عندما أجلس مع صديقي النجم في حالة صمت أعرف أن هناك أمر هام يريد أن يتحدث فيه.. ولم يستمر الصمت طويلا في هذه المرة.. وأنطلق صديقي النجم بالكلام. السينما تسرق الممثل.. تحيطه من كل جانب.. دوامة سريعة والممثل بداخلها يلهث ويدور في أمواجها. وهو يدور ينسي الآخرين. وتدور الخناقات.. وطبعا تعلو الوجوه تكشيرة.. يحاول كل طرف في الخناقة أن تكون تكشيرته أكبر من الآخر.. فقد تعودنا أن من يكشر أكثر يبح الزعل أكثر.. ويسود العبث نوع من الكآبة. واخرج إلي عملي وأنا غير متكامل النفسية.. ولا يفارقني التفكير في الخلاص من الحياة الزوجية.. وعذابها.. وتكشيرتها.. وتسرق عدسات كاميرات السينما وقتي.. وأتلهي بتصوير أفلامي وعملي.. ولكن فجأة تصعيد أمامي صور الزملاء المتزوجين.. وأخبار انفصالهم عن زوجاتهم.. بعد قصص الحب.. وابتعامل الراقي بينهما.. بشكل لا يستطيع أحد تفسير الأسباب الحقيقية.. خصوصا لو كان الزوج ممثلا.. والزوجة متمثلة أيضا.. ولهم أرق وأجمل قصص الحب التي أدت إلي الزواج.. ووجدت نفسي أحتضن تكبره الانفصال.. البغيضة.. وصمت صديقي ونظر إلي وعندما لاحظ تعبيرا علي وجهي يرفض هذه الفكرة.. أسرع يقول وهو يبتسم.. لا تخاف.. فأنا تغلبت علي السينما.. وتصالحت مع أسرتي.. قلت له: كيف؟! قال صديقي: نظرت إلي نفسي في المرآة وأنا بمنزلي قبل نزولي إلي عملي.. فوجدت علي وجهي تكشيرة غريبة.. وهروبا مصطنعا.. ونظرت خلفي فوجدت زوجتي وعلي وجهها نفس التكشيرة الغريبة!! أسرعت إليها.. وأوقفتها إلي جواري أمام المرآة.. وقلت لها.. أنري إلي هذين الشخصين.. هل تعرفينهما؟! إنهم غرباء عنا..هي هما من أحبا بعضهما منذ سنوات؟! هل هما مني وقفا معا في وجه الحياة وصعابها؟!.. هل هما من تحدث عن حبهما الناس؟.. هل هما أنا وأنت حقا؟! وإبتسمت هي.. وإبتسمت أنا.. وإبتسما من بالمرآة.. وعرفنا هما إنهما نحن. وهربت التكشيرة من المرآة.. وعدنا إلي حياتنا الحقيقية التي كنا نسيناها.. بفضل السينما التي سرقتها!! وضحك صديقي النجم.. وقلت له هذا مشهد جديد لمشاعد التصالح العائلي يضاف إلي السينما المصرية.!! ليت المؤلفين يستعيرونه من حياتك ليستفيد منه كل زملائك.. وكل نجوم الفن.. وكل الجمهور الذي يشاهدون النجوم والنجمات علي شاشات السينما في أفلامهم.. لتكون المرآة هي الطريق إلي التصالح العائلي.