حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما حكومة الرئيس محمد مرسي علي العمل مع المعارضة وبذل المزيد من الجهد لتنفيذ إصلاحات ديمقراطية. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في تنزانيا خلال جولته الأفريقية التي يزورها ضمن جولة افريقية إن الولاياتالمتحدة قلقة بشأن العنف في مصر وتحث كل الأطراف علي العمل للتوصل لحل سلمي. ودعا أوباما جميع الأطراف إلي ضبط النفس وسط التظاهرات الحاشدة ضد الرئيس, محذرا بشكل خاص من الاعتداء علي النساء, مضيفا انه بالنسبة للمشاركين في هذه التظاهرات أو المسيرات, فان التعدي علي النساء يجب ألا يكون جزءا من الاحتجاجات السلمية. في غضون ذلك, اهتم الإعلام الأمريكي أمس بما يجري في مصر من ثورة جديدة اشتعلت وانتشرت في شتي أرجاء البلاد هدفها تغيير النظام ورحيل الرئيس مرسي. فقد أبدت صحيفة نيويورك تايمز انبهارها من تدفق ملايين المصريين إلي شوارع المدن في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة برحيل الرئيس, في موجة من الغضب العارم ضد الهيمنة السياسية من مؤيديه في جماعة الإخوان المسلمين, وأشارت إلي أن أعداد المتظاهرين, تجاوزت حتي الاحتجاجات الشعبية الضخمة التي شهدتها مصر في الأيام الأخيرة من ثورة يناير.2011 من جانبها ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية, إن المصريين عادوا للاحتجاج في الشارع, لكن هذه المرة بالملايين. فبعد عام واحد من انتخاب الدكتور مرسي, رئيسا لمصر, انفجرت البلاد ضد قيادة جماعة الإخوان المسلمين. ورصدت الصحيفة عاما من الإخفاقات لحكومة مرسي وأضافت أن كثيرا من المصريين صوتوا علي مضض لمرسي, علي الرغم من علاقاته بجماعة الإخوان, إذ ينظر إلي الاثنين بريبه, لكنه مضي في إصدار إعلان دستوري ونجح في تمرير مسودة دستور يعارضها مختلف الأحزاب غير الإسلامية لتشهد البلاد احتجاجات عنيفة, وتقول الصحيفة إن مرسي أهدر الشرعية التي كان يحتاج إليها لمعالجة مشكلات البلاد وعلي رأسها الاقتصاد المتعثر. وقالت الصحيفة: إنه بينما اتهم مرسي والإخوان الاحتجاجات الشعبية بأنها مؤامرة, فإنه لا يمكن لمؤامرة أن تدفع بالملايين إلي الشوارع. وتضيف أن العديد من المحللين يؤكدوا أن هذه الاحتجاجات من شأنها أن تبعث رسالة إلي مختلف الجماعات الإسلامية في المنطقة. ومن جانبها قالت شبكة إن بي سي نيوز إن أسرابا من المعارضين لحكومة الرئيس, غمرت شوارع القاهرة ومختلف محافظات مصر, في احتجاجات يخشي المراقبون انزلاقها إلي الفوضي وسفك الدماء, وأضافت أن عشرات الآلاف تجمعوا في ميدان التحرير, بوتقة ثورة2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وتضيف أن الاحتجاجات الحاشدة التي تضم مصريين من أطياف مختلفة مسلمين معتدلين ومسيحيين وليبراليين وعلمانيين, تمثل ذروة عام من الاضطرابات والفوضي التي عصفت بمصر حيث عشرات من الأزمات السياسية والاشتباكات الدامية والتدهور الاقتصادي. كما تناولت تقارير عالمية الوضع الحالي في مصر بعد يومين من الاحتجاجات, حيث رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن بيان القوات المسلحة كان بيانا تاريخيا وصفعة قوية علي جبين الجماعة حيث أمهل الأطراف السياسية في مصر مهلة48 ساعة للحوار وحل الأزمة التي تمر بها البلاد والتوصل إلي اتفاق يلبي مطالب الشعب وطرح خارطة الطريق بمشاركة جميع الأطراف الوطنية والمخلصة وإلا سيظهر الجيش مرة أخري في المشهد السياسي لأن أمن مصر القومي يواجه خطرا جسيما في هذه المرحلة. ووفقا للصحيفة فإن البيان فتح المجال لتفسيرات متباينة سواء علي الصعيد المحلي أو الدولي حيث يري العديد من المراقبين إنه في أوقات الفوضي في مصر كل العيون تتجه نحو الجيش وذلك لثقة الشعب المصري في دور هذه المؤسسة القوية في الحفاظ علي الوضع الأمني في البلاد, ونقلت الصحيفة رأي مايكل حنا المحلل السياسي في مؤسسة مركز أبحاث القرن بنيويورك أن الرئيس في مأزق عميق. ورأت الجارديان أن الأيام القادمة محورية, سواء أبقي مرسي أم رحل, حيث أن الصراع المدني الطويل لن يميز بين طائفة أو أخري أو بين المصريين كما أنه لن يحترم بالضرورة الحدود فاستقرار الشرق الأوسط الذي لم يعد لنفوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية قدرة كبيرة علي التأثير عليه يعتمد إلي حد كبير علي الاستقرار في مصر, فكلا من المنطقة والعالم يراقبون الطريق الذي ستختاره مصر. وقالت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية أن بيان القوات المسلحة جاء بعد هجوم المتظاهرين علي مقرات الإخوان المسلمين الرئيسية, وفي نفس الوقت لم يقدم الرئيس مرسي أي تنازلات بل ظل متحديا وصرح بعدم استقالته وهذا من شأنه أن يزيد من تصاعد الغضب علي كلا الجانبين المعارض والمؤيد. ورأي المحلل السياسي أنطوان بصبوص لشبكة فرانس24 أن الجيش المصري هو محور مهم وسيكون له بالتأكيد كلمته في كل ما يحدث بالإضافة إلي أنه لا يميل للاستيلاء علي السلطة لنفسه, لأنه يفضل أن يؤثر علي السياسة من مسافة بعيدة فهو يدرك تماما مدي صعوبة إدارة مصر في الوقت الحالي وخاصة بعد تشويه صورته في الفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس السابق. وأوضح أن مصر في وضع مستحيل فهي تعاني أزمة عميقة علي كثير من المستويات من نقص في الموارد والبنية التحتية في حالة سيئة والجيش ليست لديه نية للحصول علي السلطة في هذا الوقت العصيب, وأشار إلي أن بيان الجيش في حد ذاته خطوة ايجابية نحو المستقبل لإيجاد أرضية مشتركة بين المؤيدين للإخوان المسلمين والمعارضين لهم والتي تعد مهمة مستحيلة تقريبا في الوقت الراهن وربما يكون هناك خطر حقيقي ووصول مصر إلي طريق مسدود. رابط دائم :