تصدرت أحداث الثلاثين من يونيو في القاهرة وكل المحافظات المصرية العناوين الرئيسية لمختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية. فعربيا, ذكرت الصحف السعودية الصادرة أمس أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في سحب البساط من تحت أقدام الإخوان المسلمين. وعالميا حذرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز من احتمالات أن تتمخض التظاهرات الحاشدة التي خرجت في عموم مصر عن ثورة ثانية ربما تقسم الشعب المصري وتهدد ديمقراطيته الوليدة, ومن ثم التأثير بالسلب علي الوضع الاقتصادي للبلاد.ووصفت شبكة سي إن إن الاخبارية الأمريكية مظاهرات الأحد بأنها كانت ضخمة ولكن سلمية, واعتبرت الشبكة أن وجود معسكرين أحدهما مؤيد والآخر معارض لمرسي دليل انقسام الرأي بين المصريين. وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحت عنوان: ما الذي يمكن أن يتعلمه المصريون من مانديلا بعد المظاهرات؟ أن المظاهرات الضخمة تعكس ديمقراطية وليدة في حاجة إلي دروس في دعم الثقة والمصالحة الوطنية, وأن المصريين يمكن أن يجدوا ذلك في نموذج نيلسون مانديلا رمز النضال في جنوب إفريقيا, وأشارت إلي أن واحدة من أهم إسهامات مانديلا تمثلت في روح التسامح تجاه معارضيه التي ساعدت في إرساء الحرية والمصالحة الوطنية في جنوب إفريقيا المنقسمة, وأن مانديلا أبهر معارضيه ودفع البيض إلي معاملة السود بندية, وبهذا حرر بلاده من الظلم. وأكدت الصحيفة أن مفهوم الديمقراطية أكبر من حكم الأغلبية, وهذا ما يجب أن يفهمه مرسي, أما شبكة يورو نيوز فأكدت أن مصر شهدت تعبئة غير مسبوقة منذ.2011 وفي لندن, ذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الإنجاز الواضح للمحتجين علي سياسات الرئيس مرسي هو أنهم تمكنوا من إقناع كثير من المواطنين بالنزول إلي الشوارع. وركزت وكالة رويترز في تغطيتها للمظاهرات علي غياب الحسم عن المشهد علي الرغم من احتشاد الملايين ضد النظام والإخوان المسلمين, وأوضحت أن الاحتجاجات أثبتت أن الإخوان لم يغضبوا الليبراليين والعلمانيين فحسب, بل ملايين المصريين العاديين. من جانبها, دعت صحيفة الجارديان في مقال تحت عنوان حان الوقت لحكمة الشارع المصريين إلي الاحتكام للعقل, مؤكدة أن المأساة للمؤيدين والمعارضين للرئيس أنه يوجد معسكر ثالث يجلس في الظل ويتنظر مكاسب من الحرب الأهلية بين الطرفين: المؤيد والمعارض, في إشارة إلي فلول النظام القديم. وفي موسكو, توقعت صحيفة كوميرسانت الروسية ألا يكمل مرسي عامه الثاني في السلطة في ظل تزايد الاحتجاجات ضده. وفي برلين, اعتبرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية أن العام الأول للرئيس مرسي في الحكم كان عام الفرص الضائعة, وأرجعت ذلك إلي فرض مرسي دستورا مثيرا للجدل رغم رفض المعارضة وإلي تأثره الشديد بالسلوك السري وغير الشفاف لجماعة الإخوان. وفي فيينا, حذرت وسائل الإعلام النمساوية من أن مصر تتجه إلي الهاوية بسبب حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد والأوضاع الأمنية بها.أما صحيفة نويه زيوريخر تسايتونج السويسرية فقالت إن مصر أصبحت منقسمة الآن بين فريقين يتسمان بالتعنت.