بعد لقائي بالتاريخ في رحلة كل عام.. وفي ليل عام رحل.. وعام جديد بدأ طريقه لتسجيل تاريخ حياتنا في عامنا الجديد.. وبعد الزيارة التاريخية مع التاريخ.. أذهب مع نفسي لأهرب الي البحر الرفيق الدائم لوحدتي وأفكاري.. ومع صمت الأمواج وهي تحاول أن يضم بعضها بعضا.. في محاولة اللقاء المستحيل. فأمواج البحر لا تتلاقي مع بعضها.. ولكن لقاءها الوحيد ينتهي دائما عند رمال الشاطئ.. ولكن للأمواج أضواء تتوالي معها ومنها أمامها.. والهدوء الصامت يلف المكان.. ويفسح المجال للتأمل والتفكير..فجأة وجدتها تظهر.. تحملها الأمواج برفق غريب.. بردائها الأبيض.. وابتسامة عريضة علي شفتيها.. وإشراقة وجه تضيء لها الطريق الي الشاطئ.. وجلست بجواري.. تتأملني وهي تنظر الي.. وأنا أنظر إليها ولا كلام.. وللصمت بيننا حوار.. وكلام.. وأنطلقت بعفوية تقول.. أعرف كل ما تريد أن تقوله.. أعرف الأحزان.. أعرف ما تعانيه كفنان.. أعرف أزمات السينما.. هبوط المستوي.. ضرورة الاستمرار.. ضياع حرية الاختيار.. ضغط المنافسة.. حصار التوزيع والإنتاج أعرف تجار السينما.. خنق الإبداع.. أعرف ضرورة أن تدور الكاميرات.. ويعمل الفنيون.. وتفتح بيوت.. وتستمر الحياة.. أعرف مشاكل دور العرض واحتكار بعض النجوم والشركات لأفلامهم وما تعانيه الإستوديوهات.. وهروب السينما الي الشوارع.. والارتفاع المذهل للأجور.. وحرب النجوم.. ومرض النجوم وضياع الوفاء.. وذهاب الحب الي المجهول. وقلت لها مقاطعا لاسترسالها في باقي أحزاني.. تعرفين كل هذا.. وتبتسمين.. أتعرفين كل هذا والأمل ينطلق من عينيك!؟ قالت بهدوء.. ألا يكفي أن تعرف أنكم جميعا تعرفون.. وهذا في حد ذاته بداية أمل.. تعرفون مشاكلكم.. أليست هذه ميزة.. ولا يبقي بعدها إلا الحل!!وساد الصمت بيننا.. مرة أخري.. وهدأت أمواج البحر أكثر وداعبت أطراف فستانها الأبيض بحنان دافئ.. وجاء صوتها عميقا هادئا..أنتم لديكم كل العناصر.. الممثل.. المخرج.. المؤلف الفنيون.. الإستوديوهات.. الكاميرات.. حتي بعض المنتجين.. لا ينقصكم شيء.. لقد سرقتكم المشاكل.. وأخذتكم في دوامتها حتي أصبحتم جزءا منها.. بل أصبحتم أنتم مشكلة!!.. تخلصوا من هذه الدوامة وأخرجوا من حصارها.. واتركوا الذعر والتشاؤم واجمعوا عناصر فنكم وتاريخه الطويل وسخروها معا فيما تريدون.. أنتم أصحاب المشكلة والحل في أيديكم فقط تجمعوا وفكروا بهدوء.. وأبعدوا أي إنقسام بين فنكم السينمائي وفكره الجديد.. أو الغريب.. التقوا مع بعضكم فكرا وفنا كبارا وشبابا.. واصنعوا من تعاونكم شريطا سينمائيا يحطم كل جسور الفراق.. ويقدم كل أفلام النجاح.. أنظرواحولكم لتجدوا كل عناصر النجاح موجودة.. فقط استغلوها في مكانها الصحيح!! ونظرت الي قائلة.. أمازلت تستغرب إشراقتي وابتسامتي.. وأملي..!!ووقفت علي قدميها.. وأخذت تسير في اتجاه مياه البحر.. قلت لها.. الي أين!؟قالت.. أنا معكم.. أنا صديقتك أيها النجم الكبير وأنا فراشة عام2011.. فراشة بيضاء تزورني عند كل أزمة أمر بها.. وأجلس وحيدا.. علي شفتيها إبتسامة.. وفي عينيها أمل.. وعلي وجهها إشراقة نور عام جديد.. تركته معي علي الشاطئ.. وحملتها الأمواج بكل حنان.. لتعود من حيث أتت وعلي موعد باللقاء..!! بقية فراشة العام الجديد..!!