أحدث النظام الجديد الذي أقرته إدارة التأمين الصحي بأسيوط حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين حيث يقضي هذا النظام بحجز المرضي مسبقا قبل الحضور الي عيادات التأمين للكشف عليهم منعا للتكدس فيما تمسك المواطنون بالعودة للنظام القديم بحضور المرضي في أي وقت باعتبار أن ذلك من أهم حقوقهم. وتبني المجلس المحلي لمحافظة أسيوط وجهة نظر المواطنين وشن اعضاؤه هجوما حادا علي إدارة التأمين وخططها وأسلوب العمل الجديد باعتبار أنه يهدف لتقليص عدد المستفيدين بخدمات التأمين الصحي. في البداية يقول يوسف الليثي عضو مجلس محلي المحافظة أن هناك استياء شديدا من جموع العاملين المنتفعين بنظام التأمين الصحي بالمحافظة نتيجة خطاب صادر من التأمين الصحي العيادة المركزية بتاريخ15 فبراير لجميع الوحدات والمصالح الحكومية بإلغاء نظام التوجه المباشر للعيادات لتوقيع الكشف الطبي واستبدل به الاتصال التليفوني لحجز موعد الكشف وذلك لتنظيم العمل داخليا وهو مايتعارض مع مصالح العاملين الذين لا تتناسب مواعيد عملهم مع المواعيد الجديدة التي يتم تحديدها هذا بالإضافة الي تقليص عدد المستفيدين في اليوم الوحد الي12 مريضا فقط وهو رقم لايتناسب مع أعداد الوافدين من شتي بقاع المحافظة لذا نطالب مسئولي التأمين الصحي بضرورة التراجع عن تلك القرارات والعودة الي النظام السابق. ويضيف فتحي محمد عبدالعليم موظف لقد فوجئت أثناء ذهابي الي العيادة الصحية لتوقيع الكشف الطبي علي بالعاملين هناك يؤكدون لي ان اسمي غير مدرج في قائمة الانتظار الخاصة بالطبيب الذي أرغب بتوقيع الكشف الطبي لديه وعند استفساري عن قوائم الانتظار علمت أنه يجب علي الاتصال أولا لكي أقوم بتحديد موعد ومن ثم الحضور وذلك علي غرار العيادات الخاصة وهذا ما لا يتناسب مع طبيعة عملنا حيث أنني أتغيب عن العمل في اليوم الذي أرغب بتوقيع الكشف الطبي علي فيه وطبيعة العمل لاتسمح لي بالخروج يوميا للذهاب الي العيادة لذا يجب عودة النظام القديم الذي كنت أتمكن خلاله من توقيع الكشف الطبي في ذات اليوم. ويوضح أحمد عبدالمحسن بدوي مدرس أن مايحدث هو تهريج بمعني الكلمة فمن غير الطبيعي أن أعلم إنني سأمرض بعد اسبوع مثلا وأسارع بالحجز مسبقا تحسبا لذلك اليوم والأغرب من ذلك أن أقوم بتحديد التخصص الذي أرغب في توقيع الكشف به ونوع المرض أليس هذا استخفافا بعقول المواطنين أن أقوم بالحجز قبل أن أمرض وهل من الطبيعي أن ينتظر المريض مدة لاتقل عن أسبوع حتي يتم توقيع الكشف الطبي عليه. والسؤال الغريب الذي أبحث له عن إجابة من المسئول عن تعطيل حركة الكشف والتسبب في حدوث معاناة للمرضي أكثر من مرضهم. ويضيف عامر عزيز عبدالله موظف أن النظام الجديد الذي وضعه مسئولو التأمين الصحي بأسيوط يخدم العيادات الخاصة بمعني أنه في حالة إصابة الموظف بمرض مفاجيء ويحتاج الي توقيع الكشف الطبي عليه فإن نظام التأمين الصحي الجديد الذي يشترط الحجز مسبقا لا يوفر خدمة الكشف الطبي الفوري وعليه فان الانسان سوف يتوجه لاقرب عيادة خاصة حتي يستطيع أن يعالج نفسه وهو ما يكلف المواطن عبئا جديدا. وفي تعقيب للدكتور محمود النشار مدير عام العيادة المركزية النموذجية بالتأمين الصحي قال ان عمليات التطوير التي تشهدها المنطقة المركزية لم تكن بقصد التطوير الخارجي فقط للمباني ولكن الغرض منها التطوير الشامل للنظم المحركة للعمل الداخلي بتلك العيادات من خلال إدخال معايير الجودة ومكافحة العدوي وكذلك مراعاة مصالح المنتفعين والبحث عن سبل راحتهم حيث أن النظام الجديد لتوقيع الكشف الطبي يصب أولا في مصلحة المترددين حيث أن نظام الحجز يوفر الوقت للطبيب لتوقيع الكشف الطبي بدقة علي المريض حيث تم تحديد6 حالات في الساعة للطبيب لتوقيع الكشف الطبي عليهم خاصة أن الطبيب الاستشاري متعاقد مع الهيئة علي ساعتين يوميا أي بمعدل12 حالة يوميا وهو مايوفر عنصر الدقة للطبيب لتشخيص الحالة بالضبط وصرف العلاج والاستماع الي الطبيب وهذا ما كان يفتقده النظام القديم الذي كان مطالبا خلاله الطبيب بتوقيع الكشف الطبي علي عدد هائل من الحالات وهذا ما يقلل من فرص العلاج الصحيح. وبالنسبة للحالات الإضافية التي قد تطرأ علي الحالات التي تم تحديدها فيتم استدعاء طبيب آخر بذات التخصص لاستيعاب جميع الحالات وذلك لاستقبال جميع المترددين حيث أن أطباء العيادة لا يتركون مريضا يرحل دون توقيع الكشف الطبي عليه وهذا عكس ما يردده البعض بالحضور والذهاب دون توقيع الكشف الطبي وأضاف مدير عام العيادات أن المستفيد الأول من هذا النظام هو المتردد حيث يوفر له الوقت من خلال الحضور قبل موعد الكشف بفترة وجيزة بدلا من الانتظار طوال اليوم كما أن هناك سببا وقائيا لمنع عمليات التكدس التي كانت تحدث في الماضي من خلال وجود أكثر من200 متردد في مكان لايسع أكثر من50 شخصا مثلا وهذا مايوفر المناخ المناسب لانتقال الأمراض فيما بينهم ولكن النظام الحديث المريض يأتي الي العيادة ويجري الكشف ويصرف العلاج دون البقاء لأكثر من ساعة تقريبا ولمراعاة تلك الظروف تم مد فترة العمل حتي السادسة مساء بدلا من الثانية ظهرا وذلك لاستيعاب كل الحالات وبالنسبة لعمليات الحجز فقد تم توفير ثلاثة خطوط تليفون أرضي وخط تليفون محمول معلنة أمام الجميع وتم وضعها ضمن الخطابات التي أرسلت لجميع الوحدات والمريض الذي يتصل يتم الحجز الفوري له في نفس اليوم أو في اليوم التالي بحد أقصي وتم أيضا تخصيص مكتب لاستقبال المرضي يهتم بعمليات الحجز المباشر وتنظيم مواعيد الكشف وتولي عملية الاتصال في حالة عدم حضور المريض لتحديد موعد آخر له وإبلاغه في حالة غياب الطبيب لتوفير مشقة الحضور الي العيادة.