مشروع اقتصادي مهم يساعد علي تنشيط قطاع الصناعات المغذية للسيارات وزيادة دخول العاملين في مجال خدمات النقل الجماعي وتحسين خدمة النقل في القاهرة الكبري وتخفيف حدة الزحام علاوة علي خفض معدل الانبعاثات الضارة من عوادم السيارات القديمة.. كانت هذه أهم الفوائد والمزايا التي يقدمها ويساعد عليها مشروع إحلال التاكسي وفقا لما أعلنه وزير المالية اثناء التوقيع علي بروتوكول المرحلة الثالثة من المشروع لإحلال15 ألف سيارة تاكسي قديمة مر علي تصنيعها أكثر من20 عاما وذلك بعد استفادة نحو41 ألف شخص من مالكي التاكسي الأبيض بأكثر من مليار جنيه حتي الآن وهي قيمة المزايا والدعم المالي الذي تحملته الخزانة العامة منذ بداية المشروع في ابريل2009 وحتي2013 ولكن ماذا عن المرحلتين الأولي والثانية وعن السائقين الذين استبدلوا سياراتهم القديمة بالتاكسي الأبيض علي أمل أن يتبدل الحال بعد التخلص من السيارات المتهالكة والحصول علي أخري حديثة في مقابل تسليم القديمة ودفع الأقساط الشهرية؟ هل يشعرون بقيمة المشروع وفوائده التي أعلنت عنها المالية وفي طريقها لإتمام المرحلة الثانية منه؟ وماذا عن الاحتجاجات المتكررة التي قام بها عدد كبير من سائقي التاكسي الأبيض في العاصمة ضد المشروع.. علامات استفهام عديدة حول هذا الحلم الذي تحول إلي كابوس وفقا لروايات بعضهم. في البداية يقول مجدي جمال حسن سائق تاكسي أبيض أن الأسعار التي دفعها وغيره من سائقي التاكسي الأبيض في المرحلتين الأولي والثانية مبالغ فيها خاصة وانها بالإضافة إلي تسليم السيارة القديمة التي كانت تساوي أضعاف المبالغ التي اشتروها بها. ويضيف قائلا: لم أكن ضد المشروع بل أعي تماما الهدف منه ومحاولة التخلص من السيارات القديمة المتهالكة ولكن كان يمكن أن يتركوا لنا حرية التصرف في هذه السيارات ومحاولة بيعها بسعر أعلي من السعر الذي حددوه لها ويحتفظ بأرقامها ليتوجه بها بعد ذلك للمرور ليحصل علي السيارة الجديدة ويستطيع دفع ثمنها. وبنبرة حزينة تحدث مجدي عن القسط المطلوب سداده هذا الشهر مؤكدا انه لم يدفعه بعد وتساءل كيف أدفع مبلغا لقسط التاكسي وآخر لقسط الشقة إلي جانب المصاريف الأساسية للأسرة ودخلي لا يكفي كل ذلك؟ وقال انه يبذل قصاري جهده ليعمل بكامل طاقته وهو في الخمسين من عمره ليوفر احتياجات أسرته. ويروي تفاصيل استبدال سيارته القديمة قائلا عربيتي كانت عروسة خدوها ب5 آلاف جنيه وخدت مكانها واحدة تعبانة رغم ان شكلها جديد, وانهي حديثه مؤكدا أن غالبية السائقين الذين استبدلوا سياراتهم في المرحلتين الأولي والثانية يعانون نفس معاناته ورغم الشكاوي التي قدمها وغيره للمسئولين وقيامهم بالعديد من الوقفات الاحتجاجية من أجل عرض مطالبهم ولكن لا حياة لمن تنادي! ووصف سيد راشد سائق تاكسي أبيض مشروع احلال التاكسي بالفاشل لأنه استبدل سيارته بأخري أقل مستوي منها وقطع الغيار الخاصة بها غير صالحة مشيرا إلي أنها سيارات لا تتحمل مطبات الشوارع وتحدث بها بعض الأعطال التي تتطلب في كثير من الأحيان احضار ونش لنقلها من مكانها وهو الأمر الذي يكلف السائق مبالغ كبيرة علاوة علي القسط الشهري. ويقول