رفسنجانيو مشائي و تيار الثورة أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية الايرانية المقرر إجراؤها في14 يونيو المقبل والتي وصفتها وسائل الإعلام الغربية بأنها أهم وأخطر انتخابات قد تعهدها طهران في تاريخها, لأنها ستحدد شكل وطبيعة سياساتها الخارجية خلال المرحلة المقبلة التي ستحدد مصيرها اما بقاؤها في عزلة دولية واستعدادها لحرب نووية أو اللجوء الي لغة الحوار مع الغرب والتوصل الي تسوية تنهي الأزمة المشتعلة منذ سنوات بسبب الملف النووي. من جانبها ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن دخول المرشح أكبر هاشمي رفسنجاني المدعوم الإصلاحيين واسفنديار رحيم مشائي صهر الرئيس الايراني أحمدي نجاد والأوفر حظا في الانتخابات أدي الي تغيير قواعد ويصعب التنبؤ بنتائج السباق الذي من المؤكد أن يشتعل خاصة وان هذين المرشحين لهما ذكريات مريرة في انتخابات..2009 ويري محللون أن فوز رفسنجاني قد يكون صعبا نظرا لأنه تجاوز السبعين من عمره فقد ينصرف الشباب الايراني عن تأييده كما أنه فشل في كسب أصوات المرشحين في الانتخابات الايرانية مرتين علي التوالي, كما أن الكثير يعلم أن ترشحه في الدقائق الأخيرة قد يكون للانتقام من نجاد, ورغم أنه اقوي مرشح للإصلاحيين ويتوافق مع سياساتهم التي تهدف الي مواجهة المخطط الإسلامي الذي يدعم الاصوليين, لكن الرهان عليه لن يكون في محله إلا أن نتائج الجولة الأولي هي التي قد تحدد من سيكون الحصان الأسود في أهم انتخابات تجري في تاريخ إيران منذ3 عقود. لكنهم لم يستبعدوا فوزه, مؤكدين أنه في حال فوزه سيتمكن من إعادة رسم سياسات إيران الخارجية خاصة تجاه الأزمة السورية التي ستجد تجاهلا إيرانيا وسيعمل علي تغيير مساراتها التي يعتبرها البعض غير صحيحة, وقد ينجح في اخراجها من عزلتها السياسية والاقتصادية التي تعيشها منذ أكثر من8 سنوات أي منذ تولي نجاد للحكم, وربما ينجح ايضا في رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها مما يحدث انفراجة حقيقية وهو ما دفع كثير من الإيرانيين أن يسمونه بمشروع المصالحة الوطنية, إلا أن ذلك لن يحدث دون تقديم تنازلات للغرب وهو ما يغير قواعد اللعبة في المنطقة إلا أنه يجلب له كثير من الانتقادات لأنه لم يستفيد من درس الرئيس الخامس للجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد خاتمي الذي عكف علي اقامة علاقات دولية مع الدول الغربية فأظهر حسن النوايا وقدم تنازلات غير محسوبة للقوي الكبري لكنه لم ينعم بالنتائج التي توقعها فلقد استمرت العقوبات لكنه كان قد تراجع عن مشروعه النووي واوقف التخصيب, إلا أن إيران قد لا تقبل أن تعيد الكرة مرة أخري بعدما تحلت الكثير خلال السنوات الماضية. لكن نجاد استوعب الدرس ولجأ الي سيناريو العصا والجزرة في التعامل من الغرب, ورغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد إلايراني والانقسامات السياسية التي عصفت ببلاده الي أنه نجح أن يجعل من إيران دولة قوية لها نفوذ يخشاه الغرب. وهو الأمر الذي دفع الدول الغربية الي اثارة البلبلة داخل إيران منذ أول يوم يتولي فيه نجاد الحكم فتعمدت أن تضغط علي المجتمع المدني وفرضت عقوبات أهلكت الاقتصاد الإيراني وسعت الي شائعات تتهم نجاد بتزوير الانتخابات لاشعال فتنة بين الشعب الإيراني, كما سعت الي النيل من إيران من خلال الالتفاف حولها من الدول المجاورة كالعراق وباكستان. أما مشائي الذي يحظي بدعم نجاد والذي تعهد بمواصلة مسيرته قد يكون هو الحصان الأسود في الانتخابات لأنه قد يحصد جميع الأصوات التي تدعم سياسات نجاد الذي يسيطر علي كثير من مؤسسات الدولة الحيوية كوزارة الداخلية وغيرها, وهو ما قد يسبب صدمة للدول الغربية التي ستجد نفسها امام احمدي نجاد جديد. كما أن تعدد المرشحين وتنوع توجهاتهم قد تساهم في تفتيت أصوات الناخبين وهو ما قد يصب في صالح رفسنجاني أو مشائي, حيث ترشح أيضا سعيد جليلي المفاوض النووي البارز ووزير الخارجية علي أكبر ولايتي. رابط دائم :