يعد المتحف القومي للحضارة المصرية أحد المشروعات الرئيسية التي تتبناها الأممالمتحدة ممثلة في منظمة اليونسكو لذا فهي توليه عناية خاصة ودعما كاملا منذ عام1982 وقد شملت المشروع بأول حملة منظمة في العالم والوحيدة لإنشاء متحفي النوبة بأسوان والحضارة بالقاهرة. وهناك تعاون وثيق بين مصر واليونسكو في التعريف بأهداف المتحف والاستشارات والخبرة في المجالات المختلفة المتعلقة بإنشائه. كذلك الحوار الدائم بين فريق العمل المصري واليونسكو والمستمر حتي افتتاح المتحف رسميا ويكون جاهزا لاستقبال الجماهير. تقدم منظمة اليونسكو لمصر دعما فنيا في جوانب مختلفة من أجل تأسيس المتحف القومي للحضارة المصرية وذلك من خلال فريقها الضخم من المستشارين والفنيين متعددي التخصصات, بالاضافة إلي الخبراء المصريين في مجالات الآثار والعمارة وعمارة المسطحات الخضراء وعلم المتاحف وتصميم المعارض والصيانة والترميم والخدمات التعليمية والظروف البيئية والأمن والتنظيم والإدارة والتوثيق والتدريب. وفي عام1998 تم اختيار ثلاثة وثلاثين فدانا في منطقة الفسطاط لتكون مقرا للمتحف, ثم تم عمل مسح أثري وحفريات بالموقع وقامت منظمة اليونسكو بمراجعة المشروع المعماري والبرنامج المتحفي حيث تم تحديث البرنامج المعماري وكذلك تحديث النظم والتركيبات الفنية. وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي لمشروع المتحف منذ عام2004. ومنذ مارس2010 تم البدء في أعمال المرحلة الثانية والتي تضم تجهيزات وفرش معامل وورش الترميم ومخازن المتحف ومناطق استقبال الآثار والتشطيبات الداخلية لمبني الاستقبال وأعمال تنسيق الموقع العام والعرض المتحفي الداخلي والخارجي. وقد انتهت اللجنة العلمية برئاسة العالم الجليل الدكتور علي رضوان من إعداد سيناريو العرض المتحفي بصورة نهائية لأربعة أقسام رئيسية من المتحف. القسم الأول, هو المعرض الرئيسي للمتحف قلب المتحف والذي يبرز أهم إنجازات الحضارة المصرية في تسلسلها الزمني ويستطيع الزائر من خلال هذا المعرض أن يحصل علي فكرة متكاملة عن الحضارة المصرية وأهم ملامحها الأساسية خلال العصور المختلفة منذ العصور الحجرية حتي العصر المعاصر. ويتناول القسم الثاني بالتحليل والعرض قصة نشأة نهر النيل في مصر وكيف مثل العمود الفقري للحضارة المصرية ووفر لها نعمة الاستقرار والاستمرار وحول الانسان المصري من مجرد جامع للطعام إلي منتج له واستخدم المصريون النيل في الزراعة والصيد والنقل وتعايشوا معا وقامت علي جانبيه ودلتاه أعظم حضارات العالم وأقدمها والتي مازالت مستمرة إلي الآن, وكذلك التعرف علي قصة تحول النيل من آن لآخر وفروعه التي جفت والتي أصبحت فرعين اثنين بدلا من سبعة أفرع بداية من إنشاء الخزانات والسدود لاتقاء شر فيضان النيل وصولا إلي السد العالي. ويتناول القسم الثالث قاعة المومياوات الملكية وتمثل منطقة عرض لب متحف الحضارة وأهم ما ينفرد به هذا المتحف حيث يستطيع فيها الزائر أن يحدد موعدا للقاء ملوك وملكات مصر الذين طالما ترددت أسماؤهم علي مسامع العالم منذ قديم الأزل وحتي الآن كما تتلخص فكرة العرض في تقديمهم بما يليق ومكانتهم السامية بعيدا عن عرضهم كمومياوات وهي فكرة لا تليق أبدا بمكانتهم كذلك فإن صالات العرض مجهزة ومصممة بفكرة وبإيحاء فرعوني مصري يؤهل الزائر ويمهد له السبيل نحو التعايش لفترة من الوقت مع نفس الروح القديمة في الريادة. يتناول القسم الرابع قصة عاصمة مصر القاهرة ويتناول مراحلها التاريخية والآثار التي عثر عليها فيها منذ العصور القديمة وحتي العصر المعاصر. وتم انتهاء سيناريو باقي الأقسام وهي: الكتابة والعلوم, والدولة والمجتمع, والثقافة المادية, والعقائد والفكر. ويحتاج المتحف الآن إلي تضافر الجهود لإنجازه حيث يعد مشروعا قوميا لمصر يحكي قصة الحضارة فيها منذ أقدم العصور وحتي الآن. رابط دائم :