بعد تأجيله من شهر فبراير لشهر مارس المقبل بسبب المهرجان الافريقي فيسباكو وللأحداث المتصاعدة التي تشهدها البلاد حاليا تستعد إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية لتنظيم دورته الثانية لدعم العلاقات المصرية بدول افريقيا وفي هذا الحوار يتحدث سيد فؤاد رئيس المهرجان عن دوره وأزمة الميزانية التي قد تتسبب في تخفيض دعم المهرجان * هل يعاني مهرجان الاقصر للسينما الإفريقية من ازمة مالية؟ لدينا مشكلة لكننا نبحث طرقا أخري لحلها, حيث أن الأزمة المالية التي تعاني منها مصر كلها ونقص السيولة في وزارة الثقافة تسبب في تأخر الميزانية, إلي جانب أنه تمت إضافة بعض الاقسام الجديدة للمهرجان هذا العام ومن الواضح أن الميزانية ستظل كما هي وربما تكون أقل من العام الماضي. * ما ميزانية المهرجان؟ وما أوجه انفاقها؟ ** الميزانية تزيد قليلا علي3 ملايين جنيه وهي تعتبر ميزانية ضئيلة في رأيي بالنسبة لميزانيات المهرجانات العالمية,50% منها عبارة عن سيولة نقدية من وزارة الثقافة حوالي المليون ونصف المليون جنيه وجزء بسيط من وزارة الخارجية والجزء الثاني عيني عبارة عن خدمات لصالح المهرجان من الخارجية والسياحة, ولكن المفارقة هي انها ميزانية وهمية في رأيي تعود مرة اخري لمؤسسات الدولة وللسياحة بوجه خاص سواء بطريق مباشر او غير مباشر, من خلال استخدامها في إقامة ضيوف المهرجان بفنادق الأقصر وفي المطاعم والاماكن السياحية, وأيضا في حجز تذاكر مصر للطيران, وبعد عودتهم لبلادهم يكونون سفراء لمصر, وباقي الميزانية ينفق علي الجزء الخاص بالترجمة والأجور للعاملين في إدارة المهرجان,ومطبوعات المهرجان تنفذ في الهيئة المصرية العامة للكتاب وبالتالي يكون جزء من المال قد عاد لوزارة الثقافة عن طريق هيئة الكتاب, والعائد مهول فعندما نقول ان السياحة ارتفعت من16 الي28% في فترة المهرجان العام الماضي فهو عائد اكبر من الميزانية عشر مرات علي الأقل, الي جانب أن اقامة المهرجانات تعبر للعالم عن استقرار مصر وهو مايعود علي الاقتصاد ايضا بالفائدة ويجذب المستثمرين. * ماقيمة الدعم الذي وفرته وزارة الثقافة حتي الان للمهرجان؟ قدمت وزارة الثقافة لنا دفعة أولي من الدعم تقدر ب200 الف جنيه, ومن الواضح أنه سيكون من الصعب الحصول علي نفس قيمة الدعم الذي حصلنا عليه في العام الماضي بسبب ازمة السيولة في الوزارة لكن المهندس محمد ابو سعدة رئيس قطاع مكتب وزيرالثقافة وعد بدعم المهرجان وتوفير احتياجاته في اقرب وقت. * ماذا ستفعل إدارة المهرجان للتغلب علي مشكلة زيادة الفعاليات وتخفيض الدعم؟ ** سنحاول التغلب عليها ببعض الحيل في جدول العروض من خلال تخفيض عدد أيام استضافة المشاركين في المهرجان ليوم واحد او يومين فقط بالتزامن مع مواعيد عرض افلامهم, رغم ان هذه الطريقة في رأيي ستضعف نوعا ما من التواصل بين صناع الأفلام وهو احد اهداف المهرجان ولكن ما باليد حيلة * ما الدعم المقدم من وزارة السياحة ووزارة الخارجية للمهرجان؟ ** وزارة السياحة تقدم لنا خدمات عينية تعادل مليون جنيه ولا تقدم مبالغ مالية, منها استضافة بعض المشاركين او توفير تذاكر للطيران,ورعاية حفلي الافتتاح والختام, وجزء من الجوائز المالية,لكن الوزارة وافقت علي نصف هذا المبلغ فقط هذا العام, ووزير السياحة يحاول بحث الأمر مرة أخري, ودعمنا بشتي الطرق لانه يعي دور المهرجان والعائد منه لصالح السياحة المصرية والدليل ماتحقق في العام الماضي من نجاح, ومن جانب اخر كان من المفترض أن نحصل علي200 ألف جنيه من وزارة الخارجية, التي اعلنت عدم توافر المال لديها هذا العام لدعمنا, لكننا نتلقي من الوزارة احيانا دعما لوجيستيا يتمثل في المساعدة في ادخال الافلام المشاركة في الحقيبة الدبلوماسية الي جانب الدعم المعنوي ايمانا من القائمين عليها بالدور الذي يلعبه المهرجان في خدمة العلاقات الخارجية مع دول افريقيا, ومحافظ الاقصر ايضا حريص علي تقديم خدمات عينية مثل توفير وسائل الانتقالات الداخلية في المدينة وبعض الإقامة الخاصة بالاعلاميين في المهرجان. * وهل هناك تواصل حقيقي بين المهرجان وجمهور الصعيد في مدينة الاقصر؟ ** الوجود في الاقصر جزء مهم من أهداف المهرجان للعمل في جنوب مصر علي أرض خصبة لجمهور لم يشاهد السينما بشكل كاف, ويحتاج للوعي والخيال والمتعة التي تمنحها لنا السينما, ودورة العام الماضي كانت بداية لتعريف الجمهور الجنوبي علي عالم السينما ساعدنا علي تنميتها مهرجان السينما الاوروبية الذي عقد ايضا في الاقصر, وسنحاول أن نذهب للجمهور بأنفسنا في هذه الدورة حيث سيقام حفل الافتتاح في شوارع وحارات الاقصر ليشعر المجتمع بوجود حدث علي أرضه, بالاضافة الي حرصنا علي توزيع تذاكر للفعاليات في الجامعات والمدارس. * ماسبب الخلاف بين وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني علي دعم المهرجانات؟ ** أعضاء مجلس الإدارة السابق للمركز القومي للسينما ود.عماد ابو غازي وزير الثقافة السابق وضعوا لائحة لتنظيم المهرجانات, وكان من بينهم أساتذة في هذا المجال مثل ماريان خوري ومحمد حفظي وسمير فريد ويسري نصر الله, وهي لائحة جديدة لم يستطع البعض تطبيقها وبالتالي واجهوا مشكلة كبيرة في توفير الميزانيات حيث أن اللائحة تقول ان وزارة الثقافة تدعم المهرجان بنسبة50% وباقي الميزانية من خارج الوزارة وهي الأزمة التي وقع فيها مهرجان السينما الأوروبية علي سبيل المثال حيث لم يستطع توفير باقي الميزانية من خارج الوزارة مما دعا القائمين علي وزارة الثقافة الي رفض تقديم الدعم ال50% وحدث خلاف حول نص اللائحة نفسها وكيفية تطبيقها لكننا في مهرجان الأقصر نستطيع تطبيق هذه اللائحة بالتعاون مع وزارات اخري ولكن وزارة الثقافة هي صاحبة الاختصاص وعليها دعم الثقافة المستقلة والرسمية بالتساوي. رابط دائم :