علي الرغم من احتفال الإذاعة المصرية غدا بعيد ميلادها ال79, إلا أن السنة الجديدة أصبحت مجرد رقم جديد في عمر الإذاعة التي لم يعد لها التأثير الضخم كما كان في سابق عهدها, خاصة في ظل انتشار إذاعات جديدة استطاعت أن تسحب جزءا كبيرا من جمهور الإذاعة الأم, كما أضافت مستمعين جددا لم يتابعوا الإذاعة من قبل من خلال خلطة عصرية جديدة... الأهرام المسائي تحدثت مع القائمين علي الإذاعات الجديدة والتي ينتمي جزء كبير منهم لاتحاد الإذاعة والتلفزيون, ومع رئيس الإذاعة, وكيف حققت هذه الإذاعات النجاح الذي لم تستطع الإذاعة المصرية تحقيقه رغم انتمائهم لكيان حكومي واحد, وكان ردهم في السطور الآتية: في البداية قال سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة المشرفة علي إذاعات ميجا, هيتس, نغم أف أم أن ما حدث للتليفزيون المصري من وجود قنوات فضائية خاصة يحدث خلال هذه الفترة للإذاعة المصرية فوجود قنوات خاصة جعل المنافسة مع القنوات الحكومية منافسة غير عادلة وكذلك الأمر من منافسة الإذاعات الخاصة والحكومية فاللوائح والأجور والمحتوي مختلفة تماما, حيث إن الإذاعة المصرية لها تقاليد عريقة وضوابط مهنية لا تحيد عنها, والحيد عنها يعرضها لمساءلات حكومية ومجتمعية, مضيفا ان الإذاعة المصرية التي تعتبر ثاني أقدم إذاعة في العالم لها رواسخ في ذاكرة المجتمع المصري والعربي منذ الثلاثينيات ولكن لأن هناك وسائط اخري في المنافسة أصبح التقدم التقني سيد الموقف. واشار الي أن المهنية التي كانت تعتمد عليها الإذاعة في السابق كالإعتماد علي شريحة عمرية تغيرت اليوم, وباتت هناك شريحة جديدة لا تهتم بالمهنية بقدر اهتمامها بالتوافق مع ما يذاع فلا صوت المذيع أصبح هو الأساس أو المحتوي, ولكن تكونت ثقافة جديدة داخل المجتمع جعلت من هذه الاذاعات الجديدة نمط يتلاهف حوله المستمعين دخلت البيوت والسيارات, وحقق لهم ما يريدوا ان يستمعوا إليه من برامج ونشرات خفيفة واغاني هم حريصون أن يستمعوا إليها, موضحا ان الحرية المالية والإدارية والرقابية علي هذه المحطات يجعل منها فرس رهان جديد علي اذن المستمع المصري. وأوضح عباس أن تجربة انشاء محطات إذاعية خاصة كثيرة أسوة بالقنوات الفضائية الخاصة التي سحبت البساط من تحت التليفزيون المصري, لن تتكرر, حيث أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون حريص علي ان تتواجد صوت القاهرة كشريك اساسي لكي تصل لمرحلة فنية تقنية خاصة ان الاتحاد ممثل في قطاعاته يمتلك من المحتوي الغنائي ما يجعله قادر علي المنافسة, مؤكدا ان الإذاعة في عيدها لا تزال موجودة في كل بيت خاصة البرامج الصباحية وأناشد وزير الاعلام ان تعود الطيور التي هجرت ميكروفون الإذاعة قهرا في فترة سابقة ولو بدون مقابل فمن منا ينسي تعليق فهمي عمر علي مباريات الكرة, ومحمود سلطان ونجوي أبو النجا وفاروق شوشة وغيرهم الكثيرون, خاصة انه مازالت هناك علاقة وثيقة بين أذن من هم في عمرنا وحناجر هؤلاء فلا تحرمونا ان نسمع صوتهم. بينما قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار والمشرف علي إذاعة راديو مصر إنه علي الرغم من نجاح الإذاعات الجديدة بشكل ملحوظ إلا أن الإذاعة المصرية تبقي هي الأساس خاصة أن عمرها يصل لأكثر من70 عاما ولكن في كل مرحلة زمنية هناك أشكال إعلامية جديدة تظهر تحقق النجاح إلا انها لا تلغي دور الأخري, واضاف أن كل خدمة إعلامية لها مستمعيها ومتابعيها وحتي الآن هناك من يفضل الغستماع إلي موجات الشباب والرياضة والشرق الاويسط وصوت العرب, وأشار إلي أن وجود خدمة موجات الأف ام اصبحت الحل الأسهل للمواطنين الذين يقضون جزء كبير من يومهم داخل السيارات نظرا للازدحام المروري. وطالب الصياد بتعميم تجربة راديو مصر بعد ان حققت نجاح ملحوظ لتصبح اكبر محطة في الاذاعة والتليفزيون تجلب الاعلانات وتقدم الأخبار بصورة غير تقليدية لدرجة أن البعض ظن أنها اذاعة خاصة ومع ذلك لا يجب لكل إذاعة طابع خاص بها فصوت العرب معروف بقوميته, والبرنامج العام بوقاره, والشرق الأوسط بأخبارة الثقافية والفنية المتنوعة, والشباب والرياضة باخباره الرياضية ومتابعته لمباريات الكرة. وردا علي ذلك قال عادل مصطفي رئيس الإذاعة أن هذه الإذاعات حققت نجاحا نظرا لإعتمادها علي مواد غنائية تصل لنسبة90% بينما لدينا في الإذاعة لابد ان ارضي جميع الاذواق سواء علي المستوي الثقافي او الديني او الفني ولكن من المستحيل ان اوظف8 شبكات إذاعية للأغاني فقط علي الرغم من محاولاتنا المستمرة من توسيع مساحة الأغاني, وأضاف أن الاذاعة لم يهجرها المستمع ولكن لابد أن نعلم ان دورها تنويري وتثقيفي وهناك شرائح كبيرة من الشعب تفضل الاستماع إلي البرامج الجادة والدراما والسياسة الخارجية والشئون الدينية ووظيفتي كرئيس للإذاعة ان اوفر كل هذه المواد من أجل إرضاء الجميع بشكل متساو بما في ذلك المادة الغنائية التي نضعها في الاعتبار بنسبة محددة, وأشار إلي أن الاذاعة ستعمل في الفترة القادمة علي تطوير نفسها بشكل كبير في ظل المنافسة الشرسة مع الاذاعات الأخري, حيث نسعي حاليا لخلق العديد من الأفكار الجديدة التي تتناسب مع العصر الحالي.