لم يكن للزاوية الحمراء تاريخ عريق مثل الأحياء التاريخية المنتشرة في ربوع القاهرة سوي أنها كانت أرضا زراعية مملوكة لإحد الأميرات,ذاع صيتها في أوائل الثمانينيات وتناقلت الصحف ووكالات الأنباء العالمية أخبارها عندما شهدت أحداث الفتنة الطائفية التي جرت فيها بين المسلمين والمسيحيين. ترجع تسمية الحي,الذي يقع شمال محافظة القاهرة, إلي زاوية مسجد كانت تقع بالقرب من شارع بورسعيد بجوار شادر السمك والذي نقل في التسعينيات إلي سوق العبور مطلية باللون الأحمر الداكن لذلك أطلق عليها هذا الاسم. عندما تدخل حي الزاوية الحمراء,الذي أصبح حيا رسميا مستقلا عام1998 بعد فصله عن حي شبرا ثم عن حي الشرابية لاستيعاب سكان عشش الترجمان وبولاق ونقلهم للإقامة الدائمة في مساكن الزاوية تشعر أنك في عش الدبابير, فالحي الذي تبلغ مساحته نحو4,6 كيلو متر مربع يسكن فيه أكثر من350 ألف نسمة من بينهم11 ألفا و500بلطجي ومسجل خطر طبقا لسجلات قسم الشرطة بخلاف الأعداد التي وجدت في الحي بعد ثورة25 يناير2011 ولم يتم حصرها حتي الآن والتي يؤكد البعض أنها تفوق الأعداد المسجلة في الدفاتر الرسمية بكثير التي وجدت في الحي بعد ثورة25 يناير2011 ولم يتم حصرها حتي الآن والتي يؤكد البعض أنها تفوق الأعداد المسجلة في الدفاتر الرسمية بكثير. حي غير مستقر في البداية يقول أحمد عبد اللطيف إبراهيم41 سنة مدرس ثانوي ان حي الزواية الحمراء من الأحياء الشعبية غير المستقرة أمنيا لوجود عدد كبير من البلطجية ضمن سكانه زاد عددهم بعد الثورة لأكثر من30 ألف مسجل,ولذلك يقال إن الزواية بها واحد من كل عشرة أفراد مسجل خطر ولهذا فدائما تحدث لدينا مشكلات علي كل شكل ولون من سرقة بالإكراه وخطف أطفال وسرقة سيارات ملاكي وأجرة من أصحابها في وضح النهار وذلك في غياب تام لدور الشرطة في تأمين المواطنين. وقال إن معظم السكان يسمعون طلقات الرصاص الحي والخرطوش يوميا في جميع الأوقات وخاصة في الليل, لافتا الي ان استخدام الشوم والعصي في المشاجرات اختفت لتحل محلها جميع الأسلحة النارية والبيضاء. تعدد الجريمة ويؤكد هريدي السيد(37 سنة) موظف أن الزاوية يطلق عليها مدينة الجريمة حيث تشهد ارتكاب كل الجرائم التي نسمع عنها من قتل واغتصاب ودعارة وسرقة بالإكراه وسطو مسلح وأعمال عنف وبلطجة بسبب انتشار تجارة الحشيش والبانجو والأقراص المخدرة بين عدد لا بأس به من الاهالي بشكل كبير لارتفاع نسبة الامية وانتشار المقاهي الورش واشتغال عدد كبير من السكان بالأعمال الحرفية من حدادة ونجارة ونقاشة وسمكرة سيارات وأعمال الدوكو فضلا عن قيام بعض الساقطات والمسجلين بتكوين شبكات لممارسة الأعمال المنافية للآداب. وأشار إلي أن مستشفي الزاوية بحاجة إلي نظرة من المسئولين بوزارة الصحة لتعرض المبني الرئيسي للانهيار وضعف مستوي وحدة الغسيل الكلوي الصناعي, مؤكدا أن منطقتي الزاوية الحمراء والشرابية يتخطي عدد السكان فيهما أكثر من مليون فرد, يخدم المنطقتين مستشفي واحد وهو الزاوية الذي لايليق ان يكون في قرية. القمامة أمام قسم الشرطة ويقول عثمان نصار45 سنة بائع متجول أن القمامة من الأشياء المنتشرة في كل مكان بالمدينة وبخاصة عند بوابات المدارس حيث يوجد مقلب قمامة عند مدرسة البشير الإعدادية وكذلك عند المدرسة الأزهرية لعدم وجود شركة متخصصة في جمع القمامة تابعة للحي الذي توجد علي بعد خطوات من قسم الشرطة وكأن الناس تتحدي الحكومة لعدم توافر صناديق للقمامة في الشوارع. برك الصرف ويري بخيت عبد الملاك36 سنة سائق أنالعديد من الشوارع في القصيرين والمساكن وخلف مصنع العلف وبين بعض بلوكات مساكن الضباط المواجهة للحي تغرق في برك من مياه الصرف الصحي بسبب الطفح المستمر للمجاري