لم يتوقع أغلب المراقبين خروج قمة مجموعة الثماني بموقف واضح بشأن الأزمة السورية وإيجاد حلول قابلة للتنفيذ علي الأرض بسبب استمرار الخلافات بين المعسكر الداعم للأسد الذي تمثله روسيا, والمعسكر المناوئ له وتمثله الولاياتالمتحدة وهو ما حدث بالفعل حيث واجه بوتين ضغوطا كبيرة من قادة الثمانية الكبار لدعم خطتهم حتي لا يتعرض إلي خطر العزلة الدولية. صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تحدثت عن عودة أجواء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو حيث إن الرياح التي هبت علي القمة بسبب الخلافات بين أوباما وبوتين لا سيما فيما يتعلق بالشأن السوري رغم اتفاقهما الجزئي حول الحل السياسي والذي يتنوع في إتمامه ببقاء الأسد أو تنحيه قبل موعد الانتخابات في.2014 وأوضحت الصحيفة أن الدول ال7 في القمة تعارض روسيا حيث حذروا بوتين من إصدار بيان ختامي بصرف النظر عن الموقف الروسي حال رفض تقديم تنازلات بشأن سوريا, تناول البيان إيصال المساعدات الإنسانية إلي سوريا ومكافحة التطرف ورفض استخدام الأسلحة الكيميائية والبدء في مرحلة انتقالية ديمقراطية وفق النموذج الليبي وإقامة سلطة تنفيذية حيث سيحمل البيان توقيع7 دول إذا لم يرضخ بوتين لقرار الأغلبية. وقد أشارت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن قمة الثماني كشفت وجود تفاوت كبير في المواقف تجاه الأزمة مما يهدد التوصل إلي حل سريع وإيجابي حيث أعلنت واشنطن عزمها تسليح المعارضة بتأييد بريطاني فرنسي مع التمسك بالحل السياسي. ورأت الصحيفة أنه بدلا من بحث القضايا الاقتصادية التي تعد الغرض الأساسي لقمةG8 كانت الصراعات حول سوريا هي المسيطرة علي الأجواء, وتساءلت الصحيفة هل هناك صدفة في إعلان البيت الأبيض تسليح المعارضة والتأكيد علي استخدام أسلحة كيماوية من جانب النظام السوري. ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن العلاقات بين البيت الأبيض والكرملين ستتجه نحو استعادة الحرب الباردة بينهما حيث قالت إن كلا من أوباما وبوتين بدت عليهما ملامح التوتر والارتباك حيث اختلفا حول كيفية وضع حد لإراقة الدماء في سوريا إذ شكك بوتين في كل إدعاءات الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد المعارضة. وفي تصريحات متناقضة لأوباما لشبكة بي بي إس نفي إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا أو إقدام أمريكا علي أي عمل عسكري واضح مبررا ذلك بأن نحو90% من القتلي في سوريا لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية للنظام السوري.