كتب حسين بهجت: قالت مصادر حقوقية, إن عددا من جهات التمويل غيرت استراتيجيتها في التمويل في الآونة الأخيرة وبدأت تدفع المنح المالية بشكل مباشر إلي النشطاء السياسيين بدلا من منح المشروعات التنموية والحقوقية. وأشارت إلي أن عددا منها قام بالفعل بدفع مبالغ مالية كبيرة لعدد من قيادات الحركات السياسية بطرق غير رسمية, ودون أن تمر علي القنوات الشرعية, مثل البنوك لتمويل الاعتصامات المتتالية لعدد من عمال وموظفي الدولة. أضافت أن بعضهم يتلقون الأموال أثناء حضورهم المؤتمرات الحقوقية والسياسية, مؤكدة أن تلقي المنح النقدية من جهات مانحة أجنبية, وأمريكية وأوروبية عبر طرق غير شرعية يعد تحايلا علي القانون. في الوقت نفسه كشفت المصادر الحقوقية, أن عددا من النشطاء استقال بعضهم من عمله, وتفرغ للعمل السياسي, وضرب مثلا بالناشطة إسراء عبدالفتاح, والناشط أحمد ماهر الذي استقال من عمله كمهندس ويعيش الآن دون أي مصدر رزق واضح, والناشط أحمد بدوي الذي يعمل مع سكرتير للدكتور أيمن نور, وهم أعضاء في حزب الغد ومن مؤسسي حركة6 أبريل, والمحركين الأساسيين لعدد من الاعتصامات والإضرابات الأخيرة. ونفت الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح الموجودة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لحضور مؤتمر عن الاصلاح السياسي بدعوة من جامعة بنسلفانيا عبر اتصال تليفوني, تلقيها أي أموال من جهات مانحة بشكل مباشر أو عن طريق حساب شخصي. وقالت إسراء, إنها تعمل كمنسقة إعلامية بالمعهد المصري الديمقراطي بمشروع لمراقبة الانتخابات التشريعية القادمة وهو مشروع ممول مشيرة إلي إمكانية الكشف عن أي حساب شخصي لها في البنوك. وحاول الأهرام المسائي الاتصال بالناشطين أحمد ماهر, وأحمد بدوي للرد علي ما يثار بشأنهما لكن ظل تليفوناهما مغلقين. من جانبه قال المحامي والناشط الحقوقي نجاد البرعي الشريك المسئول في المجموعة المتحدة, إن تلقي عدد من النشطاء السياسيين لمنح مالية لتمويل أنشطة سياسية هو عمل مخابراتي, موضحا أنه يستهدف إحداث حالة من الارتباك والتشويه, وإظهار مصر علي أنها دولة غير مستقرة. اضاف أن مثل هذه المنح التي ستخدم من أجل تمويل الاضرابات والاعتصامات تهدف إلي الضغط علي الدولة لتحقيق أهداف ومصالح أجنبية, مشيرا إلي أن الاصلاح السياسي يأتي من خلال تنشيط العمل التنموي المدني, من أجل تحقيق الديمقراطية, وليس من خلال إرباك العمل العام, بمجموعة من الاضرابات ومحاولات ضرب الاستقرار. ورفض فكرة تلقي نشطاء سياسيين الأموال بغرض استخدامها في العمل السياسي, محذرا من إفساد الحركة السياسية, لتصبح حركة الاصلاح صناعية وهشة وغير قابلة للاستمرار, لأنها تحقق أهداف ومصالح دول أجنبية, وليس مصالح شعوب. وقال البرعي, إن المنظمات الدولية استخدمت الأسلوب نفسه في زعزعة نظم أوروبا الشرقية, واصفا ما يحدث بالنقلة الخطيرة, وأكد أنه لو صح هذا الاتهام مهما كانت الأهداف نبيلة, سيلقي بظلال الشك علي العملية السياسية والعمل التنموي والمدني وتجعله غير مجد.