بت أنزعج بشدة من أي تصريحات أمريكية تتعلق بالمسلمين. فباستثناء تصريحات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ذلك الموتور الذي حكم الولاياتالمتحدة وفقا لانتخابات مشكوك في نتائجها بأن الحرب علي أفغانستان هي حرب صليبية جديدة يحرص الرؤساء والمسئولون الأمريكيون علي التزام أعلي درجات الحذر في تصريحاتهم الرسمية فيما يتعلق بالأديان فلا يبدي أي منهم انحيازا مع أوضد ديانة بعينها, مراعاة لمبدأ حرية الاعتقاد. ومع ذلك لا يتورع الأمريكيون عن وصف المسلمين بالإرهابيين, والمسارعة إلي إلقاء الاتهامات عليهم في أي تفجير يقع داخل حدودها أو يستهدف مصالحها الحيوية في الخارج, وأصبح تنظيم القاعدة في الخطاب الأمريكي الرسمي والإعلامي هوعنوان المسلمين بلا تمييز. المسلمون وحدهم دون غيرهم نزلاء معتقل جوانتاناموالرهيب.. وهو معتقل أمريكي. ضحايا المسلمين بالملايين علي أيدي مشاة البحرية الأمريكية, في العراق أربعة ملايين ونصف المليون قبل الاحتلال وخلاله وبعده, ومليون أفغاني, ومليونيا فلسطيني علي مدي65 عاما بأسلحة وذخائر أمريكية للكيان الصهيوني, وفي اليمن والصومال. اليوم تعبر الولاياتالمتحدة عن انزعاجها الشديد من ارتفاع وتيرة العنف والكراهية ضد المسلمين في سريلانكا, وتحذر من أن مثل هذه المشاعر ينبغي ألا يسمح لها بالتفاقم, مشيرة لتصاعد الهجمات وحملات خطابات الكراهية, وتشويه السمعة علي الشركات المملوكة للمسلمين ومساجدهم من قبل جماعات قومية سنهالية وبوذية. الموقف الأمريكي يبدو منصفا للمسلمين السريلانكيين ولكن.. ماذا فعلت تجاه مسلمي ميانمار ومالي وسوريا؟ واشنطن لا تفعل شيئا تجاه اضطهاد المسلمين سوي القلق, أوالإسهام من جانبها في اضطهادهم, وقلقها إزاء مسلمي سريلانكا الذين يشكلون9% من تعداد البلد البالغ عدد سكانه20 مليونا يبدو مفتعلا إما لوضع إطار حول فتنة طائفية مفترضة هناك سيذهب مزيد من المسلمين ضحية لها لتأجيجها, أو للفت أنظار المسلمين في العالم إلي أقلية مضطهدة لتقوية صورتها كدولة معارضة لاضطهاد الأقليات بشكل عام. أمريكا رصدت تقاعس الشرطة السريلانكية عن ملاحقة الجناة البوذيين وبينهم رهبان والسنهاليين المتورطين في أعمال العنف ضد المسلمين وهو ما دفعها للاشتباه في دعم الحكومة السريلانكية لها, وهو ما نفته كولومبو بشدة. فماذا فعلت هي إزاء مشاعرالكراهية ضد المسلمين الأمريكيين؟ لا أحد يقلل من شأن ما يتعرض له المسلمون في سريلانكا علي أيدي القوات شبه العسكرية الحكومية ومتمردي نمور التاميل من اعتقال وتعذيب واختفاء وتهديدات بالقتل, غير أن القلق الأمريكي بشأنها يطرح تساؤلا عما وراءه. [email protected] رابط دائم :