هذا يطرح تساؤلات حول مدي سيطرة مرسي علي الجيش وعلي مؤسسات الدولة. وذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أنه مع مخاوف انهيار مصر لابد أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدور مباشر, مؤكدة أن أوباما يراقب كيفية تحول الإصلاحات الديمقراطية للربيع العربي إلي شتاء فوضوي ودموي. وأنه يقاوم حاليا دعوة الجمهوريين في الكونجرس لوقف المساعدات العسكرية لمصر كحافز علي الاصلاحات الديمقراطية من وجهة نظرهم. كما وصفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحذير السيسي بأنه مدعاة للقلق. واستبعدت وقوع انقلاب عسكري,وأكدت أن المحتجين مزيج من مشجعي كرة القدم المشاغبين, ونشطاء سياسيين, وفوضويين من جماعة بلاك بلوك, وأحزاب سياسية علمانية لا يجمع بينها سوي الغضب. وأضافت أن الغضب الشعبي العارم أوصل رسالة إلي مرسي, إلا أنه لم يبد أي دلائل علي المرونة أو القدرة علي الإبداع ردا علي تلك الحالة. وفي لندن, رأت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية أنه لا يمكن لأي نظام أتي بعد ثورة25 يناير, تجاهل التغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري علي مدار العقود الأخيرة. وقالت الصحيفة إن هذه التغيرات ذاتها هي التي مكنت الثورة من الإطاحة بنظام مبارك وهيأت سدة الحكم لجماعة الإخوان المسلمين, معتبرة أن ما تشهده الميادين المصرية من تظاهرات إنما هو بمثابة رد فعل علي محاولة النظام الحاكم الاستئثار بالسلطة في مجتمع متعدد الأطياف. واعتبرت الصحيفة أن الوضع الآن أكثر تعقيدا من أي وقت سابق, بالإشارة إلي أن ثلاثة أرباع المصريين هم دون سن الخمسين, وهو ما يضفي بعدا من الديناميكية علي المشهد إذ أنه من المستحيل عمليا استبعاد هؤلاء الشباب من اللعبة السياسية لأنهم أصل فيها إذ يمنحون بمشاركتهم الزخم والحياة للممارسات الديمقراطية والأحزاب الجديدة.