لضعف شبكة الصرف الحالية التي لاتعمل بكفاءة لافتقادها للصيانة المستمرة. وقال أن الحي يتقاعس عن شفط المياه المتراكمة في الشوارع مما تسبب في نشر الحشرات الضارة والأمراض الجلدية وخاصة بين الأطفال,مؤكدا أن حي الزاوية سقط تماما من ذاكرة المسئولين لأنه حي شعبي يسكن فيه الغلابة والبسطاء. تجارة المخدرات ويقول فاروق ياسين53 سنة موجه أعدادي إن الزاوية بها تضم بؤر إجرامية تعمل في تجارة المخدرات وترويج البرشام المخدر وخاصة الترامادول الموجود بوفرة في الأسواق بعد استيراده من الصين,حيث يوجد تجار جملة وقطاعي في شوارع سلامة عفيفي ومنشية الجمل واحمد حشاد وترعة الدكر وبعض الشوارع الرئيسية الأخري مستغلين الأطفال حديثي السن الذين يخرجون مبكرا من المدارس وأطفال الشوارع الهاربين من أسرهم في ترويجها علي المدمنين الذين ينتشرون علي المقاهي. ورش تصنيع السلاح وأوضح أنه يوجد في الزاوية أيضا ورش تحت السلم في بيوت الاهالي وفي شقق صغيرة بالمساكن وعزبة أبو ليلة وأرض الجنينة لتصنيع الأسلحة علي مختلف أنواعها من أسلحة بيضاء تشمل السنج والمطاوي والخناجر والسيوف والأسلحة النارية وخاصة الخرطوش. ويؤكد محمد عبد اللاه32 سنة أن عددا من المسجلين الخطرين يتخدون من مصنع العلف الذي أغلق منذ أكثر من15 سنة مكانا للإقامة لبيع السلاح والمخدرات وترويع المواطنين ليلا وترويعهم والحصول علي أموالهم ومتعلقاتهم الشخصية بالقوة مستغلين غياب الأمن وخشيتهم مداهمة المصنع. وأضاف أن المخالفات في الزاوية كبيرة جدا أهمها قيام سكان المساكن ببناء غرف إضافية مستغلين المساحات الموجودة أمام البلوكات في توسيع الشقق ببناء غرفتين اضافيتين لتصبح الشقة أربع غرف,فضلا عن بناء بلكونات مطلة علي الشارع بالمخالفة أيضا, مما أدي إلي تشويه المنظر العام حيث أستغل سكان هذه المساكن الانفلات الامني في ارتكاب المخالفات. ويقول سمير أحمد47 مقاول إن الزاوية كأي منطقة عشوائية في القاهرة ينتشر فيها كل شئ,بسبب طبيعة الحي الذي يوجد فيه عدد كبير من الخارجين عن القانون والهاربين من السجون وبعد الثورة. ويؤكد مرسي عطية29 سنة أعمال حرة إن سكان الزاوية يخشون علي أولادهم من الخطف الذي انتشر في الآونة الأخيرة وخاصة بعد دخول أشخاص غير معروفين للأمن عالم الجريمة, جاءوا من مناطق مختلفة واتخذوا من الزاوية مكانا لارتكاب جرائمهم. وقال إن انتشار الباعة ا لجائلين في الشوارع يعوق حركة المرور حيث لم تستطع رئاسة الحي إيجاد حل لهذه المشكلة بإنشاء أسواق صحية. مدير المستشفي عندما تدخل الي مستشفي الزاوية الحمراء تجد زحاما من المرضي, بعضهم يقف في طوابير للحصول علي العلاج وبعضهم يقف لدفع قيمة تذكرة الكشف والبعض الأخر يجلس علي الكراسي القريبة من باب دخول المستشفي ورغم هذا العدد فلا تسمع أصوات عالية مما يشعرك بوجود حركة مثالية في المستشفي, ولكن عندما تهم بالدخول إلي المبني الرئيسي الذي تراه شامخا من الخارج تجد الحياة متوقفة تماما وغرفه خاوية من المرضي والأسرة يكسوها التراب باستثناء وحدة غسيل الكلي الصناعية. غلق المبني يقول الدكتور فريد الفلاح مدير مستشفي الزاوية الحمراء إن المستشفي يخدم أهالي الزاوية والشرابية لعدم وجود مستشفي حكومي أخر في المنطقتين.. ويعمل بها نحو400 طبيب وموظف ويتردد عليها يوميا آلاف المواطنين لتلقي العلاج, مشيرا إلي ان المبني الداخلي الذي يضم145 سريرا لإقامة المرضي تم غلقه بعد ظهور شروخ وتصدعات إذ أصبح مهددا بالانهيار في أي لحظة ولذلك لا توجد أسرة داخلية لاستقبال المرضي. وأضاف إنه اضطر لعمل حل مؤقت بنقل الموظفين من مكاتبهم إلي ممرات المستشفي لتوفير نحو15 سريرا حتي يستمر العمل بالمستشفي انتظارا لما ستقوم به هيئة