أجرت مجلة نوفل اوبسرفاتور الفرنسية حوارا مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول, وذلك بمناسبة مرور عقد علي الغزو الأمريكي للعراق, و أشار خلاله إلي أنه لم يتوقف عن التفكيرلحظة في كيفية تجنب الغزو قبل حدوثه لأن المعلومات التي قدمت له عن امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل وعن علاقتها بتنظيم القاعدة كانت غير حقيقية, وأن الرئيس السابق جورج بوش الإبن نصب له هذا الفخ ووضعه أمام الأمر الواقع... ولم يتردد باول في وصف هذه المعلومات بأنها كانت خدعة. لم تكن بغداد أولي ضحايا الزعم بامتلاك أسلحة دمار شامل, بل سبقها في ذلك بنما في20 ديسمبر1989 عندما صرح الرئيس الأسبق بوش الأب أن بنما تمثل تهديدا للشعب الأمريكي وأنها تمتلك أسلحة دمار شامل, وكان الهدف هو إقصاء الرئيس مانويل نرويجا الذي كان حليف واشنطن ثم انقلبت عليه, وشن27 ألف جندي أمريكي هجوما علي الدولة الصغيرة التي يقوم علي حمايتها ثلاثة آلاف جندي فقط. ويعتبر العديد من المحللين أن ما حدث في بنما لم يكن إلا بالون اختبار لما سيحدث في العراق, فبعد تسعة أشهر من الحرب ضد بنما بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية بفرض حصار اقتصادي علي العراق بعد أن أعطي السفير الأمريكي ابريل جلاسبي الضوء الأخضر للرئيس العراقي صدام حسين لغزو الكويت, وأخذت واشنطن تروج شائعات مفادها امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل, وبعد13 عاما من غزو بنما قادت واشنطن تحالفا مكونا من31 دولة لإعادة العراق إلي عصر ما قبل التاريخ, وتم قصفها بأكثر من750 طنا من المواد عالية السمية واليورانيوم المخصب, وكان نتيجة ذلك أن بلغ عدد الأطفال العراقيين المشوهين, خلال هذا العقد, أكثرمن مليوني طفل!. ثم استدار حلف الناتو صوب كوسوفا وعقد العزم علي تحريرها, علي حد زعمه, في24 مارس1999, وكان السبب المعلن هو اتهامها بامتلاك نوعين علي الأقل من الغاز السام, أما عن الأسباب الحقيقية فهي امتلاكها مناجم ذهب وفضة وزنك ونحاس ونيكل تقدر بعشرة تريليونات دولار, واستمرت عملية التحرير78 يوما من القصف المتواصل. وفي2 سبتمبر2002, وضعت بغداد من جديد علي أجندة الغزو, وطالب المسئولون في إدارة بوش بتوجيه ضربة استباقية ضد العراق, وزعم خبراء في الأممالمتحدة في مجال التسليح أن بغداد لديها600 طن مواد كيماوية تشمل غاز الخردل, بالإضافة إلي25 ألف صاروخ و15 ألف قذيفة تحمل رؤوسا كيماوية, وأن الهدف الحقيقي من هذه الحرب الذي راح ضحيتها, طبقا لأخر الاحصائيات, أكثر من1.5 مليون عراقي, حسبما أشارت إليه صحيفة لوموند دبلوماتيك, هو الاستيلاء علي بترول العراق. وفي ليبيا, زعم الغرب نفس الأكاذيب كي يمهد لتوجيه ضربة لها, حيث روج الغرب أن طرابلس مازالت تمتلك10 أطنان من غاز الخردل وأن الزعيم الراحل معمر القذافي خدع بريطانيا عام2004 ولم يقم بتدمير كل أسلحته عندما أرسلت بريطانيا خبراءها للتأكد من عملية التدمير. وفي الفترة من19 مارس, وهو موعد بدء الغزو, وحتي31 مارس القت واشنطن ولندن110 صاروخ من طراز كروز, وبمقتل الرئيس الليبي كانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا قد قامتا بأكثر من25 ألف طلعة جوية ولم يعد يتحدث أحد عن أسلحة الدمار الشامل الليبية بعد انتهاء المهمة والاستحواذ علي آبار البترول. وفي24 ديسمبر2012 صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وذلك خلال مؤتمر صحفي في براج أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يستخدم أسلحة دمار شامل ضد شعبه وكررتها الأربعاء الماضي رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي رابط دائم :