فوجئ الجيران بأصوات عالية وجلبة أشبه بالمشاجرة تخرج من منزل جارهم الذي كثيرا ما خيم السكون عليه طيلة أعوام مضت قطعه نحيب وبكاء طفلين ترعرعا حتي وصل أكبرهما إلي السنة الأخيرة من مرحلة التعليم الاساسي. استرف الجميع السمع وانهمكوا في التكهن ومحاولة تفسير ما يحدث بالداخل إلا أن الكلمات بدت مسموعة والتفاصيل بدت واضحة للجميع بأن الزوج يعاتب زوجته علي سوء سلوكها بعد ان تهامس الجميع عن علاقتها بجارها الشاب الذي يسخر من زوجها في جلساته علي المقهي بين اصدقائه مجاهرا بعلاقته الآثمة مع الزوجة المستهترة. ظل الشجار علي أشده بين الزوجين حتي وصلت الامور إلي طريق مسدود إلا أن الرجل عاود التفكير مرة أخري في مسألة انهاء العلاقة بينهما بالطلاق بعدما لحق شرفه وسمعته فتوسلت له الزوجة ان يتركها ودموع التماسيح تنهمر من عينيها, مؤكدة له انها مخلصة له ولم ترتكب وزرا تعاقب عليه وظل الزوج يغالب نفسه محاولا اخفاء شعوره بالغضب الشديد الذي بدأ علي ملامح وجهه ولكن لم يترك الشيطان له مجالا رغم انه ترك أذنيه لبعض الاصدقاء والجيران الذين أكدوا له سوء سلوك زوجته وارتباطها باحد الجيران الذين يترددون علي المسكن في غيابه. قرر الزوج ان يراقب رفيقة حياته مضطرا لقطع الشك باليقين متوثبا لأي فعل قد يتخذه إذا ما تأكدت شكوكه ولم يمر أسبوع من المراقبة والتربص بها حتي ظهرت عليها فجأة علامات الاهتمام بمظهرها وهي خارجة من المنزل ووصف له هيئتها احد الاصدقاء الذي كان يساعده في عملية مراقبتها واخبره بانه دخلت منذ دقائق منزل جارهم النجار وان عليه الحضور لرؤية ذلك بنفسه. وبعد تصف ساعة كان الرجل علي المقهي أمام منزل جاره النجار وبدأت دماء الدنيا تغلي داخل عروقه وبدأ يتصبب عرقا وكأنه علي قدر من الماء فوق كتلة من اللهب وهم بالدخول إلي منزل جاره لضبط زوجته متلبسة مع الجار الخائن إلا أن صديقه حذره بان الفضيحة لن تجدي وستكون قصة زوجته عارا عليه وعلي أبنائه بل وأحفاده أبد الدهر مثل قصة شفيقة ومتولي وبعد تفكير لحظي تراجع الزوج عن قراره وفضل معاقبة زوجته في منزله. مضت لحظات حتي شاهد مجدي زوجته سعاد تخرج من منزل جارهم وهرول وراءها إلي المنزل وبدأ في معاتبتها وسألها عن سبب توجهها إلي هناك فارتبكت الزوجة وقالت له انها كانت تعد له الشاي نظرا لإقامته بمفرده وبعد ان انهمرت دموعها مرة أخري واخذت تقبل قدميه ويديه وتذكره بحبها له وانها أنجبت له أغلي من في الوجود طفله بالمرحلة الاعدادية وآخر عمره خمس سنوات خرت قوي الرجل ورضخ للملاك الحارس بداخله ورفض ارتكاب جريمته بالتخلص منها. عاد الرجل لمراقبة منزل جاره وكانت المفاجأة بان شاهد زوجته تخرج علي مرأي ومسمع من الجميع من منزله وهنا تأكدت كل شكوك الزوج بأن زوجته خائنة وعندما واجهها بالحقيقة هذه المرة لم تنكر وانفجرت في وجهه مؤكدة انها علي علاقة بجارها وانه لم يكن رجلا ولا يلبي لها مطالبها وان الطفلين ليسا أبنيه لم يستطع الزوج ان يتمالك نفسه فاخرج خنجره وسدد لها طعنة نافذة بالقلب وسط صراخ وعويل الطفلين مما أدي إلي مصرعها في الحال لينتقم الرجل منها لشرفه وشرف أبنائه بطعنة واحدة.