للنجاح الإعلامي معايير ومقاييس. يشعر بها الإنسان ويلحظها عندما تبدو له ورغم أن الإعلام الحكومي المصري شهد تراجعاً رهيباً في أعقاب ثورة 25 يناير. إلا أن هناك بارقة أمل أسعدني حظي أن أعيش معها لعدد من الساعات وأنا أستمع لمجموعة إذاعات راديو النيل أثناء سفري بسيارتي لأكثر من سبع ساعات. استمعت خلالها إلي الأغنية والبرنامج والحوار والأخبار عبر نشرة كل ساعة وأغاني وموسيقي غربية وشرقية والقديم من التراث الغنائي من زمن الفن الجميل. ولم أكن أتصور أن لدي اتحاد الإذاعة والتليفزيون هذا الكم من الإذاعات المتميزة والتي تحقق نجاحات واسعة وبها عوامل جذب للمستمع المصري. وتذكرت علي الفور خروج إذاعة نجوم إف إم وانتشارها وهي مولود صغير وكيف بدأت وحققت الجذب الجماهيري الكبير علي الساحة. وتذكرت أيضا تهافت وكالات الإعلان عليها وأنها كانت ترفض في البداية أي إعلان يعرض عليها وقتها سألت الإعلامي عمرو أديب وكان مسئولاً عن المحطة في ذلك الوقت لماذا ترفض الإعلانات وهي مصدر داخل للإذاعة؟ فقال لي: نريد تقديم المحتوي الخاص بنا وان يكون ناجحاً وبالتالي سيكون في المستقبل القريب إعلانات كثيرة تحقق عوائد ضخمة علي أثر هذا النجاح واستمر نجاح نجوم إف إم. إلي أن دخلت السوق الإذاعي إذاعات النيل للمنافسة وبالفعل استطاعت تقديم محتوي شيق وخفيف وجذاب وإعلانات ضخمة للعديد من الشركات والوكالات تقف وراءها وكالة صوت القاهرة وجنود مجهولون علي رأسهم الدءوب سعد عباس وسمية زغلول وميريت أبوذكري. وهذا جعلني أسأل نفسي لماذا لا يتم تقديم محتوي جيد في التليفزيون فيتيح لمجموعة عمل صوت القاهرة أن تعمل علي جذب الإعلانات لشاشات ماسبيرو بنفس النجاح والمقدرة التي تقدمها للإذاعة وما رأيته عبر إذاعات النيل دليل نجاح للوكالة. رغم أنني لست متابعاً لشاشات التليفزيون المصري إلا أنني وأنا أنتقل بين الفضائيات عبر الريموت كنترول استوقفتني خطبة للدكتور الشيخ محمد العريفي علي شاشة القناة الأولي المصرية وتوقفت معه وهو يقول "مصر الحبيبة" وتابعت الخطبة التي خصصها للحديث عن مصرنا الحبيبة وعن فضائل أهلها ودور علمائها علي العالم العربي والعالمي منذ بدأ الخليقة وحتي الآن وهذا فضل من الدكتور العريفي لا أنكره بل أشيد به وأقول له: شكراً لك علي ما قدمت وأثنيت علي كنانة الله في أرضه وشكراً للدكتور العريفي علي المعلومات التي قدمها لنا نحن المصريين وكنا نجهلها ويا ليتنا نعرف مصر وقدرها وفضلها علينا وأن نعمل من أجلها وأوجه الشكر للمملكة العربية السعودية وشعبها وعلي رأسهم الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين ولسفير خادم الحرمين الشريفين في مصر أحمد القطان وشكر خاص للمواطن السعودي دكتور العريفي علي ما قاله في خطبته عن مصر. ولهذا أطالب وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود بأن يأمر شركة صوت القاهرة ورئيس مجلس إدارتها الذي يعمل في صمت بطباعة هذه الخطبة علي CD وتوزيعها وبيعها في فروع الشركة المنتشرة في أرجاء مصر بسعر رمزي وأن تذاع بشكل متكرر علي شاشات التليفزيون المصري لأنها خطبة تستحق الإشادة والاستماع لها لمعرفة مصر. وأخيراً أقول لشعب مصر اعرفوا بلدكم من العريفي.