الشئون الصحية بوزارة الصحة بعد التقرير الذي رفعته اللجنة التي فحصت المبني من وحدة بحوث الإسكان التابعة لمحافظة القاهرة والتي أوصت بضرورة ترميمه. وأشار إلي ان وحدة الغسيل الكلوي التي تستقبل نحو52 مريضا وجدنا من الصعب غلقها حرصا علي أرواحهم رغم أنها توجد في الدور الأرضي للمبني لكن فضلنا وجودها في الخدمة علي مسئوليتنا, موضحا إن غلق المستشفي بالضبة والمفتاح أمر سهل جدا ولكن اعادة فتحه صعب للغاية ولذلك يغزل العاملون ب رجل حمار من أجل تقديم رعاية صحية للمرضي علي قدر المستطاع. حملنا مشكلات وهموم المواطنين إلي اللواء عزمي علي السيد رئيس حي الزاوية الحمراء الذي تولي المهمة في الخامس من سبتمبر عام2011 حيث أكد إمكانية حل أي مشكلة باستثناء مشكلتين حلهما في يد الحكومة وهما مخالفات المباني والإشغالات. وقال إن هناك تجاوزات يتعامل معها الحي بشكل مباشر, ولكن هناك اشغالات يقوم بها مجموعة من البلطجية مثل بناء كشك في الشارع وعندما يتم الحديث معهم لازالتها نجد تهديدات علي كل شكل ولون ويكون الرد أعمل كشك في الشارع أحسن ما أتاجر في الممنوعات أو النسوان. وأضاف انه لابد أن من عودة الدولة قوية كما كانت من قبل بحيث يمكن محاسبة المخطيء حتي يكون هناك ردع ونقضي علي المخالفة من جذورها, لأن دور شرطة المرافق حاليا الطبطبة علي الناس, مشيرا إلي أن المخالفات والإشغالات والتجاوزات تشهد بأن المخالفين يعملون لمصالحهم الشخصية من أول قيادات جبهة الإنقاذ مرورا بفئة المنتفعين الذين لا يريدون للدولة السلامة ويسعون لاستمرار الفوضي لتحقيق أغراضهم. وأشار إلي ان الحي لا يعاني من مشكلة في الخبز لوجود56 مخبزا تابعا للأهالي بالاضافة إلي مخبز أخر ملك شركة مخابز القاهرة الكبري الذي يشهد زحاما من أبناء الحي نظرا لأن منتجها جيد للغاية, فضلا عن القضاء علي مشكلة الأنابيب في جميع مناطق الحي بتوزيع2760 أنبوبة يوميا علي46 شابا من شباب الخريجين بواقع60 أنبوبة لكل شاب بسعر2,5 جنيه. مخالفات بالجملة وأوضح أن حي الزاوية شهد ارتكاب خمسة آلاف مخالفة مبان لم يتم إزالة أي مخالفة منها حتي الان لعدم وجود قوات أمن تحمي تنفيذ قرارات الإزالة الموجودة في الأدراج والبالغ عددها نحو1200 قرار, مؤكدا إن الزاوية الحمراء يقطن بها نحو11 ألفا وخمسمائة بلطجي ومسجل خطر طبقا لما هو وارد من قسم الشرطة ومسجل في دفاتره بخلاف البلطجية والحرامية من الأطفال صغار السن والشباب الذين يوجدون في الحي بعد الثورة ولم يتم تسجيلهم في الدفاتر الرسمية للقسم حتي الآن. أما عن مشكلة الباعة الجائلين فقال إنه علي مدار18 شهرا هي مدة رئاسته للحي جف حلقه للتغلب عليها حيث يوجد أربعة أسواق مطلوب رفع كفاءتها والتي أنشئت خلال الفترة من85 وحتي95 وهي طلخا ومنشية الجمل وأحمد خليل ومدينة النور, لافتا إلي انه حصل علي موافقة المحافظة علي انشاء سوق بجوار المخبز الآلي خلال الفترة المقبلة لتسكين باعة سوق أحمد خليل فيه. وقال إن التعامل مع المواطنين في حي الزاوية يحتاج إلي حنكة وإدارة من نوع خاص لأن فيهم تجار المخدرات والسلاح والدعارة والبلطجة, حيث تمكنت الشرطة منذ عدة أيام من ضبط مصنع لتصنيع سلاح الخرطوش, كاشفا عن قيام الحي بحل مشكلة الإنارة في الشوارع الرئيسية والفرعية رغم عدم وجود برج للإنارة, الصرف مشكلة ويعترف رئيس الحي بوجود مشكلة في الصرف الصحي, لأن الحي بالكامل أقيم علي أراض زراعية, فضلا عن عدم وجود مخطط في تنفيذ مشروع الصرف من البداية والذي يوجد علي غرف يحدث بها انسداد مستمر بين الغرف وبعضها البعض, موضحا عدم وجود مكان للتوك توك في الزاوية لأن البلطجية يعتبرون تجارة الحشيش والنساء أفضل بكثير من العمل علي التوك توك. رابط دائم :