تواجه الإسماعيلية مشكلة خطيرة في ارتفاع منسوب المياه داخل الأراضي الزراعية وذلك بسبب الري بالغمر الذي يؤدي لخسائر مادية لاحصر لها ويهدر حصص المياه التي يصعب توفيرها في الوقت الحالي بعد دخول البلاد في نطاق الندرة المائية والأمر يتطلب سرعة اللجوء لتطبيق النظم الحديثة في عمليات الري بالتنقيط للخروج من المشاكل التي يعاني منها المزارعون وحتي نقف علي هذا الوضع من كل جوانبه التقينا شرائح مختلفة من العاملين في مجال الزراعة. يقول محمود إمام مزارع مقيم بقرية المحسمة القديمة إن المياه الجوفية تنتشر في الكثير من الأراضي الزراعية ولم نجد لها علاجا حتي الآن والمفترض أن يكون بين يدي المسئولين عن الدولة الذين يمتلكون الفكر والقدرة المالية في إقامة مشروعات تساعدنا علي الاستمرار في مهنتنا التي نفكر جديا في هجرتها لصعوبة زراعة الأرض وذلك بإقامة مصارف مغطاة وتبطين المجاري المائية وتطبيق نظام الري بالتنقيط بدلا من الغمر بشرط توفير المعدات اللازمة له وتدريبنا عليها وقتها ستعم الفائدة علي الجميع وستكفي حصص المياه المخصصة للمحافظة ويتم القضاء علي المياه الجوفية وعودة الأرض لخصوبتها وإنتاجها الوفير. ويضيف محمد الشافعي صاحب أرض زراعية بقرية سرابيوم النموذجية أن مشكلتنا تنحصر في الري بالغمر الذي يستهلك حصص مياه مضاعفة نحن في حاجة لها ولابد لوزارة الزراعة والري مجتمعين أن تتبني إقامة مشروع ضخم بطرح نظام الري المحوري البيفوت بالتأجير والذي يصلح للأراضي ذات المساحة الكبيرة والمتوسطة ويحقق نجاحات في استخدامه ولو طبق هذا المشروع علي مستوي الجمهورية خاصة في الأراضي المستصلحة حديثا سوف يوفر علي الدولة مياه الري التي يتم إهدارها ويقضي علي مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية. ويشير علي رشوان مهندس زراعي يمتلك أرضا بقرية الأبطال شرق قناة السويس إلي أن هناك قانونا لدي وزارة الري بمنع تطبيق نظام الغمر في الأراضي الزراعية التي تقع في محيطنا واللجوء لنظام التنقيط وللأسف هناك من يضرب القانون عرض الحائط خاصة في العامين الأخيرين ويتبع نظام الغمر الذي أدي لنقص حصص الري في المجاري المائية وهلاك المحاصيل الزراعية والمطلوب ملاحقة المخالفين وتحرير المحاضر اللازمة لهم لأنهم السبب المباشر وراء ظهور ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي كونت بركا ومستتنقعات في مناطق مستصلحة جديدة. ويوضح محمد أبوالحسن مزارع بقرية الوادي الأخضر ان ري الأراضي الزراعية في الوقت الحالي يختلف عن الماضي هناك من يستخدم نظام التنقيط ويحققون به نجاحات لابأس بها وهؤلاء هم أصحاب المزارع الكبيرة أما المزارعون البسطاء لايعرفون سوي نظام الري بالغمر لأنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم لتطبيق الأساليب الحديثة ولذلك فإن مشاكل ارتفاع منسوب المياه الجوفية مستمرة ولن يتم القضاء عليها إلا باللجوء للري بالتنقيط وفي حالة الاستمرار علي الوضع الراهن هناك خسائر فادحة سوف تلحق بالقطاع الزراعي الذي يعتمد غالبيته علي الأساليب القديمة في مختلف محافظات الجمهورية ونأمل أن تكون هناك ثورة حقيقية في هذا المجال لأننا قادمون علي حرب المياه التي بدأت في منابع النيل مبكرا. ويؤكد عبد الرحمن أبوالوفا خبير زراعي ان نظام الري المحوري يتطلب استخدام الميكنة في جميع عمليات الخدمة والزراعة والحصاد الأمر الذي يعظم انتاجية الفدان, لذلك يطبق في الأراضي التي تمتلكها الشركات الاستثمارية لكن لابد أن نتطلع لصغار الموزعين الذين يعتمدون علي الري بالغمر يجب علينا مساعدتهم للتخلص من هذا النظام القديم عن طريق تقديم قروض من البنوك حتي يتسني لهم شراء المعدات الحديثة أو تخصيص ميزانيات مالية للجمعيات الزراعية بهدف تقديم خدماتها للمزارعين برسوم رمزية وهذا التوجه أسهل من ضياع مياه الري دون تحقيق الاستفادة منها. ومن جانبه قال المهندس محمد تميم وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إنه يوجد403 آلاف فدان علي مستوي المحافظة20% من هذه المساحة تطبق نظم الري الحديث وبالمقارنة بمحافظات أخري تعد الأفضل علي الإطلاق وهناك تعليمات لأصحاب الأراضي المستصلحة حديثا بالبعد عن الري بالغمر ومن يضبط مخالفا للتعليمات يحرر المسئولين عن قطاع الري لهم محاضر فورية تحول للنيابة العامة. واضاف ان هناك مشاكل يعاني منها المزارعون تتمثل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية وهي بسبب نظام الري بالغمر وعدم تبطين المجاري المائية التي تقع في محيطها والحاجة لإنشاء مصارف مغطاة وإحلال وتجديد الموجود منها حاليا, وهذا يحتاج لاعتمادات مالية قد لاتتوافر في ظل الأزمات المادية التي تعيشها البلاد حاليا. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إلي أن هناك أشخاصا معدومي الضمير يقومون بزراعة محصول الأرز في أماكن غير مخصصة له وهذا يسبب ضررا بالغا بحصص مياه الري ونحن سبق لنا تحديد ثلاثة آلاف و522 فدانا لزراعة الأرز وكل ما نفعله هو تطبيق القانون علي المخالفين لكن هناك من يستغل الانفلات الأمني ويضرب بالتعليمات عرض الحائط. وأوضح أن منطقة شرق قناة السويس ممنوع فيها استخدام نظام الري بالغمر وهناك لقاءات مع أصحاب الأراضي يتم من خلالها توزيع حصص المياه في الترع الفرعية الخمس بالتساوي ومن يخالف هذه التوجهات يلاحق بالقانون مع العلم ان هناك مشاكل لازالت قائمة بين كبار وصغار المزارعين للحصول علي أولوية الري لابد من حلها وزيادة حصة المياه بشكل عام القادمة من الوادي إلي سيناء.