قال محافظ الأقصر د.عزت سعد إن الهدف الرئيسي لمهرجان الاقصر للسينما الافريقية هو هدف سياسي ومحاولة لاستغلال الفن باعتباره من القوي الناعمة لمصر في تنشيط المبادلات الثقافية مع الدول الافريقية خاصة دول حوض النيل التي نجلد انفسنا الان علي اهمالنا لها الذي تسبب في ازمة كبري لمصر وصراع علي مياة النيل. واشار خلال لقائه امس بالصحفيين والاعلاميين علي هامش مهرجان الاقصر للسينما الافريقية الي أن هذا الهدف كان علي رأس اولويات د.عماد ابو غازي وزير الثقافة السابق عندما ساند المهرجان في بدايته العام الماضي, اما الهدف الثانوي للمهرجان فهو تنشيط السياحة وتقديم رسالة للعالم الخارجي تؤكد انه علي الرغم من الاحداث والاضطرابات التي تشهدها القاهرة الا ان الاقصر مازالت مدينة سياحية هادئة تنتظر زوارها, والدليل انها تستضيف مهرجانات سينمائية من هذا النوع ويساهم ضيوف المهرجان من الاجانب في التاكيد علي هذه الصورة ودعم الاقصر للخروج من ازمتها والعودة لنشاطها السياحي. واضاف أن الاقصر تعاني بشكل كبير بسبب غياب السياحة حيث أن اغلب سكانها يعتمد عملهم علي السياحة وقد حاول البحث عن حل لهذه المشكلة بخلق فرص عمل مختلفة ومشاريع بعيدة عن السياحة نوعا ما, الي جانب مساعدة مستأجري البازارات بخصم جزء من الايجار لتخفيف العبء عنهم. وقال أن المدينة تمتلك قاعتين للعرض السينمائي الان لاستضافة افلام المهرجان الاولي في مركز المؤتمرات والثانية في قصر الثقافة, ويجري حاليا بحث انشاء مول كبير في مدينة طيبة الاستثمارية الجديدة علي ان يضم قاعات سينما, مضيفا ان بعض الافلام تعرض في مناطق شعبية مثل ساحة البعيرات وغيرها لجذب جمهور الاقصر للتفاعل مع المهرجان. واشار د.عزت الي أن دعم مهرجان الاقصر للسينما الافريقية يزيد عن مهرجان السينما الاوروبية بقليل مع الوضع في الاعتبار الهدف السياسي لمهرجان السينما الافريقية, الي جانب ان هناك فارق بين الاثنين وطريقة تنظيمهما, مضيفا انه ظل يسدد في مديونية مهرجان السينما الاوروبية حتي الشهر الماضي, حيث أن منظمي السينما الاوروبية لديهم حسن نية واعتقدوا ان الدعم سيأتيهم من الاتحاد الاوروبي الذي اكتفي بتقديم مبلغ لا يتعدي10 الاف يورو وقدمت وزارة الثقافة والسياحة جزء كبير من الدعم لهم. واكد أنه بعد الانتهاء من الدورة الحالية للمهرجان سيجتمع برئيس المهرجان سيد فؤاد وعدد من القائمين عليه وبحث كيفية تحويله الي مؤسسة قائمة بذاتها للحفاظ علي استمراريته وحشد الدعم له من مؤسسات المجتمع المدني والرعاة من رجال الاعمال حتي يخرج من المنظور الرسمي والحكومي ويجد لنفسه وسائل دعم بديلة عن الدولة ممثلة في الوزارات المختلفة سواء الثقافة او السياحة, ومن السهل تحقيق ذلك بالتعاون مع رجال الاعمال والشركات التي لها علاقات ومشاريع في افريقيا, مشيرا الي أن غياب الوزراء عن حفل الافتتاح هو امر محبط جدا وتجاهل لقيمة حدث ثقافي مثل هذا. بينما اكد سيد فؤاد رئيس المهرجان إلي انه اذا لم يستطع الوصول لحل لازمة المهرجان المالية خلال شهرين من تاريخ انتهاء الدورة الحالية فسيتخذ القرار بالغاءه تماما, نظرا لما عاناه هو وفريق عمل المهرجان علي مدار عام كامل لاقامة هذه الدورة وكانهم يتسولون الدعم من الدولة, لذلك قرر التوجه للمجتمع المدني رغم ان وزارة الثقافة عليها دعم الثقافة بنوعيها سواء المستقلة او الرسمية. واضاف أن الفنان خالد صالح بادر لدعم المهرجان لانقاذه من ازمته, بينما قدم رجل الاعمال حسن راتب دعم محدود يتمثل في حفل العشاء في ختام المهرجان وسيظل المهرجان يعاني من عجز في الميزانية يقدر بربع مليون جنية بعد انتهاء هذه الدورة, مشيرا إلي انه يلقي باللوم علي المثقفين والفنانين ايضا لانهم من المفترض ان يدعموا الثقافة والفن ايضا لان الدولة اصبحت عاجزة عن كل شيء.