بعد حوار طويل بيني وبين صديقي النجم الهادئ.. كان لابد أن أنصرف إلي بيتي لألحق بعض النوم في ساعات قليلة بعد الليلة الغريبة وأحداثها.. وإن كان التفكير فيما حدث قد جعل النوم يهرب من عيني.. وبعد ساعات من التفكير هزمني النوم.. وفجأة استيقظت علي رنين التليفون في صباح اليوم التالي وأنا علي سريري في منزلي.. وبصعوبة أسكت التليفون.. وكان علي الطرف الآخر صوت وهو يطلب مني الذهاب إليه فورا لحدث مهم ولم يكمل حديثه.. أو يوضح ما هو هذا السبب المهم. المهم وضعت يدي علي جرس باب شقة صديقي النجم بعد أن هرولت إليه.. ولم أكمل ضغطي علي الجرس.. فتح الباب ووجدت أمامي زوجته ومعها الشغالة التي اكتشفت الهيكل وشواله.. وهربت. نظرت إليهما.. ماذا يحدث؟! قالت الزوجة.. غريبة أنكما لم تكتشفا سر هذا الهيكل العظمي ووجوده في حجرة الخزين.. ولم يحاول أحد منكما أن يفكر بهدوء أو يبصر تفكير الآخر عن تفسير كل هذه الاحتمالات الغريبة التي رواها لي زوجي أن هناك جريمة قتل.. وعليكما التصرف في جثة القتيل بالصورة المضحكة التي عشتما فيها ليلة رهيبة كاملة مع جريمة القتل واحتمالاتها وكيفية الهروب من مسئوليتها!! ولم يتذكر زوجي أن جارنا الذي يقطن في الشقة التي أسفل شقتنا لديه ابن كان طالبا في كلية الطب.. والآن هو طبيب كبير.. وأن هذا الهيكل خاص به.. وأنني عندما أخبرت والدته أننا عثرنا علي هيكل عظمي في الحجرة.. صاحت قائلة.. شكرا لعثوركم عليه.. وأن هذا الهيكل خاص بابنها.. وأنها مع ابنها كانا يبحثان علي هذا الهيكل الذي في حجرتكم.. وكانت هي وابنها يبحثان عنه كثيرا ولم يخطر ببالنا أن الشغالة التي كانت عندنا أيام كان طالبا هي التي وضعت هذا الشوال والهيكل العظمي في حجرة التخزين الخاصة بكم.. وهي الآن تتسلم الهيكل العظمي والشوال.. وتشكرنا كثيرا.. وأكملت زوجة صديقي النجم الهادئ كلامها وقالت: والأهم و الغريب أن هذا الهيكل ليس عظما.. لكنه مصنوع من البلاستيك الذي يشبه العظام تماما.. وكان الابن يدرس عليه مع زملائه التشريح الطبي.. وهو مستورد من إحدي الدول المتخصصة في صنع هذا النوع من الهياكل للدراسة في كليات الطب العالمية.. وكان من المهم أن يحصل ابنها الطبيب علي هذا الهيكل في هذه الأيام بعد أن أصبح أستاذا في كلية الطب ليشرح عليه لطلبة الكلية.. وهو يشكرنا جدا علي العثور علي هذا الهيكل العظمي. ونظرت إلي صديقي النجم الهادئ.. ونظر هو إلي.. ثم انفجرنا في ضحكة هستيرية انتهت بخجل كبير مما تصورناه.. ونظرت إلينا زوجة صديقي وقالت: يبدو أن عملكما في السينما وأفلام الرعب التي كنتما تقدمانها وتشاهدانها وتعيشان شخصياتها قد احتلت مكانها من تخيلاتكما وذهبت بها إلي حيث الجريمة والحلول الخاصة بها والتخلص منها.. ومن جثتها.. ولم تترك أفلامكما فرصة التفكير في غيرها بهدوء وصولا إلي الحقيقة.. حتي إنكم لم تلحظا أن الهيكل عبارة عن بلاستيك وليس عظما بشريا.. وامتلككما الرعب أنتما والشغالة التي أخبرتني بما حدث.. وهربت من الموقف.. وأغلقت الموبايل الخاص بها وقررت عدم الرد علي أي مكالمة قادمة من هذا الصديق الهادئ.. وأنني أسرعت بسيارتي إلي منزلي.. لكي ألحق ساعة من النوم الهادئ قبل أن أذهب لتصوير أحد أفلام الرعب التي أشترك في بطولتها!!