فعلها جيش مصر العظيم. وانحاز كعادته لارادة الشعب. وأسقط اقنعة الزيف. والبهتان التي ارتداها الاخوان. في نظام الطغيان, الذي اقاموه علي غير إرادة الشعب المصري. نعم فعلها الجيش العظيم وقطع الطريق علي المزايدين, والمتاجرين بالدين, ومنح الرئاسة الفاشلة48 ساعة ولا غير للاستجابة لارادة الجماهير التي نزلت الي الشوارع والميادين طلبا للحرية, والعدالة الاجتماعية, وتحرير مصر من قبضة جماعة فاشية اتخذت من الدين ستارا للسيطرة علي وطن لم ينكسر يوما لمستبد. او محتل. وكأن القدر استجاب لدعاء الملايين التي نزلت الي الشوارع. فجاء يوم امس حاملا لاشارات النصر. وعلامات الرحيل لنظام جائر لا يستحقه شعب ثائر, إذ إن القدر شاء امس ان يعيد للاذهان مشهد احتراق مبني الحزب الوطني المنحل في بداية الثورة, بحرق مبني مكتب الارشاد بالمقطم, وكأن التاريخ يعيد نفسه, فكلاهما رمز للاستبداد, وعلامة للفساد, وعنوان للاضطهاد, وسوف ينقل الاحفاد عن الاجداد كم كان هذا المبني شاهدا علي عدوان الاخوان, وطغيان من كانوا يجتمعون سرا خلف الجدران ففي اروقته وضعت المخططات, وفي دهاليزه حيكت المؤامرات, وعلي مكاتبه صيغت خطط التمكين وزيف السياسات إلا ان الشعب المصري العظيم يثبت للمرة الثانية للطغاة, والمستبدين انه قادر ان يأتي بهم ولو كانوا في بروج مشيدة. علي جبل المقطم تحطمت بالامس أسطورة الاخوان, ودهست تحت الاقدام نظريات, وأفكار, ومشروعات وهمية كان يراد بها خداع شعب مصر العظيم الذي خرج عن بكرة ابيه بعد صبر نفد, ليحطم اوهام جماعة اتخذت من الدين ستارا, لتستولي علي ارادة شعب, ومقدرات أمة, هزمت الهكسوس, والصليبيين, واليهود, والانجليز, والفرنسيين. وظلت طوال تاريخها العريق, عصية, علي الانكسار مهما يشتد عليها سيف حاكم مستبد جبار. بالامس سقط المقر الحقيقي لحكم مصر, ليحرق معه أسوأ فترة في تاريخ هذا الوطن, يوم أن خدع مرشد هذا المبني واتباعه المصريين ورشحوا من بينهم مندوبا لهم قالوا عنه رئيس لكل المصريين, ومع أيامه الاولي اكتشف المواطنون الخديعة الكبري فإذا به رئيس للجماعة التي تأتمر بأمر المرشد. واليوم تجزي الجماعة بما كسبت, وسوف يكون الاخوان آية لمن سيأتي من بعدهم. وجاء بيان القوات المسلحة حاملا رسالة واضحة, وحملت مفرداته اشارة لا يمكن تجاهلها وهي ان الجيش مع شباب الثورة, مع التحرير, لا مع رابعة العدوية, مع ارادة الاغلبية, وليس مع ديكتاتورية الاقلية, وان التأخير في الاستجابة لمطالبها ليس في مصلحة النظام الذي يجب عليه الامتثال لأمر الشعب حقنا للدماء, ويخطئ من يراهن علي استهلاك الوقت, في مماطلات, ومزايدات, أو تصريحات فات آوانها, فالشعب لم يعد يثق في نظام لم يف باي تعهد منذ توليه المسئولية حتي لو قدم الاعتذار, واعترف بالاخطاء. انها ساعات مخاض, لفجر جديد يشرق بالحرية, بعد ليل دامس يوشك ان ينجلي. حفظ الله مصر وجيشها العظيم [email protected] رابط دائم :