يبدأ الانتماء بانتماء الشخص لعالمه المحيط الذي يبدأ بانتمائه لأسرته حتي يصل إلي انتمائه لقارته التي يقع فيها وطنه ونحن ننتمي لبلد عظيم هي مصر التي تنتمي لقارة عريقة إذ يري علماء كثيرون أنها المهد الأول للإنسان وللحضارة ولمعرفة الزراعة فهي جنة الله في أرضه, ولذلك علينا أن نتعرف علي عراقة هذه القارة ومعرفة مدي تقدمها الحضاري القديم لنبني عليه مستقبلا مشرقا يليق بنا وبقارتنا. يري العالم الشهير س. ارمبرج أن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي توجد فيها كل مراحل التطور البشري, فالانسان القديم وإنسان جاوه وإنسان نياندرتال والانسان العاقل تتعاقب فيها منذ الأزمنة السحيقة حتي العصر الحجري الحديث. في منطقة تاسيلي علي حدود الجزائر وليبيا عثر علي بقايا مواقد وكسر فخار تدلل علي استخدام الفخار منذ8000 عام مما يؤكد أن العصر الحجري الحديث في تاسيلي معاصر لمثيله في أوروبا الجنوبية. في برقة شرقي ليبيا وفي بلانة جنوب مصر عثر علي بعض الحبوب البرية المهيأة للطعام أرخت باستخدام كربون14 بحوالي12050 عاما وكذلك عثر علي مثل هذه الحبوب في توشكي وتؤرخ بحوالي12550 عاما. اعتبر العالم داروين أن إفريقيا هي المهد الأصلي للإنسان, وتعتبر هذه القارة ثرية جدا بالآثار التي تنسب لعصور ما قبل التاريخ حيث تمتد علي جانبي خط الاستواء وتمتد حتي المناطق المعتدلة شمالا وجنوبا مما أدي إلي تنوع المناخ, وتتوافر بالمرتفعات الإفريقية بيئات مختلفة تزداد برودة مع الارتفاع, فإذا وقعت تغيرات مناخية فمما لا شك فيه أن إفريقيا وفرت دائما للإنسان مسكنا لائقا فكلما أصبحت منطقة شديدة الحرارة أو البرودة أمكن دائما التحول نحو منطقة أخري أحسن حالا من السابقة. تشهد اكتشافات مهمة بإفريقيا علي ظهور الانسان العاقل البدائي منذ أكثر من100000 سنة. ففي عام1921 م اكتشفت جمجمة وبعض البقايا العظمية في منطقة بروكن هيل في زامبيا التي كانت تسمي روديسيا الشمالية ولذلك عرف هذا النموذج باسم إنسان روديسيا أو الانسان العاقل الروديسي ويؤرخ بحوالي35000 سنة قبل الميلاد, ولا شك أن هذا النموذج ينتمي إلي نوعنا البشري, وهو قريب من إنسان نياندرتال بأوروبا. وفي عام1967 م عثر علي قطع عظمية من جمجمتين وأجزاء من الهيكل لشخصين في وادي أومو جنوب غرب إثيوبيا, تؤرخ بحوالي100000 سنة, وعثر في نفس المنطقة علي إشارات لاستخدام الفخار. أكبر عدد من الأدوات والمواقع عثر عليه في كينيا ومن موقع ملكا كنتوري في إثيوبيا ومن ممر أولدوفاي في تنزانيا ففي هذا الممر عثر علي بقايا بناء من الحجر ربما قاعدة لكوخ يؤرخ بحوالي1,8 مليون سنة. عثر بين جبال أطلس والغابات من جهة وبين البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي من جهة أخري علي المئات من المواقع التي تحتوي علي مئات الألوف من النقوش والرسوم واشتهرت منها بعض المواقع مثل جنوبوهران وتاسيلي في الجزائروجنوب المغرب وفزان في ليبيا والعاير وتينيري في النيجر وتيبستي في تشاد والنوبة في مصر والسودان وتشيت في موريتانيا, والمنطقة الثانية المهمة هي الجزء الجنوبي من القارة مثل ناميبيا وجنوب إفريقيا وبتسوانا وليسوتو, وقل أن تجد بين الأقطار الإفريقية بلدا لم تكتشف فيه آثار فنية أو آثار من عصر ما قبل التاريخ, وخاصة الرسوم الصخرية التي تتناول حياة إنسان هذا العصر وما يوجد حوله من حيوانات وما يمارسه من أعمال وخاصة صيد الحيوانات والأسماك. رابط دائم :