راشد انه يعمل مهندسا في كلية الزراعة إلي جانب عمله لأن التاكسي وحده لا يكفي بل ان ما يخرج منه شهريا يكفي لدفع القسط وجزءا من مصروفات الصيانة مؤكدا انه لو اعتمد علي التاكسي فقط لم يكن ليسدد أي قسط, ويري انه علي الرغم من أن السيارات القديمة كانت متهالكة إلا أنه لم يكن عليهم أي التزامات مالية. وبغضب شديد تحدث عن المرحلة الثالثة من المشروع قائلا لماذا لا تبحث المالية مشاكل السائقين في المرحلتين الأولي والثانية قبل بدء مرحلة جديدة؟ ويوافقه الرأي عم مخلص العيسوي الذي لم تفارق صوته نبرة الغضب الممزوجة بالحزن علي المشروع الذي لا يجد فيه أي فائدة للسائقين, وقال لماذا يتعاملون معنا علي أننا شريحة غير متعلمة تجهل كل شيء لا يمكنها معرفة حقوقها والمطالبة بها؟ وتحدث عن بداية المشروع الاجباري علي حد وصفه حيث كان يلزم كل من مر علي سيارته عشرين عاما وغير مسموح له بالترخيص إلا بعد دخوله مشروع الاحلال, وأكد أنه كان معترضا علي المشروع منذ أيام بطرس غالي بسبب الحالة التي وجد عليها ومعظم السائقين السيارات التي تسلموها بالإضافة إلي تحميل السائق معظم الاعباء المالية الخاصة بالمشروع خاصة وان السيارات القديمة كانت تساوي مبلغ أكبر من التي حصلت بها المالية عليها. ويتساءل مخلص عن رد فعل الحكومات المتتالية التي جاءت بعد الثورة والتي تعاملت بنفس الأسلوب مع الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي قام بها السائقون أمام وزارة المالية مؤكدا انهم مخلوش باب مسئول مخبطوش عليه رغم انه مشروع قومي أو هكذا خدعونا وقالوا. ويري أن الانفلات الأمني بعد الثورة أثر بالسلب علي مصدر رزقهم الوحيد حيث قل عدد التوصيلات التي يمكن لكل سائق القيام بها مع تقليل عدد الساعات خاصة في الفترة التي اختفت فيها قوات الشرطة من الشوارع بالإضافة إلي عدم الذهاب إلي بعض المناطق البعيدة الهادئة التي يصاب فيها بأي مكروه أو يتعرض له فيها البلطجية والخارجون عن القانون لتصبح المحصلة في اليوم الواحد50 جنيها أو ربما أقل علي حد قوله, وتساءل كيف استطيع تدبير قسط السيارة وصيانتها إلي جانب المصروفات الأسرية الأساسية؟ ويؤكد مخلص انه يعلم أن أهداف المشروع جيدة وتنفيذها علي أرض الواقع يؤثر ايجابيا علي حالة مرور العاصمة إلا أن الأزمة المالية التي يشعر بها كل سائق استبدل سيارته يجعله ناقما علي المشروع كله مهما كانت ايجابياته لانه لم يشعر الا بالسلبيات وانهي حديثه بنفس النبرة الحزينة التي بدأ بها قائلا مبقتش قادر أقوم بالتزاماتي ناحية أولادي رغم أننا أصحاب حق! ويقول أسامة إسماعيل المتحدث باسم رابطة التاكسي الأبيض أن الهدف من الوقفات التي قام بها سائقو التاكسي الأبيض هو تنفيذ توصيات مجلس وزارة العدل الخاصة بالمشروع مؤكدا انه مشروع ضبابي دون وجود أساس قانوني لعملية الاحلال أو اتباع أي اقرار أو مناقصة من أجل الوصول للسعر المناسب للسيارات, ويري أن ما حدث يعد اهدارا لملايين الجنيهات في سيارات رديئة الصنع, ووجه حديثه لوزير المالية مؤكدا انه لابد من إعادة الجدولة بعدما تراكمت الديون علي السائقين الذين لا حول لهم ولا قوة. رابط دائم :