خلال الأيام القادمة, سوف نستمع كثيرا إلي تلك العبارة, التي هي معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية, فالعالم يبدو وكأنه قد وقف علي قدميه, استعدادا لبدء مؤتمر المراجعة الخاص بها علي الرغم من أن كل مؤتمرات المراجعة السابقة لها, منذ عام1975, تقيم في العادة علي أنها قد فشلت, باستثناء مؤتمر عام1990, الذي حقق إنجازا, بعد أن كان قد وضح للجميع أن الاتحاد السوفيتي قد انهار, وأن الحرب الباردة قد انتهت, ووقتها تصور البعض أن' نزع السلاح النووي' قادم, قبل أن يفاجأ العالم بأكبر سلسلة من الضربات التي يمكن أن توجه لمعاهدة ما علي الإطلاق, ابتداء من عام1991, لدرجة قرر معها كثيرون أن نظام منع الانتشار النووي قد انهار. هذه المرة, يأتي اجتماع المراجعة الدولية للمعاهدة في ظل ظروف مثيرة, لايمكن معها توقع ماإذا كان المؤتمر سوف ينجح أو يفشل, أو ماهي معايير النجاح والفشل التي يمكن الاستناد عليها أصلا؟ فالدول الكبري تري أن نجاح المعاهدة يمكن أن يتم إذا تم تقييد نشاطات الدول التي يمكن أن تحوز ما يعتبر مواد مزدوجة الاستخدام, وإذا تم فرض البروتوكول الإضافي ضمن اتفاقيات الضمانات الملحقة بالمعاهدة, وإذا تم منع الدول المنضمة للمعاهدة من الانسحاب منها, علي الرغم من أنها تتيح لها ذلك. علي الجانب الآخر, تعتبر كثير من الدول الصاعدة في العالم, أن تمكن الدول الرئيسية من فرض مثل تلك الأجندة سوف يمثل فشلا لجوهر المعاهدة, فالدول لم تدخل أيها طواعية لكي يتم حبسها داخلها, وبالنسبة لها فإن معيار النجاح هو أن يتم التحرك في اتجاه نزع السلاح النووي الذي تمتلكه القوي المسلحة بها, وأن تصبح المعاهدة عالمية بحيث تنضم لها كل الأطراف الدولية, أو تعاقب علي عدم القيام بذلك, ثم أن تساهم المعاهدة في إخلاء مناطقها من الأسلحة النووية, وكذلك دعم برامجها النووية, وليس تقييدها. إضافة إلي كل ذلك, يبدو أن المسألة سوف تتجاوز هذه المرة كل الحدود الخاصة بعدم تسييس المشكلات النووية فوق الحدود العادية المفهومة لها, فسوف تثار ضجة شديدةجاوز مراجعة المعاهدة إلي المشاكل التي ارتبطت بها في الفترة الماضية, سواء كان الأمر يتعلق بإيران أو كوريا الشمالية أو حتي سوريا, وسوف يحاول البعض أن يدفع في اتجاه إرساء مبادئ أو تفاهمات ترتبط بما سيتم تصويره علي أنه ضروري للتعامل مع حالة أو أخري, وبالتالي قد يصاب الإنسان بالدهشة في نهاية الأمر, إذا وضح أن مؤتمر المراجعة سوف ينجح. [email protected]